بيروت - عمر حبنجر
حالة ترقب وانتظار سيطرت على الاجواء السياسية في بيروت امس، لما ستحمله الايام المقبلة من تطورات على الصعيد السياسي داخليا وخارجيا، وخصوصا على مستوى التحرك الحواري لرئيس مجلس النواب نبيه بري.
والكل الآن بانتظار موقف قوى 14 مارس من الحوار الذي دعا اليه بري، وواكبه فيه رئيس اللقاء الديموقراطي وليد جنبلاط، بينما مازال سعد الحريري رئيس كتلة المستقبل يجري اتصالاته مع الحلفاء لتكوين موقف موحد، يغلب عليه الطابع التجاوبي، حتى لا تأخذ المعارضة من اي تحفظ اكثري ذريعة لوسمها بتعطيل الحلول.
وضمن هذا الاطار تقع اتصالات النائب الحريري مع المرجعيات السياسية والدينية، والتي التقت في شبه اجماع على ربط الحوار المطروح بالمبادرة العربية حيال لبنان، والتي تعطي الاولوية لانتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية.
وقال مصدر في 14 مارس
لـ «الأنباء» انه لن يكون مقبولا تجاوز المبادرة العربية ببنودها الاربعة وهي: انتخاب رئيس، وتشكيل حكومة وحدة، فاعداد قانون انتخابات، والبند الرابع المضاف يتعلق بالعلاقات اللبنانية - السورية، ولاحظ المصدر ان التريث السعودي في تحديد موعد لزيارة رئيس مجلس النواب نبيه بري، صاحب فكرة الحوار المتجدد مرتبط بحال التفاهم على الحوار المطروح، لأن تحديد الموعد الآن، يشبه الضوء الاخضر للحوار، الذي ما زالت عناصر قيامته تحت الدرس.
ويعتبر سمير جعجع رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية ان الحوار المطروح لن يجدي نفعا، لأنه طُرح كشرط مسبق لانتخاب رئيس للجمهورية، ومن دون اي التزام بحتمية هذا الانتخاب، في حين يقول د.غطاس خوري، مستشار النائب الحريري ان اي حوار لا يفضي الى انتخاب رئيس للجمهورية، لا فائدة منه.
وحمل احد نواب 14 مارس على الرئيس نبيه بري، مستغربا طريقة تعاطي رئيس المجلس لجهة عدم تعيين موعد جلسة الانتخاب لحظة اعلان عدم اكتمال النصاب في جلسة 22 ابريل وربطه الموعد الجديد بالاتفاق بين الفرقاء على طاولة الحوار، معتبرا، «اي المصدر»، ان هذا السلوك لا يضرب فقط كامل مقومات الدستور اللبناني والاعراف، انما يؤكد ايضا عدم انتخاب رئيس للجمهورية في الوقت الحالي.
كما يكرس تناقض رئيس المجلس بقوله انه لا يضع شروطا في وجه قيام الدولة، الامر الذي ولد لدى فريق 14 مارس الشعور بأن الرئيس بري اصبح واضحا بخياره، بأن لا رئيس قبل الموافقة على شروط المعارضة، وهذا ما ترفضه الموالاة، لكن يبدو ان رئيس المجلس ادرك، ان لا امكانية لعدم تعيين جلسة حال عدم تلبية الاكثرية لمطلبه، فبادر الى تحديد يوم 13 مايو موعدا جديدا.
ملاحظات حزب الله
اذاعة النور الناطقة بلسان حزب الله لاحظت في مواقف الاكثرية، اصرارا على تجزئة المبادرة العربية، وعلى ربط الحوار بأولوية انتخاب رئيس الجمهورية، فضلا عن التشكيك في جدية دعوة الرئيس بري.
كما لاحظت ان جولة النائب الحريري لم تقارب نقطتي الحوار في دعوة بري، وهما حكومة الوحدة الوطنية وقانون الانتخاب اللهم الا اشارة الحريري الى الموافقة على قانون انتخابات يلاحظ اعتبار القضاء دائرة انتخابية.
بدوره، الرئيس امين الجميل لفت امس الى ان الامور الحوارية لم تنضج بعد، بدليل ان الضوء الاخضر لم يأت من الخارج بعد، لحلحلة الامور من جانب المعارضة.
عضو كتلة القوات اللبنانية النائب انطوان زهرة لفت من جهته الى انه لم تتم الموافقة المبدئية على العودة الى طاولة الحوار من قبل قوى 14 مارس مجتمعة، مؤكدا ان لا احد ضد الحوار، لكنه سأل: ماذا لو ذهبنا الى الحوار ولم نصل الى نتائج نهائية ترضي الجميع، بالمواضيع التي طرحها الرئيس بري؟ وسأل ايضا: هل يعاقب المسيحيون باستمرار الفراغ الرئاسي ويرغمون على حلول لا ترضي جميع اللبنانيين من اجل انتخاب مشروط للرئيس؟ وقال «للجزيرة» لا يجب ربط انتخاب رئيس بأي شروط، ما دامت المبادرة العربية لم تتضمن اي شروط.
الى ذلك، استغرب عضو كتلة التحرير والتنمية النائب علي بزي المماطلة في اعلان الاكثرية موافقتها على الحوار، وتساءل: هل سمعتم ان دعوة للحوار تقابل بالرفض والتشكيك؟
لكن بزي عوّل على وعي القيادات السياسية بالاستجابة الى دعوة الحوار لأنها ليست بابا من ابواب المناورة او المغامرة أو التعطيل.
مشيرا الى ان تحديد الرئيس بري موعدا جديدا لانتخاب رئيس الجمهورية لا يعني اننا غير ملزمين بالحوار.
سجال سياسي
بدوره، عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسين الحاج حسن دعا الموالاة الى عدم التذاكي والتشاطر بالمطالبة بانتخاب الرئيس قبل التفاهم على الحكومة وعلى قانون الانتخاب، وقال: لا حل للازمة الداخلية الا بالحوار.
الحاج حسن حمل بعنف على د.سمير جعجع وقال ان جزءا من «فريق الوصاية الاميركية» في لبنان اصبح جزءا من المنظومة الدعائية والتسويقية الاميركية في حملة التحريض والافتراءات على المقاومة وحزب الله والمعارضة، وتوجه الى جعجع بالقول: اذا كنت انت منزعجا من اللغة التي يستخدمها حزب الله بالرد عليك، فأخبرنا عن تصريحاتك يا استاذ جعجع في الصحف، وعن دعوتك الاميركيين للمجيء الى لبنان بالمئات، وسأل الحاج حسن: هل هذه هي الوطنية؟ واين هي السيادة والحرية والاستقلال؟
من جهته، النائب ايوب حميد عضو كتلة الرئيس بري رأى ان استمرار البعض في تعطيل الحلول وسد الطرق امام المساعي والمبادرات، لاسيما مبادرة بري الحوارية من شأنه ابقاء الازمة مفتوحة والوطن ساحة للمصالح الخارجية.
الصفحة في ملف ( pdf )