ذكرت تقارير اسرائيلية امس أن اسرائيل بعثت، بواسطة جهات دولية، رسائل تهدئة الى دمشق قالت فيها انها ليست معنية بنشوب مواجهة عسكرية معها، فيما يتصاعد التوتر على الحدود الشمالية لاسرائيل مع لبنان وسورية تحسبا من رد حزب الله على اغتيال القيادي العسكري في الحزب عماد مغنية.
الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريز اعلن امس انه ليس لدى اسرائيل او سورية أي نوايا هجومية متبادلة.
ونقلت الاذاعة الاسرائيلية عن بيريز قوله «ان الانباء التي تحدثت عن زيادة التوتر على الحدود السورية - الاسرائيلية لا تستند الى أي اساس».
وبدوره قال النائب الأول لرئيس الحكومة الاسرائيلية، حاييم رامون، للاذاعة الاسرائيلية العامة امس، انه لا توجد أي نية لدى اسرائيل لمهاجمة سورية، وان الأنباء التي ترددت بهذا الخصوص تزود الصحف بعناوين لكن لا أساس لها من الصحة.
وقالت صحيفة معاريف ان اسرائيل بعثت اخيرا رسائل تهدئة الى سورية نفت من خلالها عزمها المبادرة الى مواجهة عسكرية بين الدولتين.
وأكد عدد من أعضاء المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية أنه تم مؤخرا نقل رسائل بهذا المعنى الى دمشق، من دون الاشارة الى الطريقة التي تم من خلالها الامر او الوسيط بين الدولتين.
وفي موازاة ذلك نقلت معاريف عن مصادر أمنية اسرائيلية نفيها لأخبار ترددت أمس الاول، حول تجنيد سورية لقوات الاحتياط في جيشها استعدادا لصد هجوم اسرائيلي.
لكن المصادر الأمنية الاسرائيلية ذاتها أضافت أن سورية تجري تدريبات عسكرية مكثفة، «على ما يبدو تحسبا من هجوم اسرائيلي».
معاريف: تاهب سوري في وحدات الجو
وذكرت معاريف أن سورية رفعت حالة التأهب قليلا في الوحدات الصاروخية وأنظمة الدفاع الجوي وبحسب تقديرات جهاز الأمن الاسرائيلي فان التخوف السوري مرتبط، أيضا، بالتدريبات التي ستجريها قيادة الجبهة الداخلية الاسرائيلية الأسبوع المقبل، والتي تعتبر الأكبر من نوعها في تاريخ اسرائيل، ومن تحسن حالة الجو التي تزيد من قدرة أداء سلاح الجو الاسرائيلي.
وبشأن الأجواء المتوترة في المنطقة، قالت صحيفة هآرتس ان التخوف هو من أن يؤدي هجوم ينفذه حزب الله الى اشعال فتيل حرب في المنطقة.
وقالت هآرتس ان وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك ألغى زيارة كانت مقررة الى ألمانيا، فيما أكدت مصادر في مكتب باراك أن سبب الغاء الزيارة هو التوتر عند الحدود بين اسرائيل وكل من سورية ولبنان، خصوصا أن دمشق ستكشف مطلع الأسبوع المقبل عن نتائج تحقيقها في اغتيال مغنية.
هآرتس: تقارير مبالغ فيها
رغم ذلك، نقلت هآرتس عن مصادر في جهاز الأمن الاسرائيلي تقديرها أن التقارير حول نشر ثلاث فرق عسكرية سورية عند الحدود في هضبة الجولان هي تقارير «مبالغ فيها»، الا أن هذه المصادر أكدت وجود تحركات غير اعتيادية في الجانب السوري.
وفسرت الجهات الأمنية الاسرائيلية رفع حالة التأهب في صفوف الجيش السوري بأنها تعود الى احتمال علم السوريين بخطة وضعها حزب الله لتنفيذ هجوم ضد اسرائيل انتقاما لمقتل مغنية، وتستعد لرد اسرائيلي شديد محتمل.
ونسبت الصحيفة الى مسؤولين سياسيين اسرائيليين رفيعي المستوى قولهم ان مستوى التنسيق بين سورية وحزب الله «عميق وشامل»، وان التقديرات تشير الى أن الحزب لن ينفذ هجوما ضد اسرائيل بصورة تفاجئ سورية وانما سيعلمها مسبقا.
تنصت لا تنصت!
من جهة اخرى، أفاد تقرير اخباري نقلا عن مسؤول في البرلمان السوري بأن ايران بنت محطات للتنصت على اسرائيل داخل سورية خلال الاشهر الماضية لالتقاط الاتصالات العسكرية الاسرائيلية الا أن مسؤولا ايرانيا نفى هذا الامر تماما.
ونقلت صحيفة الشرق الاوسط في عددها امس عن محمد حبش رئيس لجنة العلاقات السورية الايرانية في البرلمان السوري قوله ان «وجود هذه المحطات ليس سرا وسورية تقوم بكل ما يقتضيه واجبها في الدفاع عن أرضها وتستعين بالخبرات العسكرية المناسبة».
من جانبه نفى المستشار الاعلامي للسفارة الايرانية في دمشق في اتصال هاتفي مع الصحيفة هذه التقارير متسائلا: «كيف يمكن أن تقيم ايران هذه المحطات في سورية؟ ما الشركة التي قامت بهذا؟».
وقال حبش للصحيفة «التعاون بين سورية وروسيا والصين وايران تعاون حقيقي في اطار حماية الحدود السورية، ونحن في الواقع لا نطمئن ولا نثق بالجانب الاسرائيلي على الاطلاق، ومن حقنا ان نمارس دورنا في الدفاع عن بلدنا».
وحول ما اذا كان هذا التعاون السوري الايراني يأتي في اطار تخوف سوري من تصعيد محتمل خلال الأشهر المقبلة قال حبش «ان المشكلة مع الجانب الاسرائيلي أن حساباته لا تكون دائما نتيجة دراسات صحيحة وفي الواقع نحن نخشى من حماقات اسرائيلية، وليست لدينا ثقة بأن الاسرائيليين يرسمون استراتيجيات صحيحة».
غير ان حبش نفى ما نقلته صحيفة الشرق الأوسط جملة وتفصيلا، وقال في حديث مع قناة العربية الفضائية ان الكلام المنسوب اليه حول نشر أجهزة تقنية ايرانية للتنصت على اسرائيل في سورية عار عن الصحة، واوضح انه نائب مستقل وليس خبيرا بالشؤون العسكرية، وردا على سؤال حول استدعاء الجيش السوري لقوات الاحتياط وحشد المزيد من الوحدات على حدود اسرائيل تأهبا لاحتمال نشوب حرب، رد حبش بأن هذا الموضوع أيضا يُسأل فيه مختصون في الشأن العسكري، غير انه أكد انه بالنظر الى الشارع السوري فإن الحياة في سورية تسير بشكل طبيعي جدا ولا دلائل على وجود حالة من التأهب أو الاستنفار.
الصفحة في ملف ( pdf )