اكد المحافظون الايرانيون هيمنتهم على مجلس الشورى الايراني بحصولهم على غالبية الثلثين بحسب نتائج جزئية اظهرت قوتهم حتى في العاصمة طهران التي تعتبر الواجهة السياسية للبلاد.
واظهرت النتائج الاولية غير الرسمية للانتخابات التشريعية الايرانية فوز المحافظين حتى الآن
بـ 163 مقعدا من مقاعد مجلس الشورى الايراني (البرلمان)، مقابل فوز الاصلاحيين بـ 40 مقعدا من دون احتساب اصوات العاصمة طهران التي لم تكتمل عملية فرزها بعد، فيما فاز المرشحون المستقلون بـ 47 مقعدا.
وهذا الفوز الكبير، كان متوقعا في الحقيقة نظرا لعدم قبول ترشيح عدد كبير من المرشحين الاصلاحيين قبل الانتخابات، وكانت هذه الآلية نفسها قد اسهمت الى حد كبير في فوز المحافظين في الانتخابات التشريعية التي جرت في العام 2004.
غير ان الاصلاحيين لم يخرجوا خالي الوفاض تماما حيث يأملون في الحصول حتى على 20% من المقاعد النيابية، وقال عبدالله ناصري المتحدث باسم ائتلاف الاصلاحيين امس الاول «بالرغم من كل القيود نجحنا في التشويش على لعبة خصومنا».
لكن في العاصمة الايرانية طهران التي يخصص لها 30 مقعدا في البرلمان كان المحافظون هم الذين اجتازوا الدورة الاولى دون صعوبات.
فمع فرز نحو ثلثي البطاقات تبين ان المرشحين الـ14 الذين انتخبوا من الدورة الاولى هم جميعا من المحافظين.
وسيخوض 32 مرشحا لم تحسم نتيجتهم الدورة الثانية التي ستجرى في 18 او 25 ابريل، مما يترك فرصة اخرى امام الاصلاحيين لتحقيق اختراق.
قائمة طهران
ووفقا للنتائج الأولية التي أعلنتها وكالة الأنباء الرسمية (إسنا) فإن رئيس البرلمان السابق غلام علي حداد عادل وهو من المقربين للرئيس محمود أحمدي نجاد يتصدر قائمة طهران يتبعه محافظون آخرون معظمهم من المؤيدين للرئيس.
أما الإصلاحي الوحيد الذي يمكن أن يتسلل إلى قائمة الثلاثين الكبار فربما يكون ماجد أنصاري، أما الإصلاحيون الآخرون فهم متأخرون بفارق كبير.
واعتبر غلام حداد عادل امس الانتخابات التشريعية بمنزلة استفتاء على تأييد الشعب الايراني للنظام الحاكم، وذهب الى ان هذه الانتخابات «اثبتت مرة اخرى حقيقة ان الاعداء اللدودين لا يعرفون الشعب الايراني».
ونقلت وكالة الانباء الايرانية «ارنا» عن حداد قوله في رسالة وجهها بمناسبة هذه الانتخابات التي ستظهر نتائجها النهائية قريبا «من واجبنا تقديم الشكر للشعب الايراني العزيز لحضوره الواسع في الانتخابات».
واضاف حداد عادل ان الانتخابات الاخيرة قد اثبتت مرة اخرى «حقيقة ان اعداء الشعب الايراني مازالوا لم يفهموا العلاقة القلبية والمعنوية بين الشعب والثورة الاسلامية وقد اختبروا في هذه المرة وكالمرات السابقة حظهم السيئ وفشلوا».
واردف قائلا: «دون شك ان المشاركة الفاعلة لأبناء الشعب في الانتخابات ستزيد من اقتدار مجلس الشوري الاسلامي، وسيتمكن المجلس الثامن وبالاستفادة من هذا الدعم الشعبي والتجارب المكتسبة في المجلس السابع، ان يقوم بواجبه الجسيم في التشريع والاشراف على امور البلاد على افضل وجه».
واكد ناصري المتحدث باسم ائتلاف الاصلاحيين ان تشكيله «في وضع جيد» في العاصمة لخوض الدورة الثانية.
تشكيلات متنافسة
والاقتراع في طهران يعتبر ايضا بمنزلة اختبار لتشكيلين محافظين متنافسين، التشكيل الاول هو «الجبهة الموحدة للمدافعين عن المبادئ» وهي الرئيسية، وتضم حركة «اريج الخدمة العذب» التي يتزعمها الرئيس محمود احمدي نجاد، والتشكيل الثاني هو «الائتلاف الموسع للمدافعين عن المبادئ» ويتولى قيادة الائتلاف محافظون منتقدون للرئيس بينهم المفاوض السابق بشأن الملف النووي علي لاريجاني ورئيس بلدية طهران محمد باقر قليباف.
ويتقاسم الائتلاف الموسع معظم مرشحيه في البلاد مع الجبهة الموحدة، لكنه قرر منافسة الجبهة في العاصمة طهران، ولكنه لم يكسب الرهان حيث سجلت النتائج الاولية خسارته في العاصمة، فقد اقصي 5 من المرشحين الرئيسيين من الدورة الاولى فيما انتقل مرشح واحد هو محمد خوششره بصعوبة الى الدورة الثانية.
في المقابل تم انتخاب 4 مرشحين ينتمون الى حركة الرئيس نجاد «اريج الخدمة العذب» ومسجلين على قائمة الجبهة الموحدة من الدورة الاولى، فيما حقق 3 آخرون موقعا جيدا للانتقال الى الدورة الثانية.
وخلافا للمحافظات حيث المواضيع المحلية تشكل اولوية، فإن التصويت في العاصمة يعتبر سياسيا قبل اي شيء آخر.
كما انه يسجل فشلا نسبيا لتشكيل رئيس مجلس الشورى السابق مهدي كروبي وحزبه الاصلاحي «الثقة الوطنية».
فمع تقاسمه عددا كبيرا من المرشحين مع ائتلاف الاصلاحيين المدعوم من الرئيس السابق محمد خاتمي، فقد خاض منافسة معه في طهران.
وحزب الثقة الوطنية لن يحظى بأي مقعد له في طهران، لكنه حظي بمعاملة افضل من ائتلاف الاصلاحيين من قبل مجلس صيانة الدستور المكلف بانتقاء المرشحين.
وربما تكون نتائج كروبي تأثرت بالشكر العلني الذي وجهه الى مجلس صيانة الدستور والانتقادات التي وجهها الى انصار خاتمي.
وقال المحلل محمد سلطانيفار «ان النظام كان اكثر تسامحا تجاه كروبي لكن الناخبين فضلوا مرشحي خاتمي».
الصفحة في ملف ( pdf )