يجسد قصر الكرملين منذ قرون السلطة العليا في روسيا.
لكن واعتبارا من بعد غد قد يحول الروس انظارهم الى مكان اخر على الضفة الاخرى من نهر موسكوفا ليروا من يحكمهم.
وبتنازله عن كرسيه الرئاسي لديمتري مدفيديف الوفي له منذ وقت طويل، وتحوله الى رئيس للوزراء ينقل فلاديمير بوتين ببساطة مركز السلطة الى مقر الحكومة في المبنى ذي الواجهة الرخامية الباهتة الذي اطلق عليه سكان موسكو اسم «البيت الابيض».
وللاحتفاظ بالسلطة بعد مغادرته الكرملين من دون تغيير الدستور، وضع الرئيس المنتهية ولايته سيناريو خاصا لرئيس «شاب» هو ديمتري مدفيديف وحزب «وحيد» هو حزب روسيا الموحدة وبرلمان موال له.
ويرى الخبير في السياسة من مؤسسة كارنيغي في موسكو اندريه ريابوف ان «اسسا متينة وضعت لتنتقل السلطة من الرئيس الى رئيس الوزراء».
ولتحقيق ذلك، يمكن لبوتين الاعتماد على البرلمان الموالي له باغلبية اكثر من الثلثين عبر حزب روسيا الموحدة الذي اسسه لمواكبته حتى قمة الهرم عام 1999-2000 والذي تولى رئاسته مؤخرا.
وكما يقول احد المقربين منه: يحظى فلاديمير بوتين الذي يتمتع بشعبية كبيرة في روسيا لانه نهض بالبلاد بعد فوضى سنوات يلتسين، ايضا بشهرة اكبر بكثير من التي
يتمتع بها خلفه ديمتري مدفيديف (42 سنة) الممنون له بكل شيء والذي سيصعب عليه ان يحاسبه على الاقل في البداية.
وهذا ما اكده اغلبية من الروس الذين يرى 67% منهم ان فلاديمير بوتين سيسيطر على ديمتري مدفيديف رغم الصلاحيات الواسعة التي يمنحها الدستور لرئيس الدولة، كما افاد استطلاع اجراه في منتصف أبريل معهد ليفادا المستقل.
وبصفته رئيس الوزراء سيحظى فلاديمير بوتين بالنفوذ الكامل على السياسة الاقتصادية وبالتالي على الغاز والنفط وهما الاداتان الحقيقيتان للقوة الروسية الجديدة على ان تبقى السياسة الخارجية والدفاع من الصلاحيات الرئاسية.
ومن خلال حزب روسيا الموحدة الذي يتخرج منه عدد كبير من النخب المحلية والاقليمية سيحتفظ بصلاحية تعيين الحكام وان كان الرئيس هو الذي يعينهم.
وقد عين فلاديمير بوتين العضو السابق في الاستخبارات والذي يتملكه هاجس ضرورة التحكم في كل شيء، منذ وقت طويل رجاله في كافة المناصب الحساسة من السلطة.
الصفحة في ملف ( pdf )