بيروت - زينة طبارة
أكدت وزيرة الشؤون الاجتماعية اللبنانية نايلة معوض في حديث لـ «الأنباء» ان كلام وزير الخارجية السورية وليد المعلم لجهة تأكيداته بانعقاد القمة العربية في مكانها، ولجهة اعتبارها قمة فلسطين بامتياز، ليس سوى محاولة التفاف يقوم بها المعلم على الأزمة اللبنانية وعلى الدعم العربي للملف اللبناني، لافتة الى ان كلام المعلم جاء مبنيا على حصار غزة الهمجي الذي لم يكن له اي اهداف سياسية واضحة سوى محاولة تعويم النظام السوري، لتحريره من الضغوطات العربية التي تمارس عليه من جراء عرقلته الحلول في الأزمة اللبنانية.
واشارت معوض الى ان الهجوم الاسرائيلي على غزة اتى في التوقيت الذي ترعى فيه تركيا مفاوضات للسلام بين اسرائيل وسورية، مما يقود الى الظن بأن التحرك الاسرائيلي الدموي باتجاه غزة كان لتحويل الانظار العربية عن الملف اللبناني الى الملف الفلسطيني إنقاذا للموقع السوري الذي بات يتعرض للعزلة العربية، مؤكدة ان اسرائيل تقوم دائما برعاية الموقع السوري عربيا ودوليا من خلال افتعالها بعض التوترات في المنطقة حفاظا عليه، لقاء تأمين سورية للاستقرار الدائم على جبهة الجولان، طارحة علامة استفهام كبيرة حول تصادف التزامن بين مفاوضات السلام الاسرائيلية - السورية واغتيال مغنية والهجوم البربري على غزة.
ولفتت الوزيرة معوض الى ان القيادات الاستقلالية في لبنان تقود ليس فقط معركة السيادة اللبنانية، انما تخوض ايضا معركة الدول العربية لجهة استقرارها ومنع تحويل اراضيها الى ساحات مفتوحة لصالح الارهاب ولصالح المحور السوري - الايراني، معتبرة ان من انقلب سابقا على اتفاق مكة وعلى مقررات قمة الرياض ينقلب اليوم على المصالح الفلسطينية لصالح اسرائيل، وربما تكون بداية انقلابه ايضا على حلفائه في لبنان لصالح مفاوضاته حيال السلام مع اسرائيل.
دعوة لمقاطعة القمة
ودعت معوض الدول العربية الى التجاوب مع نداء قوى 14 مارس، بوجوب مقاطعة القمة وعدم المشاركة فيها قبل تثبيت الكيان اللبناني من خلال قطع الطريق أمام العرقلة السورية لإنهاء الأزمة اللبنانية وانتخاب العماد سليمان رئيسا للجمهورية، معتبرة ان القمة العربية ستكون بالشكل قمة العناوين السورية البراقة حيال فلسطين بحسب ادعاء المعلم، وقمة الاحتيال على الدول العربية وتشريع التصرفات السورية السلبية حيال المنطقة بالمضمون.
وعن احتمال عدم تجاوب الدول العربية مع النداء بمقاطعة القمة، اكدت عدم موافقتها على مشاركة لبنان فيها - حتى ولو تمت دعوته حسب ما ادلى به الوزير المعلم - الا من خلال رئيس ينتخب قبل موعد القمة المحدد في 29 الجاري، كما اعلنت عن ممانعتها تمثيل لبنان على طاولة القمة من قبل اي من السياسيين الاستقلاليين حتى على مستوى رئاسة الحكومة، مشيرة الى ان هذا الأمر سيكون محور البحث والمشاورات المقبلة بين اعضاء قوى 14 مارس لاتخاذ القرار المناسب حياله.
وردا على سؤال حول تقاطع موقف 14 مارس بالدعوة على مقاطعة القمة العربية مع موقف العماد عون الداعي الى عدم مشاركة لبنان فيها لعدم شرعية الحكومة، نفت معوض ان تكون قوى الاكثرية تخدم طروحات العماد عون، مشيرة الى حجم الفارق الكبير بين الدعوتين، ومعتبرة ان دعوة قوى الاكثرية الى المقاطعة تخدم مصلحة السيادة اللبنانية، بينما دعوة العماد عون تخدم مصلحة المحور الايراني - السوري في تحقيق اهدافه على حساب الأمن والاستقرار اللبنانيين، وأسفت معوض لكون العماد عون قد أصبح في خط الدفاع عن الأنظمة المعادية للبنان بعدما خاض سابقا «حرب التحرير» لتحقيق السيادة والاستقلال.
وعن الجلسة الـ 15 المقررة في 11 الجاري لتعديل الدستور وانتخاب الرئيس، أبدت معوض عدم تفاؤلها في انعقاد الجلسة، رادة السبب الى انتفاء مؤشرات انجاحها بالرغم من كل الضغوطات العربية على النظام السوري لتسهيله الأمر، من خلال حث فريقه اللبناني على التنازل عن شروطه التعجيزية وفتح أبواب المجلس النيابي امام انتخاب العماد سليمان على رأس الدولة، معتبرة ان الأفكار الجديدة التي تكلم عنها هشام يوسف مدير مكتب عمرو موسى، واجتماع الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية لن يؤديا الى اي نتيجة ايجابية في الاطار المذكور لأن المشكلة لا تكمن في الافكار سواء كانت جديدة او قديمة، بل في تنفيذ تلك الافكار من قبل المعرقلين، مشيرة الى ان مصير اجتماع وزراء الخارجية لقي الفشل نفسه الذي لقيته الاجتماعات السابقة، بسبب عدم تعديل سورية لمواقفها تجاه لبنان، وان كلام وزير خارجيتها الاخير خير دليل على محاولتها إلغاء لبنان من المعادلة العربية، كما حاولت الغاء كيانه كدولة مستقلة ذات سيادة كاملة على اراضيها.
الصفحة في ملف ( pdf )