دمشق - هدى العبود
اجتمع الرئيس السوري د.بشار الاسد بالرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر في دمشق امس. وأفادت مصادر مطلعة بأن مباحثات الأسد وكارتر تركزت على مسألة عملية السلام بالمنطقة، والمتوقفة منذ عام 2000، بالاضافة الى الأوضاع على الساحة الفلسطينية وموضوع التهدئة بين الفلسطينيين والاسرائيليين.
وجاء اجتماع كارتر مع الاسد في دمشق قبل ان يجري محادثات مع قادة حركة حماس في المنفى وعلى رأسهم خالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة في واحد من أهم الاجتماعات التي تجمع بين قيادات حماس وشخصية غربية.
وصرح مصدر قريب من المحادثات بان كارتر أثار خلال اجتماعاته مسألة الجندي الذي تحتجزه حماس.
وقال المصدر «كارتر متحمس والدعاية التي يروجها منتقدوه تجعله عازما على انتهاج مسلك مختلف مع حماس. انه متفائل بأن الاجتماع سيدفع جهود انهاء قصة الجندي قدما».
وقال كارتر الذي توسط في أول معاهدة سلام وقعتها اسرائيل مع مصر عندما كان رئيسا للولايات المتحدة في السبعينيات ان زعماء «حماس» الذين اجتمع بهم، الى الآن، أبلغوه انهم سيقبلون اتفاقا للسلام مع اسرائيل يتوصل اليه الرئيس الفلسطيني محمود عباس زعيم «فتح» من خلال التفاوض اذا وافق عليه الفلسطينيون في استفتاء عام.
وأكدت متحدثة باسم الرئيس الأميركي أمس ان كارتر لن يتحدث عن نتائج جولته الحالية لمنطقة الشرق الأوسط قبل يوم الاثنين المقبل وهو موعد اختتام الجولة.
ومن جانبه، أكد الوفد الفني المرافق لكارتر للجميع أنهم لا يفضلون عرض صور لكارتر مع أعضاء من «حماس».
وأكدت مصادر فلسطينية مقربة من «حماس» في سورية أن المباحثات التي بين كارتر ومشعل بمنزل الأخير تركزت على قضية الجندي الاسرائيلي الأسير بقطاع غزة جلعاد شاليط وأيضا كيفية رفع الحصار عن القطاع.
وأكدت المصادر أنه لم يسمح لوسائل الاعلام بحضور اللقاء بين مشعل وكارتر.
ومن المقرر أن يتوجه كارتر الى السعودية، التي دائما تسعى الى دعم الوحدة وتهدئة العداء بين حركتي حماس وفتح، وتحظى جولة الرئيس الأميركي الأسبق الحالية للمنطقة باشادة سورية التي وصفته بأنه من دعاة السلام في أميركا.
وانتقد الرئيس الأميركي الأسبق استمرار اسرائيل في بناء المستوطنات ورفض أعضاء حكومتها اللقاء معه.
ودعا كارتر مجددا في محاضرة القاها الليلة قبل الماضية بالجامعة الأميركية بالقاهرة الى اشراك سورية وحركة حماس في عملية السلام في الشرق الأوسط مشيرا الى حصول حماس على 44% من اجمالي الأصوات في الانتخابات التشريعية الفلسطينية الأخيرة.
وأشار الى لقائه في القاهرة امس مع وفد من حركة حماس في لقاء عقد تحت رعاية الحكومة المصرية مضيفا انه طالب خلال لقائه مع حماس بضرورة وقف اطلاق الصواريخ من قطاع غزة على اسرائيل.
وأكد كارتر أن المبادرة العربية للسلام التي أطلقها خادم الحرمين الملك عبد الله بن عبد العزيز واعدة موضحا أنه وضع عدة تساؤلات أمام أعضاء حماس حول امكانية موافقتهم على أي اتفاق سلام يتوصل اليه أبومازن وأولمرت.
وأعرب عن أمله وحلمه في رؤية انفراج كما سبق أن تم في السبعينات بسبب شجاعة وحكمة السادات وبيغن مشيرا الى السلام بين مصر واسرائيل.
وأضاف «ان الاسرائيليين لايزالون يقيمون المستوطنات وحتى بعد اجتماع انابوليس أعلنوا عن اقامة مستوطنات جديدة واقامة المزيد من الحواجز ولكن المفاوضات مع الفلسطينيين مازالت مستمرة ولا نعرف اذا كانت ستحقق تقدما أم لا».
وأضاف كارتر «ان ممثلي حماس الذين التقاهم قالوا له انه لو حدث نجاح في المفاوضات بين أولمرت وعباس وتوصلا لاتفاق يطرح على الشعب الفلسطيني للاستفتاء عليه فانهم سيقبلون به وهو قرار سيتم من جانب الشعب الفلسطيني»، مؤكدا «انه لابد من الالتزام العربي أيضا لأنه مهم وضروري للمستقبل فالمفاوضات موقف عربي موحد».
وحول جهوده لرفع الحصار المفروض من اسرائيل على غزة وصف كارتر «الاوضاع في غزة بأنها فظيعة ومأساة وعقاب جماعي لكل الشعب الفلسطيني في غزة وأنها جريمة لأن 1.5 مليون فلسطيني يعانون من الضغوط والاحتلال وعدم كفاية المواد الغذائية والموت جوعا».
في المقابل، أعلن القيادي البارز في حركة حماس محمود الزهار بعد لقائه كارتر في القاهرة ان حماس وعدت بالرد على مبادرات «انسانية» طرحها كارتر حول التهدئة مع اسرائيل واطلاق الجندي الاسرائيلي الاسير.
وقال ان الرئيس كارتر «تحدث عن مبادرات انسانية تتعلق بالتهدئة والجندي الاسرائيلي الاسير جلعاد شاليط والحصار ووعد وفد حماس باعطاء ردود بعد استكمال التشاور في الدوائر الداخلية» للحركة.
الصفحة في ملف ( pdf )