توعد الزعيم الشيعي مقتدى الصدر أمس بشن «حرب مفتوحة» اذا تواصلت عمليات القوات العراقية والأميركية على ميليشيا جيش المهدي التي يتزعمها، وذلك في بيان حمل توقيعه وصدر في مدينة النجف.
وقال الصدر في بيانه «أوجه آخر تحذير وكلام للحكومة العراقية، عليها ان تتخذ طريق السلام ونبذ العنف مع شعبها والا كانت كحكومة الهدام»، في اشارة الى الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.
وأضاف «ان لم تكبح الحكومة جماحها فسنعلنها حربا مفتوحة حتى التحرير».
هذا واقتحمت قوات عراقية معاقل لجيش المهدي الموالي لتيار مقتدى الصدر في البصرة امس بمساندة سلاحي الجو والمدفعية التابعين للقوات الاميركية والبريطانية.
وقال قائد القوات العراقية في البصرة الفريق موحان الفريجي لرويترز ان قواته سيطرت على وسط منطقة الحيانية وهي واحدة من المعاقل الرئيسية لمقاتلي جيش المهدي في البصرة.
وسمع دوي انفجارات واطلاق للنيران عند الفجر في اعنف قصف منذ ان اطلق رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي حملة عسكرية ضد أتباع الصدر في نهاية الشهر الماضي بمدينة البصرة الجنوبية.
وقال الفريجي ان قواته دخلت المنطقة ووصلت الى وسط الحيانية مشيرا الى أن هناك مواجهات وان أي أحد يحمل اسلحة سيحتجز.
واضاف قائلا ان القوات العراقية تطارد الفارين وتلقي القبض عليهم متوقعا ان تنتهي العملية بنجاح خلال الساعات المقبلة.
وخفت حدة القتال بعد بضع ساعات من بدايته ولكن استمر سماع دوي اطلاق متقطع للنيران.
مناوشات متفرقة
وقال الميجر توم هولواي المتحدث باسم الجيش البريطاني المشارك بالهجوم ان القصف بدأ شرسا من الطائرات الاميركية والمدفعية البريطانية مضيفا: «فتحت مدفعية بريطانية وطائرات أميركية النيران في غرب الحيانية لاستعراض قوتها التي يمكن اللجوء اليها اذا لزم الأمر».
وتابع ان القوات الأميركية والبريطانية قصفت أرض فضاء غربي الحيانية قبل دخول القوات العراقية المنطقة، وقال ان القصف كان اكبر استعراض للقوة منذ نهاية مارس.
واستطرد قائلا ان «التقارير الأولية التي وصلتنا تفيد بأن قتالا اندلع ولكنها مناوشات متفرقة».
وذكر شهود عيان ان دوي انفجارات عنيفة سمع في ارجاء الحي نتيجة قيام طائرات القوات متعددة الجنسيات بضرب اهداف لها في الحي. واوضح الشهود ان انتشارا كثيفا للقوات العراقية شوهد في مناطق وسط البصرة وخاصة في منطقة ساحة سعد.
ولم يتسن على الفور الحصول على معلومات بشأن ما اذا كان هناك قتلى أو جرحى لكن شهود عيان افادوا بوقوع اصابات.
العبيدي لوقف نزيف الدم
ومن جانبه، اتهم الناطق باسم التيار الصدري الشيخ صلاح العبيدي في النجف القوات العراقية بقتل العشرات في الحيانية. وقال العبيدي: «لقد قامت القوات العراقية منذ فجر اليوم (امس) بمحاصرة منطقة الحيانية في البصرة، وامطرتها بقذائف الهاون وصواريخ مختلفة، ما ادى الى استشهاد العشرات من المدنيين الابرياء، كما ادى الحادث الى تدمير منازل عديدة في المنطقة».
واضاف «نحن نعتبر ذلك عملا عدائيا ونعتقد ان الحكومة اخذت تتبع خطوات استعدائية متوالية ضد الصدريين في البصرة ومدينة الصدر، وهذا امر سيؤدي الى ردود فعل قاسية اذا ما استمر الوضع على ما هو عليه».
مقتل 13 باشتباكات الصدر
وافادت مصادر طبية عراقية ان «حصيلة المواجهات التي اندلعت منذ مساء الجمعة (امس الاول) وصلت الى 13 قتيلا و130جريحا».
وتابع العبيدي يقول: «نحن نطالب بوقف نزيف الدم الذي يراق كل يوم من قبل اجهزة الحكومة في البصرة ومدينة الصدر ومناطق اخرى، ونعتقد ان ما يحدث هو خرق للهدنة والمبادرة التي اعلنها السيد مقتدى الصدر، فلا نعرف ماذا تريد الحكومة؟ ان كانت تريد الهدنة ووقف القتال وحقن الدماء عليها ان تمنع قواتها من الاعتداء على الابرياء».
حظر تجول في الناصرية
وفي مدينة الناصرية مركز محافظة ذي قار الجنوبية، فرضت السلطات المحلية حظر تجول ابتداء من فجر امس وحتى اشعار آخر، تحسبا لوقوع اعمال عنف على خلفية مداهمات قامت بها قوات امن حكومية. وقال العقيد حسن ياسر مدير شرطة قضاء سوق الشيوخ جنوب الناصرية ان «عناصر جيش المهدي انتشروا من دون اي مسوغ في القضاء منذ مساء الجمعة (امس الاول)».
واضاف ان «مواجهات عنيفة اندلعت بعد مهاجمتهم لعناصر الشرطة ما اسفر عن مقتل 2 من عناصر جيش المهدي واصابة 3 من الشرطة».
واكد ان «الاشتباكات لا تزال جارية وان قوات الشرطة تحاصر المسلحين في اكثر من مكان». وانتشرت القوات الامنية بشكل مكثف في شوارع المدينة ونشرت مقاتليها على اسطح المباني العالية تحسبا لامتداد الاشتباكات الى الناصرية.
الصفحة في ملف ( pdf )