بيروت - عمر حبنجر
المتابعة اللبنانية لقمة دمشق العربية تركزت امس على ادلاءات وزير الخارجية السورية وليد المعلم، في مؤتمره الصحافي يوم الثلاثاء الماضي الذي قال فيه ان لبنان اضاع فرصة ذهبية بغيابه عن القمة او في اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب امس، حيث رمى بكرة النار اللبنانية في الملعب السعودي وملعب الاكثرية النيابية اللبنانية التي وجهت مذكرة باسمها الى القمة العربية تحمل فيها سورية مسؤولية كل ما يحصل في لبنان منذ تمديد ولاية الرئيس السابق اميل لحود.
في غضون ذلك، عكف رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة على اعداد رسالته الى القمة والتي ستتضمن شرح موقف لبنان من عدم المشاركة، وقد اتصل لهذه الغاية بأمين عام الجامعة عمرو موسى وبرئيس الوزراء اليمني علي محمد مجاور ووزير التعاون المغربي الطيب الفاسي.
وقال وزير التنمية الادارية جان اوغاسبيان ان اطلالة السنيورة التلفزيونية على القمة ستكون مساء غد «وفيها شرح لمعاناة لبنان مع الجيران بالاضافة الى موقف لبنان من مجمل الامور المطروحة على القمة».
ولم يتبين ان الرسالة ستتضمن الدعوة الى مؤتمر عربي خاص حول العلاقات اللبنانية - السورية، وان هذه النقطة مازالت موضع تشاور لأنه لا يجوز الا يطالب لبنان بأي امر ولا يكون هناك تجاوب عربي، مع التأكيد ان العلاقات اللبنانية - السورية هي الاساس في حل الازمة الرئاسية في لبنان وقد تكون المدخل الى حل كل الازمات.
طراد حمادة: إما اللبننة وإما التدويل
الوزير المستقيل طراد حمادة رأى ان هناك خيارين بعد القمة وهما اما اللبننة واما التدويل، وقال لاذاعة «صوت لبنان»: على اللبنانيين العودة الى الحوار الداخلي، سواء استمرت المبادرة العربية او لم تستمر.
بدوره، ركز عضو كتلة التحرير والتنمية النائب غازي زعيتر على مبادرة الرئيس نبيه بري الحوارية بعد القمة التي سبقتها مشاورات عربية ودولية، وقال في تصريح له امس ان بري اراد من اطلاق هذه المبادرة كشف الامور الكامنة وراء انصياع بعض اللبنانيين والعرب الى الارادة الاميركية بمقاطعة القمة.
الرد على الوزير المعلم
وزيرة الشؤون الاجتماعية نايلة معوض املت ان يكون لبنان بغيابه عن القمة العربية موجودا اكثر في هذه القمة، متمنية لو كان هناك رئيس للجمهورية في لبنان ليمثله في القمة.
معوض قالت في رد ضمني على الوزير المعلم: ان الاشكالات قائمة بين النظام السوري والدولة اللبنانية وليس بين الشعبين اللبناني والسوري.
وعن توقعاتها لما بعد القمة، قالت: ان الحكومة تبحث في مؤتمر خاص بالملف اللبناني - السوري، واعتبرت في طرح بري العودة الى طاولة الحوار مضيعة للوقت.
النائب اكرم شهيب عضو اللقاء النيابي الديموقراطي وفي رده على كلام الوزير المعلم، قال: ان الفرصة الذهبية ضيعتها سورية هذه المرة ككل مرة وليس لبنان، فالنظام السوري خسر من خلال هذه القمة مرتين، مرة في محاولته الفاشلة للاستيلاء على الارادة اللبنانية ومرة ثانية في محاولته اليائسة للاستيلاء علي الارادة العربية فأفقده غياب لبنان اكتمال العدد والنوع.
وردا على سؤال، استبعد شهيب ان يسمح للسنيورة بمخاطبة القمة العربية تلفزيونيا الى القاعة، مذكرا كيف ان «المنصب» اميل لحود وبقرار من الاسد منع ظهور ياسر عرفات في قمة بيروت بحجة الخوف من التشويش الاسرائيلي، وهذا النظام يريد منع وصول الصوت اللبناني الى الزعماء العرب، فالصراع في لبنان بين مشروعين، مشروع الاعتدال العربي ومشروع التطرف الفارسي.
بدوره، قال النائب انطوان اندراوس ان وزير الخارجية السورية وليد المعلم والناطق باسم معلمه يتحفنا دوما بأفكاره الجهنمية، معتبرا ان لبنان اضاع فرصة ذهبية بغيابه من القمة العربية، وسأل اندراوس المعلم: الم تضيع سورية الفرصة تلو الفرصة سواء كان في لبنان او على مستوى العالم العربي؟
من جهته، حمل النائب عمار الحوري عضو كتلة المستقبل النظام السوري مسؤولية غياب لبنان عن القمة، واستبعد ان ينتج عن هذه القمة الكثير، واصفا اياها بقمة تمرير الوقت، مشيرا الى ان الدعوة الى التحاورالتي اطلقها بري والامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ليست سوى محاولة لتخفيف الضغط عن النظام السوري خلال مرحلة انعقاد القمة، ووصف الحديث عن اقتحام السراي الحكومي حال «ترميم الحكومة» بالكلام الفارغ.
بدوره، رأى النائب السابق تمام سلام ان الفرصة الذهبية التي تحدث عنها وزير الخارجية السوري هي للقمة العربية، وقد اضيعت لأن التحضير لهذه القمة لم يكن وافيا او على مستوى انجاح هذه القمة.
وقال بعد لقائه مفتي لبنان الشيخ د.محمد رشيد قباني امس: لا نرى اي شيء ذهبي او شيء يلمع باتجاه الذهب في هذه المرحلة، ونحن في لبنان نعاني كثيرا، ولنكن صريحين نحن بعيدون كل البعد عن اي شيء ذهبي او شيء فيه بريق امل او اي مجال للنجاح.
واشار الى ان الاجواء التي تحيط بالقمة العربية من التحضير لم تكن مريحة ولم تكن عاملا مساعدا لانجاح هذه القمة او لانجاح اي مسعى جدي في لبنان.
مرحلة ما بعد القمة أصعب
وحذر من مرحلة ما بعد القمة العربية ان لم تحظ القمة بالنجاح الذي يتمناه الجميع لها، قائلا: ان ما بعد القمة هو المرحلة الاكثر صعوبة على اللبنانيين، وعلى كل العرب ان يتنبهوا لخطورة تلك المرحلة، لأن فشل القمة او فشل ايجاد مخرج او حل للقضية اللبنانية سيؤدي بطبيعة الحال الى مزيد من التراجع والى مزيد من التدهور.
الصفحة في ملف ( pdf )