ذكر تشيانجبا بونكوج رئيس حكومة التبت أمس، ان الصين أوقفت إصدار تصاريح إلى الاجانب للسفر إلى إقليم التبت الذي يتمتع بحكم ذاتي، فيما زعمت جماعة منفية من الاقليم إن اعتقالات واسعة وقعت في عاصمته لاسا، وذلك قبل انقضاء المهلة التي اعطتها الحكومة للمتظاهرين لتسليم انفسهم بعدها إلى الشرطة في العاصمة.
وقال بونكوج للصحافيين في بكين إن المسؤولين منعوا إصدار تصاريح سفر للتبت على خلفية مخاوف أمنية.
ونقلت وسائل إعلام حكومية عن جو جيناهاو رئيس مكتب الشئون الخارجية بالاقليم قوله: «نطلب كذلك من السيــاح الاجانب المتواجدين في التبت مغادرة (الاقليم) خــلال الايــام المقبلــة».
وقالت صحيفة «فرانكفورتر روندشاو» الالمانية إن موظفي منظمات غير حكومية دولية تلقوا أوامر بمغادرة مدينة لاسا عاصمة إقليم التبت أمس، مما أثار مخاوف من أن تشدد القوات من حملتها الضارية ضد المتظاهرين فور انقضاء المهلة النهائية الممنوحة لهم لتسليم أنفسهم.
وتعهد حاكم الاقليم بمعاملة «المحتجين الذين ارتكبوا جرائم خطيرة في التبت بقسوة» لكنه استدرك «بامكان الذين يبدون ندمهم على ما فعلوا ان يتوقعوا تسامحا».
وقال بونكوج «لقد تعاملنا مع هذه الواقعة وفقا للقانون»، الصين دولة يحكمها القانون، لم تكن اي دولة ستسمح باعمال العنف هذه.
في المقابل، ذكر مركز حقوق الانسان والديموقراطية في التبت ومقره الهند أن قوات الشرطة غير النظامية اعتقلت بالفعل مئات من سكان التبت خلال عطلة الاسبوع في مدينة لاسا.
وتردد أن الشرطة اعتقلت جميع السجناء السياسيين السابقين وأجرت عمليات تفتيش من منزل إلى منزل حيث ركزت على شبان الاقليم.
وبحسب ما أعلنه البرلمان التبتي في المنفى أمس في دارامسالا في الهند فإن «مئات التبتيين قتلوا في الاضطرابات التي شهدتها لاسا ومناطق اخرى من التبت».
وجاء في البيان الذي اصدره البرلمان ان «الامم المتحدة والمجتمع الدولي يجب ان يبلغ بأن التظاهرات الكبيرة التي بدأت في العاشر من مارس في العاصمة لاسا ومناطق اخرى في التبت ادت الى مقتل مئات التبتيين من خلال استخدام القوة».
غير ان بونكوج تحدث عن مقتل 13 مدنيا وإصابة 63 شرطيا فقط، في أحداث يوم الجمعة الماضي. ورفض التقارير التي أصدرتها حكومة التبت في المنفى وأكدت فيها وفاة المئات في المدينة.
وشدد بونكوج على القول ان «قوات الامن في لاسا لم تطلق النار الجمعة على المتظاهرين».
واكد ان الجيش لم يتدخل لقمع اعمال الشغب.
ونفى بالمطلق أن يكون أفراد الأمن قد حملوا أو استخدموا أسلحة مدمرة أو أطلقوا النيران في التعامل مع مثيري الشغب أو أن يكون أي منهم قد تجاوز التفويض الممنوح له، بل على العكس فقد أظهر أفراد الأمن أعلى درجات ضبط النفس في معالجة الأحداث منذ اندلاعها وحتى إخمادها على فداحتها، حسب قوله.
وأكد رئيس حكومة التبت عدم إصابة أي أجنبي بأذى في تلك الأحداث حيث أولت حكومة منطقة التبت بالغ الاهتمام بسلامة حياة وممتلكات الخبراء الأجانب العاملين في التبت وكذلك الطلبة والسياح الأجانـــب وتوفيـــر أقصى الحماية اللازمة لهم، منوها في هذا الصدد بنجاح قوات الشرطة في لاسا بإنقـــاذ أكثـــر من 580 شخصا منهم 3 سيــاح يابانيين من أعمــال التخريب العنيفــة.
الصفحة في ملف ( pdf )