وصل عدد الجنود الاميركيين الذين قتلوا في العراق الى أكثر من اربعة آلاف قتيل امس بعد ايام من الذكرى الخامسة للحرب.
وقال الجيش الاميركي ان اربعة جنود قتلوا في وقت متأخر من مساء امس الاول عندما انفجرت قنبلة مزروعة على الطريق قرب مركبتهم في جنوب بغداد، واصيب جندي في الهجوم الذي رفع عدد القتلى بين القوات الاميركية الى أكثر من اربعة آلاف قتيل منذ الحرب التي قادتها الولايات المتحدة بالعراق عام 2003.
وقال ديك تشيني نائب الرئيس الاميركي خلال زيارة للقدس «نشعر بالاسف لكل ضحية وكل خسارة، قد يكون لذلك اثر نفسي على الناس، لكن من المأساة اننا نعيش في عالم تحدث فيه مثل هذه الامور».
أضاف الاميرال جريج سميث المتحدث باسم الجيش الاميركي امس انه «لا تزيد او تقل ضحية عن اخرى في الاهمية. يتساوى في الاهمية كل جندي وكل فرد من مشاة البحرية او السلاح الجوي وكل بحار وخسارتهم كلهم مأساوية».
وافاد انتوني كوردزمان المحلل البارز في شؤون العراق بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن بأن وصول عدد القتلى من الجنود الاميركيين الى أكثر من اربعة آلاف قد يثير موجة اخرى من النقاش، مضيفا «من يعارضون الحرب سيرون ذلك سببا آخر لانهائها.
ومن يساندون الحرب سيشيرون الى التقدم العس ري وسيقولون ان عدد الضحايا في المستقبل سيكون اقل بكثير».
وبالرغم من ان الاميركيين منشغلون اكثر بمشاكل اقتصادية محلية، الا ان حرب العراق ما زالت قضية مهمة في حملة انتخابات الرئاسة الاميركية، ويدعو باراك اوباما وهيلاري كلينتون - اللذان يتنافسان على الفوز بترشيح الحزب الديموقراطي في انتخابات الرئاسة - الى وضع جدول زمني لانسحاب القوات.
وقتل الجندي الاميركي رقم ألف كان في سبتمبر عام 2004 بعد 18 شهرا من الحرب وفي وسط حملة انتخابات الرئاسة الاميركية التي عادت ببوش للسلطة بعد ان فاز بفترة رئاسة ثانية.
وارتفع عدد القتلى الى 2000 قتيل في اكتوبر عام 2005 في الوقت الذي قاتل فيه مسلحون من العرب السنة للاطاحة بحكومة بغداد.
وبلغ عدد القتلى من الجنود الاميركيين بالعراق 3000 في ديسمبر عام 2006 قبل ان يزيح بوش الستار عن خطة بارسال 30 الف جندي اضافي للعراق لكبح العنف الذي قتل عشرات الآلاف من العراقيين وشرد الملايين.
أقل سلبية
وقال ستيڤن بيدل المتخصص في شؤون السياسة الدفاعية بمجلس العلاقات الخارجية في واشنطن «اشك في ان يكون لوصول عدد القتلى (من الجنود الاميركيين) الى اربعة آلاف الاثر نفسه الذي حدث عندما بلغ عدد القتلى ثلاثة آلاف. الحكمة آنذاك كانت تشير الى ان الامور تسير بشكل سيء. اليوم على العكس فإن التصور العام عن العراق اقل سلبية وتغطية الاوضاع خلال الشهور الستة الماضية مالت الى التركيز على انخفاض العنف وعدد الضحايا من القوات الاميركية».
وقال كوردزمان متحدثا قبل اعلان احدث عدد للقتلى بين الجنود الاميركيين «الدافــع قــوي لدى تنــظيم القـــاعدة والعناصر المتــطرفة من جيش المهـــدي للتوصــل لسبل لرفع عدد القتلى بين القــوات الاميركية في الفتـــرة الحــالية وحــتى نوفمبر وسيبحثون سبل استغلال التفجيرات لزيادة معدل الهجمات وعدد القتلى».
منظمة رقابية
الى ذلك، اتهمت منظمة اعلامية رقابية وسائل الاعلام الاميركية بتعمد اخفاء العدد الحقيقي للقتلى الاميركيين عن طريق اغفال اعداد القتلى الاميركيين من شركات الامن الخاصة والمتعاقدين من القطاع الخاص (المرتزقة) الذين يمثلون نفس تعداد الجيش الاميركي في العراق حاليا.
حيث قالت منظمة «الحياد والدقة في الاعلام» التي مقرها نيويورك وتعرف اختصارا باسم «فير» في بيان صحافي «بينما تبدأ السنة السادسة للحرب، فإن عددا كبيرا من القتلى بسبب الغزو لم يتم تسجيلهم في السجلات العسكرية الاميركية». وقالت المنظمة ان المتعاقدين من القطاع الخاص «يلعبون دورا محوريا في احتلال العراق انهم يؤدون واجبات يتركها لهم العسكريون الاميركيون».
واضافت «حاليا يعتقد ان عدد المتعاقدين (المرتزقة) يماثل عدد القوات العسكرية الاميركية النشيطة اي اكثر قليلا من 150 الف شخص».
واكدت المنظمة الرقابية ان المصدر الموثق الوحيد لاعداد هولاء القتلى هو وزارة العمل الاميركية لا الپنتاغون، حيث تقوم بعض زوجات وعائلات هؤلاء المرتزقة بالتقدم بطلبات صرف تأمين من وزارة العمل الاميركية.
واوضحت المنظمة ان العدد الرسمي للقتلى بين المرتزقة وصل حتى الآن 1123 حتى بداية شهر فبراير ليكون وفق هذا التعداد العدد الاجمالي للقتلى الاميركيين في العراق اكثر من 5123 قتيلا لا 4000 فقط وفق ما يذكره الاعلام الاميركي او الپنتاغون.
ولا يشمل هذا العدد القتلى من جنسيات اخرى تعمل في الجيش الاميركي من الحاصلين على «بطاقة الهجرة الخضراء» (الغرين كارد» لكنهم لم يحصلوا على الجنسية الاميركية.
الصفحة في ملف ( pdf )