بيروت - عمر حبنجر
الاستنفار السياسي والأمني الذي شهده لبنان امس، فاحتواء للحادث الدامي الذي شهدته مدينة زحلة، بين عناصر كتائبية تنتمي إلى الموالاة وأخرى من انصار النائب المعارض الياس سكاف، لم يحجب الاهتمام بما سيجري في الكويت اليوم، إلى جانب ملف الاستحقاق الرئاسي، الذي انتهت جلسته الانتخابية الثامنة عشرة الى التأجيل كالعادة.
وكشف بيان رسمي ان رئيس الحكومة فؤاد السنيورة الذي انشغل طوال نهار امس، بمتابعة ومعالجة حادث مقتل الكتائبيين في زحلة، تلقى اتصالا هاتفيا من وزير خارجية فرنسا برنار كوشنير يدعوه لملاقاته في الكويت من اجل المشاركة في الاتصالات التي ستجرى على هامش مؤتمر جوار العراق، الا ان اكثر من اعتبار جعله يقرر ايفاد وزير الخارجية بالوكالة طارق متري ومعه مستشاره السياسي السفير محمد شطح.
الرئيس السنيورة اتصل بالبطريرك الماروني نصر الله صفير ووضعه في الاجواء، في وقت دعا رئيس مجلس النواب كتلته النيابية للاجتماع لدراسة ما يجب فعله حيال الجلسة الانتخابية المقررة اليوم.
بدوره اكد البطريرك صفير خلال استقباله خريجي كلية الاعلام انه يويد التحركات الشعبية المطالبة بانتخاب رئيس للجمهورية
. واضاف على النائب ان يلبي نداء الواجب والوطن، معتبرا ان الذي لا يقوم بواجبه يقوم بعمل شاذ، وتابع قوله ان الحاجة ماسة لانتخاب رئيس للجمهورية، وردا على سؤال قال «الآن العماد سليمان هو المرشح التوافقي».
وفي موضوع قانون الانتخاب قال البطريرك ان الدائرة القضاء هي الامثل شرط الا يتعدى عدد النواب الاربعة.
وأسف للحديث عن مقابر جماعية ثم تبين ان الامر اكذوبة.
صيف حار
من جانبه اعتبر مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الأوسط ديفيد ويلش ان صيفا حار آخر سيكون في انتظار اللبنانيين بعد ان وصلت كل الجهود السياسية لحل الازمة اللبنانية الى طريق مسدود، بما في ذلك مبادرة الجامعة العربية.
وفي مؤتمر صحافي عقده بمقر السفارة الاميركية في أبوظبي، قال ويلش انه غير متأكد من الصورة التي سيكون عليها حل الازمة اللبنانية في المدى المنظور.
واضاف ان اللبنانيين انفسهم غير متأكدين من هذا الحل، وقد كانت هناك جهود داعمة لمبادرة الجامعة العربية، ولكنها لم تسفر عن شيء، و«أجد بصورة متزايدة ان اللبنانيين في مأزق جراء ذلك، وهم سيواجهون صيفا حار آخر، فالسياحة ستكون في ادنى مستوياتها بسبب التوتر في البلاد.
واعتبر ويلش انه منذ ان شن حزب الله حرب 2006، على حد تعبيره، اصبح اللبنانيون متخلفين عن الاستفادة ومجاراة التقدم الاقتصادي الذي تشهده المنطقة ومناطق أخرى، وأجدهم قلقين أكثر من المستقبل.
رئيس مجلس النواب
من جانبه، رئيس مجلس النواب نبيه بري كرر ان الحوار هو السبيل الاوحد لاتمام عملية انتخاب رئيس الجمهورية، مضيفا في تصريح له امس ان طاولة الحوار جاهزة في مجلس النواب.
وقال بري ان الامور مهما بلغت تعقيداتها فان احدا لا يستطيع ان يهرب من الحوار الذي هو في النهاية ملاذ الجميع.
وسأل ماذا يخسرون لو جلسوا الى طاولة الحوار، مؤكدا ان اصرارر البعض على ابقاء قانون انتخابات عام 2000 هو الذي يعطل الحوار، ونحن نؤكد لهم ان هذا القانون لا يمكن القبول به وهؤلاء يعطلون الحوار مخافة ان الحوار سيطول طبعا قانون الانتخابات وبالتالي سيكشف حقيقة النوايا، خصوصا امام المسيحيين الذين سيدافعون عن قانون الالفين، حيث لا يكون في مقدورهم انتخاب اكثر من نصف نوابهم بينما النصف الآخر تختارهم الطوائف الأخرى.
بري ترأس اجتماع كتلة التحرير والتنمية بعد الظهر، لتدارس الاوضاع، وكان على رأس جدول الاعمال مصير جلسة الانتخاب الرئاسية المقررة اليوم والمرشحة للتأجيل.
ويقول عضو تكتل التغيير والاصلاح النائب السياسي إلياس فريد الخازن ان الوضع الراهن سيبقى على ما هو عليه ما دام انه لا ارادة للادارة الاميركية وحلفائها في لبنان لتسهيل الوصول الى حل، وبالتالي فإن جلسة الانتخاب الرئاسية مؤجلة بالتأكيد.
بدوره أكد رئيس الوزراء اللبناني السابق نجيب ميقاتي أهمية الحوار بين اللبنانيين على ان تشمل بنوده مرحلة ما بعد انتخاب رئيس جديد لتلافي الوصول الى انتخاب رئيس جديد ثم الوقوع في الفراغ مجددا.
ولفت ميقاتي في تصريحات له امس الى انه لا يمكن الوصول الى حل في شأن المسائل المختلف عليها الا من خلال الحوار وصولا الى اتفاق لاعطاء الحرية لرئيس الجمهورية ضمن نصوص اتفاق الطائف وروحيته لكي يؤسس للبنان دون ان يكون اسير منطق الاكثرية او الاقلية.
حزب الله
بدوره قال عضو شورى حزب الله الشيخ محمد يزبك امس، ان زيارة ديفيد ويلش الى بيروت مؤخرا، كان لابلاغ الحلفاء والعملاء في لبنان والمنطقة بان يرسوا امورهم على ان الاميركيين غير قادرين على شن حرب ضد سورية وايران او حزب الله، وقالوا لهم بالحرف: لسنا بصدد الحرب على احد في المنطقة.
وخلال حفل تكريمي لشهداء المقاومة في بلدة علي النهري، اكد رئيس المجلس السياسي في حزب الله ان لبنان لن يكون رهينة السياسة الاميركية ومشروعها الآيل للزوال.
وشبه ابراهيم امين السيد رئيس الحكومة فؤاد السنيورة بعجلة السيارة التي تمشي قليلا ثم تنفس، وكل شهر يأتينا مسؤول أميركي لينفخ هذه العجلة، ولكن عبثا».
معلومات صحافية
قالت إذاعة «صوت لبنان» ان عائلة جوزف وطوني الذوقي غادرت زحلة الى «بدنايل» القريبة من بعلبك فور وقوع الجريمة ونزلوا بضيافة احد نواب المعارضة.
واضافت الاذاعة ان نصري ماروني تلقى تهديدات قبل ايام على الجريمة، بعد مقابلة صحافية انتقد فيها نواب كتلة زحلة.
بدوره مسؤول كتائب زحلة وشقيق احد الضحايا، ايلي ماروني قال انه معروف من يقف وراء القتلة، ومعروف من حرضهم، مشددا على ان الكتائبية لن ولن يكفوا عن المطالبة بتسليم القبلة والا سيكون لهم تدابير اخرى.
وفي حديث لتلفزيون المستقبل دعا ماروني السلطة اللبنانية الى تسلم الجانيين من النائب ايلي سكاف لاعدامهما فورا ومن دون محاكمة لانهما ارتكبا مجزرة كان يمكن ان يسقط فيها العشرات.
وأكد ماروني ان فريقه قد يستطيع ضبط الوضع الى ما بعد الجنازة، اليوم فقط، اما بعد ذلك فقد اعذر من انذر، وان عاصي وماروني اصبحا شهيدين لثورة الارز.
الصفحة في ملف ( pdf )