دمشق - هدى العبود
طلب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس من القمة العربية التي بدأت في دمشق امس العمل على توفير حماية عربية ودولية للفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس حيث يتعرضون لممارسات إسرائيلية قاسية من استيطان وبناء للجدار وهدم للبيوت وعمليات عسكرية. وركز عباس في خطابه أمام القمة على الممارسات الإسرائيلية والتصعيد الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية وحول عملية السلام ومبادرة السلام العربية والوضع في قطاع غزة والمبادرة اليمنية للمصالحة ووضع حد للانقسام الفلسطيني الداخلي.
وكشف عباس عن أن الجانب الفلسطيني عرض على إسرائيل هدنة وتسلم معابر قطاع غزة لتأمين إدخال الاحتياجات اللازمة والضرورية لأهالي القطاع مضيفا «الوضع هناك لا يحتمل فالشعب الفلسطيني يعاني من الفقر والجوع».
وحول مؤتمر أنابوليس للسلام قال عباس «في أنابوليس طرحنا مبادرة السلام العربية وكنا بحضورنا نؤكد دائما أن الحديث عن التطبيع العربي مع إسرائيل لا يمكن أن يتم قبل تحقيق سلام شامل وعادل على جميع المسارات وانسحاب إسرائيلي كامل من جميع الأراضي العربية والفلسطينية المحتلة». وأكد عباس أن الفلسطينيين يتطلعون إلى انعقاد مؤتمر السلام قريبا في موسكو، مضيفا «حرصنا على خوض مفاوضات الوضع النهائي مستندين إلى موقف عربي موحد وحسب مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية». وحذر عباس من أن عدم التوصل الى اتفاق سلام شامل ونهائي قبل نهاية العام «سيضعنا على فوهة توتر قد يؤثر على المنطقة العربية بأسرها».
من جهته، دعا الرئيس السوداني عمر البشير في كلمته أمام القمة الى التصدي للرسوم المسيئة للنبي محمد ژ التي أثارت غضب المسلمين في أنحاء العالم.
وقال البشير «تجددت الاساءات الى امتنا العربية والاسلامية بالرسوم المسيئة للرسول الكريم بحجة انهم يدافعون عن مبادىء حرية التعبير، الامر الذي نراه تجريحا واستخفافا وتجافيا لسائر القيم الانسانية وتلاعبا بالمعايير ومهما ساقوا من حجج يبقى عملهم مذموما مدحورا».
كما دعا الى «وضع ميثاق دولي ملزم قانونا يؤطر احترام الاديان والمعتقدات الروحية لكل شعوب العالم الامر الذي سيدفع الى الامام حوار وتحالف الحضارات وتفاعلها».
وأكد البشير أن المساعي السودانية تتواصل داخليا وإقليميا ودوليا لتحقيق الأمن والسلام في إقليم دارفور حتى تلحق بسلام الجنوب والشرق،حيث ساد الأمن والاستقرار. واضاف: «لقد طرقنا كل أبواب السلام ورحبنا بكل مبادرة إيجابية وسارعنا إلى كل جولة للتفاوض وأعلنا وقف إطلاق النار إبداء لحسن النوايا، حتى الاتفاق على العملية المشتركة مع الاتحاد الافريقي والأمم المتحدة، وعلى الأرض وسعنا دائرة الخدمات الأساسية ومشروعات التنمية في المناطق المستقرة التي تشمل غالبية إقليم دارفور من مواردنا الذاتية ونعمل على تنفيذ برنامج الاعمار وعودة النازحين».
وأشاد البشير بانعقاد المؤتمر العربي لدعم ومعالجة الأوضاع الإنسانية في دارفور، كما أشاد بالتعهدات العربية السخية التي تم إعلانها خلال المؤتمر، وقال «لقد بدأنا نرى بعضها واقعا ملموسا على الأرض وهو الشيء الذي يحفز النازحين على العودة الطوعية إلى قراهم والتي بدأت بالفعل، حيث فاق عددهم حتى الآن أكثر من 350 ألف عائد».
بدوره أكد أكمل الدين إحسان أوغلو أمين عام منظمة المؤتمر الإسلامي أن العمل العربي والإسلامي مشتركان ومتكاملان ومن شأن هذا التكامل خلق وضع سياسي داعم للمسلمين على مستوى العالم.
وقال أمين عام منظمة المؤتمر الإسلامي في كلمته خلال الجلسة الإفتتاحية للقمة «إن العالمين العربي والإسلامي يقفان اليوم في مواجهة مشاكل يعاني منها الطرفان».
وتحدث أوغلو عن الأوضاع في الأراضي الفلسطينية حيث دعا إلى أهمية تنسيق المواقف بين منظمة المؤتمر الإسلامي والجامعة العربية بشأن الممارسات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني توطئة لرفعها إلى المحاكم الدولية المختصة وضرورة إرسال قوات دولية لحماية الشعب الفلسطيني مع التأكيد على ضرورة العمل على نبذ الخلافات الداخلية بين الفلسطينيين أنفسهم.
وحول الوضع في العراق أعرب أوغلو عن ارتياحه النسبي بشأن الأوضاع الأمنية هناك مناشدا الشعب العراقي ضرورة الالتزام بوثيقة مكة التي وقعت قبل عامين لوضع حد للاقتتال الطائفي في العراق، مشيرا إلى أن المنظمة في سبيلها لفتح مكتب لها في بغداد لمتابعة الأوضاع عن قرب.
بدوره أكد رئيس الاتحاد الأفريقي ألفا عمر كوناري أن تحدي السلام في فلسطين هو تحد لنا جميعا وقال إن معركة الشعب الفلسطيني أساسية وهي معركة جميع الشعوب المستقلة. وشدد كوناري في كلمته على ضرورة دعم الشعب الفلسطيني حتى يحصل على حقوقه المشروعة وقيام دولته المستقلة. وأضاف «انه بالنسبة للسلام في السودان فإننا نعمل على وحدته واستقلاله للتغلب على المشاكل التي تواجهه»، معربا عن أمله في أن تتهيأ الظروف المناسبة لتحقيق السلام والوصول إلى الأهداف المشتركة.
وحول الأوضاع في الصومال قال كوناري اننا التزمنا بالحوار السياسي في الصومال بعيدا عن التدخل العسكري ودون التدخلات الأجنبية وضمن إطار مناسب.
ورأى أن قمة دمشق ستكون قمة تاريخية موجها رسالة من دول القارة الأفريقية إلى القمة العربية ان هذا اللقاء هو أساسي ومهم للطرفين.
وقال «إن أفريقيا ليست راضية عن أوضاعها والوضع الحالي ليس جيدا حيث تمتلك القارة السمراء الكثير من الإمكانيات والموارد تستطيع من خلالها أن تتغلب على الصعوبات التي تواجهها والمشكلات التي تعاني منها نتيجة الادارة السيئة والاستعمار الذي جعلها مصدرا للموارد ومجرد سوق مستهلكة لذا يجب أن نغير هذا النظام ويجب أن يكون لأفريقيا دور مهم وأن تكون لها مكانتها».
تغطية خاصة في ملف ( pdf )