انسحب مقاتلو جيش المهدي التابع للزعيم الشيعي مقتدى الصدر امس من الشوارع بعد ستة ايام من المعارك، فيما عادت الحياة الى طبيعتها بعد رفع حظر التجول في بغداد.
وقال حمدالله الركابي المتحدث باسم التيار الصدري في ناحية الكرخ ان «التيار وجيش المهدي يلتزمون اوامر القائد مقتدى الصدر، وما يطلبه يطبق حرفيا من قبل ابناء التيار».
واكد ان «الهدوء عاد الى المنطقة، مع قليل من التوتر بسبب تطويق القوات الاميركية مناطق الشعلة والصدر والكاظمية في بغداد».
بدوره، قال جعفر السهيل من مدينة الصدر، ابرز معاقل جيش المهدي، «لقد عادت الحياة الى طبيعتها داخل المدينة وفتحت معظم المحلات التجارية ابوابها والحركة بدأت تدب بشوارعها». واكد ان «جيش المهدي انسحب من الشوارع بعد اعلان الصدر، واختفت المظاهر المسلحة، لكن القوات الاميركية لاتزال تطوق المداخل». واضاف «يمكن لاي شخص الخروج من المدينة مشيا على الاقدام دون مشاكل». كما عادت الحياة الى طبيعتها في معظم انحاء بغداد حيث تشهد الشوارع ازدحاما بعد ثلاثة ايام من حظر التجول.
تدخل ايراني
في غضون ذلك كشفت شبكة «سي ان ان» الاخبارية الاميركية امس ان الانفراجة التي شهدتها بغداد عقب اشتباكات عنيفة بين القوات العراقية المدعومة اميركيا وعناصر جيش المهدي التابع للزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر جاءت نتيجة تدخل ايراني.
واوضحت الشبكة الاخبارية ان مجموعة من السياسيين العراقيين من كتلة الائتلاف الشيعي الذي يضم رئيس الوزراء العراقي والمجلس الأعلى الاسلامي وممثلي حزب مقتدى الصدر سافرت الى ايران، حيث جرى التوصل للاتفاق الذي اسفر عن رفع حظر التجوال عن العاصمة العراقية والذي استمر اربعة ايام. واشار مراسل الشبكة الاميركية في العراق الى ان هذه التطورات تشير الى ان ايران تواصل وبإصرار الاضطلاع بدور قوي في سياسة العراق، كما يبدو ان طهران ترغب في توحيد صفوف الاحزاب الشيعية العراقية وعدم اندلاع اعمال عنف على حدودها بشكل لا تستطيع التحكم والتأثير فيه.
استقرار أمني
وفي السياق نفسه أفاد قائد في الجيش العراقي بأن جميع المظاهر المسلحة توقفت امس في ارجاء مدينة البصرة، وقال اللواء الركن محمد جواد قائد الفرقة 14 للجيش العراقي في البصرة إن جميع مناطق البصرة تشهد اليوم (امس) استقرارا امنيا ولم تسجل اي خروقات امنية وغابت مظاهر التسلح عن الشوارع، واضاف جواد «أن قوات من الشرطة والجيش العراقي تقوم حاليا بإزالة الالغام والعبوات الناسفة من الشوارع». وقال «اننا ماضون في عملية صولة الفرسان حتى تحقق كامل اهدافها».
من جانبها، اعلنت وزارة الداخلية العراقية امس ان 215 مسلحا قتلوا في غضون اسبوع من الاشتباكات التي اندلعت في مدينة البصرة ضمن عملية «صولة الفرسان»، وذكرت مصادر صحية ان 109 اشخاص فقط هم من قتلوا في مدينة الصدر من جراء الاشتباكات.
واوضح مدير مركز القيادة الوطني في وزارة الداخلية اللواء عبدالكريم خلف الذي تحدث باسم قيادة عمليات البصرة ان «نشاطات قطعاتنا العسكرية منذ بدء عملية صولة الفرسان تمخضت عن مقتل 215 مسلحا بينهم 42 مطلوبا ومسجلين خطرين لارتكابهم جرائم عديدة واصابة اكثر من 600 مسلح والقاء القبض على 155 مسلحا»، واكد احكام السيطرة الحكومية على البصرة وتطهير مناطق عدة منها من المسلحين كما اعلن ان قيادة عمليات البصرة عثرت على مخبأ للاسلحة والاعتدة في احد المنازل في منطقة الجزيرة شرقي البصرة يحتوي على 250 صاروخا و45 بندقية تمت مصادرتها من قبل القوات الحكومية.
من جهته، قال المتحدث الاعلامي باسم دائرة صحة بغداد الرصافة قاسم محمد ان 109 اشخاص لقوا مصرعهم فيما اصيب 634 آخرين من جراء العمليات العسكرية والاشتباكات التي شهدتها مدينة الصدر طوال 5 ايام الماضية مشيرا الى ان هذه الحصيلة هي فقط لضحايا مدينة الصدر ووفقا لما ذكرته مستشفيات مدينة الصدر والامام علي في الضاحية الشرقية من بغداد والتي تعد المعقل الرئيسي للموالين للزعيم الشيعي مقتدى الصدر.
إعلان أميركي
الى ذلك، أعلن الجيش الاميركي في بغداد امس أن قواته قتلت أكثر من 40 عراقيا في يوم واحد، من بينهم 25 «مجرما» هاجموا الجنود الاميركيين. وأفاد الجيش بأن القوات الجوية الاميركية قتلت أمس الاول 25 «مجرما» كانوا هاجموا الجنود الاميركيين من قبل.
ووقعت معظم الوفيات أثناء اشتباكات بين ميليشيا جيش المهدي التابعة للزعيم الشيعي مقتدى الصدر وبين مجموعة مشتركة من القوات الاميركية والعراقية. في غضون ذلك قالت الشرطة العراقية ان المنطقة الخضراء المحصنة في بغداد التي تحوي مقار الحكومة والسفارة الاميركية تعرضت امس لهجوم بقذائف المورتر وقال شهود من رويترز ان صفارات الانذار دوت في المنطقة الخضراء التي تحميها القوات الاميركية في قلب بغداد وطالب شريط مسجل الناس بالاحتماء وسط أصوات الانفجارات. وأمرت السفارة الاميركية في المنطقة الخضراء موظفيها بالبقاء في المخابئ كلما امكن وارتداء خوذات ودروع واقية في حالة الخروج.
الصفحة في ملف ( pdf )