بيروت - عمر حبنجر
عقدة جديدة طرحت نفسها على حكومة الرئيس فؤاد السنيورة امس تمثلت في الموقف المفترض من المشاركة في قمة دمشق العربية وسط الانقسام اللبناني التقليدي بين موالاة لا ترى خيرا في حضور قمة في عاصمة تعتبرها مسؤولة عن الفراغ الدستوري الحاصل في لبنان وبغياب رؤساء دول عربية متعاطفة مع الازمة اللبنانية ومعارضة ترى ضرورة حضور لبنان حتى من خلال «حكومة الامر الواقع» كما يسميها الرئيس نبيه بري، لأن «من يحضر ولادة عنزته تضع له توأمين».
هذه المسألة كانت محور اجتماع لمجلس الوزراء اللبناني مساء امس، وقد استبقه السنيورة بسلسلة اتصالات عربية شملت خصوصا وزير خارجية الكويت الشيخ د.محمد الصباح ووزير خارجية الاردن صلاح الدين البشير.
وقرر مجلس الوزراء اللبناني مساء أمس عدم المشاركة في القمة العربية المقررة في دمشق السبت المقبل، وفق بيان تلاه وزير الاعلام غازي العريضي في ختام اجتماع الحكومة.
وأذاع وزير الاعلام اللبناني غازي العريضي بيان مجلس الوزراء حول مقاطعة القمة. ومما جاء فيه:
تأكيدا على ان لبنان يتمثل في أي قمة برئيس الجمهورية، وهو الرئيس الذي يميز بحضوره لبنان، المميز بخصوصيته وصيغته الفريدة، فهو الرئيس العربي المسيحي الوحيد بين القادة العرب، واصرارا على رفض اللبنانيين التكيف مع الواقع القائم واستنادا الى الظلم اللاحق بلبنان في سياق العلاقات اللبنانية - السورية، انطلاقا من فرض الفراغ في رئاسة الجمهورية واقفال المجلس النيابي والتشكيك بالحكومة وتوجيه كل اشكال الاتهام والتخوين لها والتحريض ضدها، واشاعة أجواء الترهيب في مؤسستي الجيش وقوى الأمن الداخلي، ورفض تنفيذ ما اجمع عليه اللبنانيون على طاولة الحوار لإبقائه ساحة مفتوحة لتصفية الحسابات غير اللبنانية عليها، فإن مجلس الوزراء يقرر عدم مشاركة لبنان في اجتماعات القمة العربية التي ستعقد في دمشق يومي 29 و30 الجاري أو في الاجتماعات التحضيرية التي تسبق القمة، وهي سابقة مؤسفة فرضت علينا ويقدم عليها لبنان لأول مرة في تاريخ انعقاد القمم العربية.
ويؤكد مجلس الوزراء ان هذا القرار الذي أملته العوامل السياسية المذكورة، لا يعني على الاطلاق قطيعة مع الشقيقة سورية، بل يرى فيه ضرورة لتأكيد احترام سيادة لبنان واستقلاله ورفض التدخل في شؤونه الداخلية والالتزام بالدستور اللبناني ودعوة الاخوة العرب الى المبادرة لرعاية العلاقات اللبنانية - السورية، بما يؤكد حق لبنان ببسط سلطته على كامل أرضه ويمكنه من القيام بدوره في العمل العربي المشترك ويكرس العلاقات الصحيحة والصحية السليمة بين سورية ولبنان وبين شعبي البلدين، واذا غاب عن هذه القمة فهو لن يغيب بالتأكيد عن ساحة العمل من اجل بناء علاقات عربية - عربية سليمة ومتينة، وعن قمة العمل، والقيام بالواجب في خدمة القضايا العربية المشتركة، خصوصا في مواجهة التحديات.
وكان قد دعا فيه امين عام الجامعة عمرو موسى لبنان من دمشق للمشاركة في القمة، استبعد مساعده في بيروت عبدالرحمن الصلح تمثيل لبنان بمندوبه لدى الجامعة خالد زيادة على غرار ما فعلت المملكة العربية السعودية. وقال موسى ان القمة ستبحث قضايا مهمة منها قضايا لبنان وفلسطين والسودان ومصير المبادرة العربية.
الصفحة في ملف ( pdf )