واشنطن - احمد عبدالله
اعلن الرئيس الاميركي جورج بوش في خطاب متلفز أمس انه سيأمر بتعليق انسحاب القوات الاميركية من العراق في شهر يوليو المقبل من اجل اعادة اجراء مسح امني.
واضاف بوش انه ابتداء من الاول من اغسطس 2008، ستخفض مدة الخدمة للجنود في العراق وافغانستان الى 12 شهرا بدلا من 15 شهرا يتم العمل وفقا لها حاليا.
كما قال بوش ان الجنود الاميركيين يحققون نجاحا في العراق، فبينما كان تنظيم القاعدة يملك زمام المبادرة في الماضي، فإن الجيش الاميركي هو الذي يملك اليوم زمام المبادرة.
وقال بوش ان العراق هو المكان الذي يلتقي فيه خطران محدقان بالولايات المتحدة: الاول هو القاعدة والثاني هو ايران، معتبرا انه لذلك فإن النجاح في العراق يعني حماية الولايات المتحدة، اما الخسارة فتعني تعريض الامن القومي للخطر ومواجهة «هجمات ارهابية جديدة على الاراضي الاميركية».
وحذر بوش ايران بان لديها خيارين اما العيش مع جيرانها في سلام، اما ان تكون في وضع تعريض المنطقة للخطر، مشيرا الى ان الولايات المتحدة ستتحرك لحماية مصالحها.
وعن كلفة الحرب على الاقتصاد الاميركي، قال بوش ان ثمن الحرب الذي يتم دفعه الآن ليس باهظا مقابل الربح الذي تتقاضاه واشنطن في مجال حماية امنها القومي واراضيها.
وذكر بوش خلال كلمته عن النفقات العسكرية وحجم كلفة الحرب الباردة التي كانت باهظة على حد تعبيره.
رايس إلى المنطقة
أعلنت وزارة الخارجية الاميركية ان الوزيرة كوندوليزا رايس ستشارك في مؤتمر دول الجوار العراقي الذي سيعقد في الكويت في 22 الجاري الذي تشارك فيه ايضا سورية وايران.
ولم ينف الناطق باسم الوزارة شون ماكورماك احتمال اجتماع رايس بنظيرها الايراني منوچهر متكي على هامش المؤتمر وان كان اشار الى ان مثل هذا الاجتماع لا يزال غير وارد في اجندة اللقاءات الرسمية للوزيرة خلال وجودها في الكويت.
وقال ماكورماك خلال الايجاز الصحافي الذي عقد بمقر الوزارة امس الاول ان رايس ستحضر اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي الذي سيعقد في البحرين في 21 الجاري وتشارك فيه كل من مصر والاردن.
واضاف ان هذا الاجتماع سيناقش اوضاع العراق ومدى تقدم المفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية وما وصفه بضرورة دعم الدول العربية للمفاوض الفلسطيني وللمحادثات بين الجانبين قائلا ان هذا الدعم «يشكل عنصرا مهما من عناصر التوصل الى اتفاق».
وحول مؤتمر الكويت قال ماكورماك «انه اللقاء الثالث من نوعه ومن المتوقع ان يركز على سبل مشاركة جيران العراق في عملية تطويره». واشار الى ان هناك اجتماعا رابعا سيعقد في سورية «في المستقبل غير البعيد» ويركز على الاوضاع الامنية في العراق.
وقال: رايس لن تشارك في اجتماع دمشق «الذي سيعقد على مستوى العمل» واضاف «ليس لدى حتى الآن اسم من سيشارك عنا ولكنني اتوقع ان يكون مسؤولا من السفارة وربما من واشنطن».
واشار الناطق الى انه لا يعرف ما اذا كان السوريون والايرانيون سيشاركون في مؤتمر الكويت بوزيري خارجيتهما او ما اذا كانت رايس ستكون منفتحة على احتمال الحوار معهما الا انه لم يستبعد ذلك بقوله «لم يكن هناك أي نقاش يمكن ان يسمى نقاشا ذا موضوع في الاجتماعات السابقة ولكن كان هناك بعض التبادلات الثنائية ضمن لقاءات جماعية ولا يوجد اي شئ رسمي مجدول حتى الآن».
وحول احتمالات عقد لقاء بين رايس ومتقي قال ماكورماك «لقد كان الايرانيون يتجنبون اللقاء في الاجتماع الاول ولكن الامر تغير بعد ذلك فقد تبادل الاثنان المزاح في احد اللقاءات الجماعية فضلا عن نقاش جرى ايضا في اطار جماعي ولكن لا يوجد حتى الآن اي شيء مدرج على جدول اجتماعات الوزيرة بصورة رسمية».
استياء «ديموقراطي» متزايد
أبدى الديموقراطيون الاميركيون استياء متزايدا من الحرب «بلا نهاية» التي تخوضها الادارة الاميركية في العراق ويتهمون الرئيس جورج بوش بأنه سيترك «مأزقا» ارثا لخلفه.
وقال زعيم الغالبية الديموقراطية في مجلس الشيوخ هاري ريد اول من امس «حين يزداد العنف يقول الرئيس انه لا يمكننا اعادة الجنود الى البلاد وحين يتراجع العنف يقول الرئيس ايضا انه لا يمكننا اعادتهم».
وتابع يقول ان «الرئيس بوش لديه استراتيجية خروج لرجل واحد له هو نفسه في 20 يناير 2009».
من جهته اتهم السيناتور الديموقراطي ديك دوربن ادارة بوش بأن خطتها تقتصر على «ترك المأزق العراقي للرئيس المقبل».
وحذرت المرشحة لتمثيل الحزب الديموقراطي في الانتخابات الرئاسية هيلاري كلينتون معلقة على الاتفاق الاستراتيجي الذي يجري التفاوض بشأنه حاليا بين بغداد وواشنطن حول الوجود الاميركي في العراق بعد نهاية العام الحالي: «يجب الا يلزم بوش الرئيس المقبل باتفاق يمدد التزامنا في العراق الى ما بعد ولايته».
خطر القاعدة وزيادة الإنفاق
وقال ايك سكلتون رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب ان «هذا البلد يواجه مستوى قياسيا من العجز في الميزانية في حين حقق العراقيون فائضا في الميزانية بسبب العائدات النفطية بدل ان يستخدموا هذه المبالغ لتمويل خدمات».
وأضاف مشيرا الى القاعدة «رغم اهمية الجهد في العراق فإنه يعرض للخطر قدرتنا على الحاق هزيمة حاسمة بأولئك الذين يمكنهم على الارجح مهاجمتنا» في افغانستان وباكستان الدولة الحليفة لاميركا في حربها على الارهاب.
ولكن بيترايوس قال إن قادة القاعدة ما زالوا «يعتبرون العراق جبهة مركزية في استراتيجيتهم العالمية ويرسلون التمويل والتوجيه والمقاتلين الأجانب إلى العراق».
وأضاف أن من الواجب الاستمرار في ممارسة ضغوط لا تكل لمنع القاعدة من تجميع صفوفها في العراق.
الصفحة في ملف ( pdf )