في تناقض مع ما تسربه اسرائيل من اخبار حول رغبتها في السلام، اعتبر وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك إن هضبة الجولان جزء من دولة إسرائيل.
وقال باراك خلال تدريبات أجراها الجيش الإسرائيلي بهضبة الجولان السورية المحتلة - أوردتها قناة «الجزيرة» الفضائية امس ـ إن جيشه يجري المناورات على الجولان لأنه المكان الوحيد الذي يشبه في تضاريسه ظروف المعارك في لبنان وشمال إسرائيل.
وأضاف أن جيشه يستعد لحرب محتملة «بالتدريب والتدريب لكن قلوبنا في القطاع مع سكان سديروت والبلدات الإسرائيلية المجاورة لغزة».
وجاءت مزاعم باراك، بعد تصريحات أدلى بها شاؤول موفاز نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي قال فيها إن «أي انسحاب إسرائيلي من الجولان سيترجم بوجود إيراني» على الهضبة التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967.
وأضاف موفاز - الذي كان وزيرا للدفاع ورئيسا سابقا للأركان - أن «سورية ضمن جبهة المتطرفين مما يعني أنه سيكون لإيران - إثر نقل الجولان إليها - وجود على هذه الهضبة التي تعد منطقة إستراتيجية».
وتابع موفاز أن «مثل هذا الوجود يعني أن إيران ستكون حاضرة ليس فقط في الجولان بل أيضا في لبنان من خلال حزب الله، وفي قطاع غزة».
وجاءت تلك المواقف الإسرائيلية رغم إعلان الرئيس السوريبشار الأسد الأسبوع الماضي أن رئيس الوزراء التركيرجب طيب أردوغانأبلغه باستعداد تل أبيب للانسحاب من الجولان المحتل مقابل التوصل إلى سلام معها.
في غضون ذلك، تقوم وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس في مطلع الاسبوع القادم برابع زيارة الى اسرائيل والأراضي الفلسطينية منذ مؤتمر انابوليس دون ان يكون هناك شيء يذكر تقدمه يعكس الجهود الأميركية.
وستجتمع رايس التي تأتي قبل جولة الرئيس جورج بوش في الفترة من 13 إلى 18 مايو التي تشمل اسرائيل والسعودية ومصر مع مسؤولين في الجانبين وتعقد جلسات ثلاثية لتقييم مفاوضات السلام دون ان يكون هناك علامة تذكر على احراز تقدم.
وقلل مسؤولون أميركيون ومحللون من التوقعات بشأن رحلتها التي تبدأ في لندن لحضور اجتماعات الدول المانحة.
وتسافر بعد ذلك الى القدس والضفة الغربية للاجتماع مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وكبار مساعديهما يومي غد وبعد غد.
في سياق اخر، قال رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية د.صائب عريقات ان القيادة المصرية ستتحرك الآن تجاه اسرائيل بعد التوصل الى توافق فلسطيني بشأن التهدئة باعتبارها مصلحة للجانبين «الفلسطيني والإسرائيلي».
واضاف عريقات في تصريحات اذاعية ان القيادة الفلسطينية تبارك هذه الجهود للوصول الى تهدئة شاملة ورفع الحصار عن قطاع غزة.
من جانبها، اكدت اسرائيل ان أي تهدئة مقترحة في قطاع غزة من قبل الفصائل الفلسطينية لا يمكن ان تكون قابلة للاستمرار دون الوفاء بثلاثة شروط محددة.
وقال اري ميكيل المتحدث باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية انه يجب على الفصائل الفلسطينية وقف اطلاق الصواريخ وقذائف الهاون على جنوب اسرائيل ووقف هجماتها داخل إسرائيل وعلى الحدود بين غزة واسرائيل وان توقف تهريب السلاح الى داخل القطاع.
وقالت مصادر في ديوان رئاسة الوزراء الإسرائيلية ان استفتاء بهذه الشروط قد يساهم في انجاح صفقة لتبادل الأسرى بين الجانبين الاسرائيلى والفلسطيني.
غير ان حماد الرقب المتحدث باسم حركة حماس في خان يونس، اكد ان الحركة لن تسكت ولن تصمت امام الجرائم البشعة التي يرتكبها الاحتلال الاسرائيلي.
وقال الرقب في تصريحات صحافية امس ان «كل الخيارات للدفاع عن الشعب الفلسطيني والرد على العدوان مفتوحة مادام العدو يضرب بتصرفاته وجرائمه كل محاولات التوصل لتهدئة».
من جانبها، اعلنت حركة الجهاد الاسلامي انها لن توقع رسميا على التهدئة، لكنها قالت انها لن تكون البادئة بانتهاكها.
واتفقت الفصائل الفلسطينية الاثنا عشر على تهدئة مع اسرائيل كانت وافقت عليها الاسبوع الماضي الحركتان الفلسطينيتان الكبيرتان حماس وفتح.
وينص الاقتراح على تهدئة تبدأ في قطاع غزة اولا على ان تمتد الى الضفة الغربية لاحقا مقابل رفض الحصار الاسرائيلي.
لكن عددا من الفصائل كانت غير حاسمة في تأييدها لوقف اطلاق النار وقالت بعضها انها تحتفظ بحق الرد على الهجمات الاسرائيلية.
وفي بيان جديد قال زياد النخالة نائب الامين العام لحركة الجهاد الاسلامي ان الحركة لا يمكن ان تكون طرفا في اتفاق هدنة لا يطبق منذ بدايته في الضفة الغربية المحتلة.
على الطرف المقابل، صرح وزير الداخلية الاسرائيلي مائير شتريت العضو في الحكومة الامنية المصغرة، للاذاعة الاسرائيلية العامة «لا يمكن في اي حال من الاحوال ابرام ادنى اتفاق مع حماس لان هذه الحركة الارهابية ستغتنم اي هدنة لتتعزز وتحسين سلاحها استعدادا للمواجهة المقبلة».
كذلك دعا رئيس جهاز الامن الداخلي (شين بت) يوفال ديسكين الى رفض الهدنة موضحا انها تخدم مصلحة حماس، على ما اضافت الاذاعة.
الصفحة في ملف ( pdf )