بيروت - عمر حبنجر
انتهت القمة العربية في دمشق امس ببيان توفيقي تناول مختلف الشؤون العربية ونال منه لبنان الالتزام بالمبادرة العربية لجهة انتخاب رئيس في الموعد الجديد المحدد يوم 22 ابريل والاتفاق على حكومة وحدة وطنية في اسرع وقت ممكن.
وعلى اي حال، امس كانت مقررات القمة ونحن الآن في يوم آخر مليء بالغموض والتوقعات والاستنتاجات والمخاوف، فالقمة لامست ظاهرة الازمة اللبنانية من خلال الاكتفاء بالتأكيد على المؤكد.
ووسط ذلك تلقى رئيس الحكومة فؤاد السنيورة اتصالا هاتفيا من وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس الموجودة في المنطقة حيث عرضا معا آخر التطورات المتصلة بالازمة اللبنانية.
وتقول مصادر الاكثرية ان الاصداء الاولية للقمة ومقرراتها لا تسر صديقا وان من يتابع الحملة الاعلامية التي يشنها حلفاء سورية في لبنان على المملكة العربية السعودية دون سواها يدرك ان المرحلة اللبنانية المقبلة، لن تكون كما يتمناها اللبنانيون والع
ورأى نائب طرابلس مصباح الاحدب ان اي قمة لا تبحث بعمق القضية اللبنانية هي قمة غير موجودة وفي رأي النائب محمد الحجار ان التقدم الوحيد الذي حققه لبنان بالامس، كان تقديم الساعة ساعة واحدة بالتوازي مع اختتام اعمال القمة.
مبادرة بري
وردا على الخائفين والمتخوفين، توجه النائب علي حسن الخليل المعاون السياسي لرئيس المجلس نبيه بري الى من وصفهم بالمراهنين على التصعيد بعد القمة بالقول ان خطاب المعارضة بعد القمة كخطابها قبلها وهو الحوار والتهدئة.
وقال رغم الخطاب المتشنج الذي تلا الكلام التطميني للرئيس بري فإنه سيبادر وبكل مسؤولية لاطلاق ورشة حوار جديدة تكمل ما بدأته المبادرة العربية وتركز على بنود هذه المبادرة لايجاد آليات لترجمتها من خلال الحوار الوطني، خصوصا بعدما تجاوزنا مسألة التوافق على رئيس للجمهورية وبقي البحث في كيفية تشكيل حكومة وحدة وطنية واقرار قانون جديد للانتخابات النيابية.
المعاون السياسي لبري تابع يقول في احتفال اقامته حركة امل في بلدة قبريخا امس الرئيس بري مستمر في مساعيه الانقاذية ولن يتراجع عن مبادرته رغم بعض الاصوات التي لا تريد للبنان الخروج من مأزقه، واعتبر ان اللبنانيين هم اليوم اكثر من اي وقت مضى مسؤولون عن معالجة ازمتهم الداخلية، وقال: علينا الا ننتظر أحدا ولا نرهن امورنا لما يخطط ويدار، لأنه وللأسف تعقيدات الموقف العربي والاقليمي المتشابك مع تعقيدات الموقف الدولي كلها امور لا تبشر.
وتوجه للمراهنين على تصعيد في الخطاب السياسي او تصعيد من نوع آخر بعد القمة العربية بالقول ان خطاب المعارضة الوطنية اللبنانية سيبقى هو هو قبل القمة وبعدها، وسيبقى مطلبها ان يبقى لبنان موحدا وان تحكم مؤسساته السياسية على قاعدة الشراكة الفعلية بين مكوناته كافة.
وانتقد فريق الحكومة الذي لم يلتقط لحظة انعقاد مؤتمر القمة العربية لفتح آفاق جديدة لعلاقات اكثر توازنا مع الدول العربية الشقيقة ومع سورية بالتحديد، وقال بدلا من التقاط هذه اللحظة واذا بهذه الحكومة تصعد خطابها السياسي وتزيد من الازمة وتعقد امكانات فرص الحل، معتبرا ان المسؤولية اليوم باتت ملقاة على عاتقنا بعد الذي سمعناه من القادة العرب وبعد اصرار البعض على القاء خلافاتهم الثنائية.
جوني عبدو يتوقع حادثا امنيا كبيرا
لكن السفير السابق جوني عبدو المقيم في باريس والقريب من قوى 14 مارس توقع امس حادثا امنيا كبيرا بعد القمة وتحديدا في ابريل المقبل، ورأى عبدو ان المفاجأة الكبرى في خطاب الرئيس السوري بشار الاسد اثناء افتتاح القمة تمثلت في عدم انتقاده الولايات المتحدة ولو بكلمة واحدة، في وقت تشن وسائل الاعلام السورية والحليفة لها في لبنان حملات يومية على واشنطن.
وقال السفير عبدو ان نجاح القمة او فشلها يعود الى الاعتراف بثلاث ازمات كبرى في المنطقة وهي العراق وفلسطين ولبنان.
ورفض عبدو ان يحمل المحور السوري - الايراني مسؤولية الممانعة والمواجهة ضد اسرائيل، متسائلا هل من المقبول ان نحمل ذلك بمفردنا؟ واعتبر ان الوصفة المطلوبة للحل هي وصفة عربية، ودعا سورية ان تثبت قدرتها على المواجهة.
واضاف اذا كان هدف رئاسة القمة للسنة المقبلة يتماشى مع عنوانها وهو التضامن العربي، فهذا يعني ان لبنان سينعم بالاستقرار، اما اذا كان هذا مجرد عنوان فسيعيش لبنان فترة عدم استقرار ومتابعة للاغتيالات بهدف ضرب مسار المحكمة الدولية.
وشدد على ان سورية وايران اذا قررتا استمرار الاستقرار في لبنان فسيستمر، ورأى ان من مصحلة سورية ان تعمل على رئاسة القمة العربية في شكل هادئ ورأى ان سورية قادرة على استيعاب الموضوع اللبناني، معتبرا انه لا رئيس قريبا للبنان إلا اذا قررت سورية تغيير المسار وانجاح فترة رئاستها للقمة.
الصفحة في ملف ( pdf )