تحولت المسألة العراقية الى اولوية لدى الناخب الاميركي مع صدور توصية قائد القوات الاميركية في العراق الجنرال ديڤيد بترايوس بتعليق سحب القوات الاميركية من العراق واصطدامه بجلسة استماع مجلس الشيوخ لتقريره امس الاول بانتقاد ديموقراطي لاذع تركز على اتهام الادارة الجمهورية بفقدانها للرؤية في تعاملها مع الشأن العراقي الهش باعتراف القيادة العسكرية الاميركية في العراق.
وفيما اكمل بترايوس مع السفير الاميركي في العراق رايان كروكر الادلاء بشهادتيهما امام لجنتي القوات المسلحة والشؤون الخارجية بمجلس النواب بعد مثولهما امام مجلس الشيوخ، يرتقب تعقيب الرئيس جورج بوش على تقريرهما حيث يتوقع ان يؤيد توصية بترايوس بتجميد سحب القوات من العراق بعد الخفض الذي ينتهي في يوليو المقبل مما يترك نحو 100 الف جندي على الاقل في منطقة الحرب ومن المرجح ان يزيد العدد عن ذلك بكثير بنهاية فترة ادارة الرئيس جورج بوش.
وتوقع خبراء امن وسياسة في واشنطن عدم حدوث اي سحب للقوات بعد منتصف يوليو خلال الفترة المتبقية من العام الحالي قائلين ان الجيش الاميركي بحاجة للوقت لاجراء تقييم صحيح للاوضاع الامنية وان قادته سيريدون مستوى ثابتا من القوات عندما يجري العراق انتخابات المحافظات في اكتوبر المقبل.
وفي رده على سؤال عن المدة التي سيستغرقها وقف سحب القوات قال مايكل اوهانلون من معهد بروكينغز: «بقية رئاسة بوش تقريبا».
واضاف: «لا يوجد سبب يدعو الى التفكير في أنه يتعين عليك استئناف عملية السحب في النصف الثاني من العام الحالي كون وتيرة تغير الاشياء في العراق ليست بهذه السرعة».
وحاول بترايوس وكروكر لليوم الثاني على التوالي اثبات ان الولايات المتحدة تخاطر بفقد أرضية لصالح تنظيم القاعدة في العراق اذا سحبت عددا كبيرا من الجنود من منطقة الحرب بسرعة كبيرة.
خفض الفترة القتالية لخدمة الجنود
المتحدثة باسم البيت الابيض دانا بيرينو قالت امس ان بوش يزمع الاجتماع مع اعضاء من الكونغرس بمجرد ان ينتهي بترايوس وكروكر من الادلاء بشهادتيهما وان يلقي اليوم الخميس «كلمة شاملة تتناول عدة قضايا» تتعلق بالعراق.
واكدت بيرينو ان تركيز الرئيس بوش منصب على التأكد من توفر ما تحتاجه القوات الاميركية في العراق لتحقق النجاح وقالت ان الادارة ستستمر بدعم هذه المهمة حتى يمكن ايجاد عراق مستقر يمكنه الاستمرار والحكم والدفاع عن نفسه وان يكون حليفا للولايات المتحدة في حربها ضد الارهاب.
وتوقع مسؤولون في ادارة بوش ان يعلن الرئيس خفض مدة خدمة الجنود الاميركيين في العراق وافغانستان الى عام واحد بدلا من15 شهرا.
والاعلان عن خفض مدة الخدمة القتالية يمكن ان يساعد ادارة بوش في التلميح الى تحقيق تقدم في الحرب التي عادت الان لتصبح من القضايا التي تأتي في مقدمة اولويات الناخب الاميركي قبل الانتخابات.
غير ان الديموقراطيين وصفوا بالفعل تقرير بترايوس وكروكر عن التقدم بأنه علامة على ان ادارة بوش ليست لديها خطة لوضع نهاية للصراع. وهم يقولون انه بينما ساعدت القوات الاضافية التي ارسلت الى العراق العام الماضي في خفض العنف الا انها لم تحقق تقدما سياسيا بين الطوائف العراقية حسب وعد بوش.
أوباما لوضع جدول زمني
وفيما دعا السيناتور باراك أوباما الذي يتقدم السباق للفوز بترشيح حزبه الديموقراطي لانتخابات الرئاسة الى وضع جدول زمني لسحب القوات من العراق من اجل زيادة الضغوط على قادة العراق لوضعهم امام مسؤوليتهم في تحقيق السلام وفي ذلك قال معقبا على تقريري بترايوس وكروكر: «زيادة الضغوط بطريقة محسوبة تتضمن فيما أرى جدولا زمنيا للانسحاب، لا أحد يطلب انسحابا متعجلا لكنني اعتقد انه ينبغي ان يكون زيادة محسوبة للضغوط».
ورأى اوباما ان افضل ما يمكن ان تحققه ادارة بوش في العراق هو «الابقاء على الوضع القائم المتسم بالفوضى»، وقال تعليقا على الوضع في العراق انه يحتاج الى «عملية ديبلوماسية معززة تشمل ايران لانني لا اعتقد اننا نستطيع احلال الاستقرار بدونها». واكد انه سيتحدث الى عدد من اعداء الولايات المتحدة بمن فيهم ايران في حال تم انتخابه رئيسا للولايات المتحدة.
واضاف «ما زلت اعتقد ان القرار الاصلي بالذهاب الى العراق كان خطأ استراتيجيا كبيرا والمشكلتان اللتان اشار اليهما بترايوس وكروكر اي تنظيم القاعدة في العراق وتزايد النفوذ الايراني في المنطقة هما نتيجة مباشرة لهذا القرار».
كلينتون
بدورها السيناتور هيلاري كلينتون منافسة اوباما لنيل ترشيح الحزب الديموقراطي للرئاسة تعهدت بأنها ستبدأ حال فوزها بالانتخابات عمليات سحب القوات من العراق خلال 60 يوما من توليها السلطة.
ووصفت كلينتون سياسة بوش في العراق بأنها «غير مسؤولة»، وانها اضرت بالأمن القومي الأميركي، مضيفة أنه «ربما يكون من الانصاف القول انه قد يكون أمرا غير مسؤول أن تواصل سياسة لم يصدر عنها النتائج التي وعدت بها».
ماكين يسخر من منافسيه
في المقابل دافع السيناتور جون ماكين المنافس الجمهوري الوحيد لهيلاري واوباما بشدة عن قرار بوش بزيادة عدد القوات في العراق وقال ان الادارة الجمهورية لم تدر الحرب في الأعوام الأربعة التي تلت اسقاط بغداد بنجاح، الا أنها «تبنت الاستراتيجية الصحيحة منذ عام بنشر المزيد من القوات».
وسخر ماكين من تصريحات منافسيه واتهمهما بأنهما لا يدركان شيئا عن الوضع في العراق.
وقال لمحطة فوكس نيوز ان هيلاري كلينتون «لا تدرك الوضع الميداني او التقدم الذي احرزته استراتيجية ارسال تعزيزات».
واضاف ان كلينتون واوباما لا يقدران «عواقب» الفشل في العراق معتبرا ان سحب جنود اميركيين من العراق كما يطالب بذلك المرشحان للفوز بترشيح الحزب الديموقراطي «سيؤدي الى كارثة».
وقال انه في حال تلبية مطلبهما فـ «ستحصل مجزرة، وستعم الفوضى وسنضطر للعودة الى المنطقة» مؤكدا ان «التقدم» الذي حصل كان «مهما» على رغم استئناف اعمال العنف في العراق.
الصفحة في ملف ( pdf )