Note: English translation is not 100% accurate
السيد محمد حسين فضل الله لـ «الأنباء»: نحن لبنانيون ندافع عن أرضنا ونرفض أي وصاية عربية أو دولية لأننا شعب يملك قراره
الأربعاء
2006/10/11
المصدر : الانباء
ضد الوصاية
معظم اللبنانيين، صاحب السماحة، اتخذوا موقفا من الوجود السوري في لبنان، لأسباب شتى، فلماذا الاصرار لدى البعض على فصل انفسهم عن اللبنانيين؟ نحن لانطالب بالعداء لسورية لكنها كانت موجودة وخرجت فلماذا لا يتوقف الأمر عند هذا الحد ونسعى للبحث عن علاقة جديدة واضحة؟
اننا نستطيع ان نقول بالفم الملآن: نحن ضد اية وصاية عربية او دولية، فنحن لا نريد ان يحكمنا احد حتى ايران، لأن المسألة اننا شعب يملك قراره ويريد ان يعيش في ارضه بعزة وكرامة وحرية، وإذا كان البعض يتحدث عن الانتماء السوري للمسلمين الشيعة فإننا نتساءل: أليس اغلب الذين يتحركون سياسيا كانوا يأكلون على المائدة السورية وكانوا ينهبون لبنان من خلال علاقتهم ببعض السوريين الذين لم يتوازنوا في وجودهم في لبنان في هذا المجال؟ من كان بيته من زجاج فعليه ألا يرمي الناس بالحجارة. ان بعض الناس يقولون: نحن كنا مقهورين، ونقول: إذا كنتم مقهورين فلماذا تدخلون في الحكومات التي يسيطر عليها السوريون؟ إذا كنتم مضطرين فلماذا لم تحاولوا ان تتحركوا في سياستكم على اساس حل النظام الأمني وما الى ذلك؟ ان المسألة هي ان هناك وضعا خارجيا، وهو الوضع الاميركي، الذي كانت سياسته ان تتولى سورية الوضع الامني والسياسي في لبنان وقد ضعف الجميع في هذا المجال. انني استطيع ان اؤكد ان المسألة في العلاقة مع سورية هي ضمن القضايا العربية الكبرى، ومنها القضية الفلسطينية، وقضية الاحتلال الاميركي للعراق، لذلك فنحن مع سورية في الخط السياسي الذي يحكم القضية في المنطقة العربية ولاسيما الاحتلال اليهودي لفلسطين والاحتلال الاميركي للعراق في هذا المجال، اما ان نكون خاضعين للسياسة السورية او السياسة الايرانية فهذا امر نرفض ان يتحدث الآخرون عنا به.
إذا كانوا يتحدثون عن وصاية سورية لاتزال تحكم بعض الناس في لبنان، فلماذا يتألمون عندما نتحدث عن وصاية اميركية او اوروبية وما الى ذلك؟ المسألة هي اننا نجد ان لبنان كان ساحة وسيبقى ساحة، لأن لبنان في السياسة الاميركية يمثل قاعدة لأكثر من لعبة اميركية دولية تريد ان تخلط الاوراق وتريد ان تجعل من لبنان موقعا لمحاربة سورية سياسيا او لمحاربة ايران سياسيا، وربما امنيا تتحرك سورية وتتحرك ايران من اجل الدفاع عن سياستها في مقابل السياسة الاميركية. انني أسأل: لماذا التأكيد على المسألة السورية في لبنان من دون التأكيد على السياسة الاميركية او الفرنسية امتدادا الى دول اخرى في لبنان؟ لماذا ذلك؟!
نحن لبنانيون
صاحب السماحة، اسمح لنا ان نسأل: كيف يتم التحالف مع من لا يشاركنا في المواجهة؟ فقد خضنا الحرب لأكثر من شهر وحدنا ولم يساندنا احد رغم ان العديد من الصواريخ سقطت في الجولان، ولم تفلح في تحريك المواجهة على الجبهة السورية، سواء كانت عن قصد او غير قصد، وحتى ايران لم تتدخل عمليا في المواجهة بل تركنا وحدنا.
لسنا مسؤولين عن سورية وعن ايران، نحن لبنانيون، ونحن مسؤولون عن وطننا، ان ندافع عنه وعن اسراه وعن ارضه وما الى ذلك، ان تدافع سورية عن الجولان او لا تدافع، ان تقف ايران في المواجهة ضد اميركا من اجل الصراع بينها وبين اميركا، هذا شأن سوري وشأن ايراني. نحن لبنانيون، ونحن دافعنا عن لبنان حتى حررنا لبنان الارض سنة 2000 ودافعنا عن لبنان واسقطنا العنفوان الاسرائيلي في يوليو سنة 2006، وكل عتبنا على اللبنانيين انهم لم يعتبروا ان عليهم الوقوف في وجه العدوان الاسرائيلي لأن اسرائيل اعلنت انها تحمل لبنان المسؤولية، ولعل من اللافت ان رئيس وزراء لبنان، مع محبتنا واحترامنا له، بادر منذ بداية الحرب بالقول: اننا لسنا مسؤولين ولسنا الذين اثرنا الحرب! ما معنى ذلك؟ ايها الاسرائيليون لا تحملوا الحكومة المسؤولية ولكن حمّلوا الشعب اللبناني الذي يدعم المقاومة المسؤولية، وهكذا كان، ان اسرائيل دمرت مواقع الشعب اللبناني ولم تحرك الحكومة ساكنا وإذا كانت الحكومة تتحدث عن الجيش اللبناني فإن الجيش اللبناني كان يقصف في ثكناته ويستشهد ضباطه وجنوده في الثكنات من دون ان تمنحه اي قرار سياسي بأن ينضم الى المقاومة ليدافع عن لبنان، لأن تلك مسؤوليته.
اقرأ أيضاً