بينما حقق باراك أوباما ولأول مرة منذ انطلاق السباق الانتخابي تقدما على منافسته في الحصول على ترشيح الحزب الديموقراطي للرئاسة هيلاري كلينتون في عدد المندوبين الكبار المؤيدين، فان دفة التراشق بين المتنافسين بدأت في التحول بعيدا عن بعضهما البعض متجهة نحو مرشح الحزب الجمهوري جون ماكين.
وبقي أمام السيناتور هيلاري انتصار واحد وأخير في ولاية ويست فرجينيا غدا حيث من المتوقع أن تهزم السيناتور اوباما بفارق 2 الى 1 بين الناخبين المحافظين ابناء الطبقة العاملة الذين يهيمنون على الولاية وغالبيتهم من البيض.
رغم ذلك، تواجه هيلاري تحديات هائلة فيما تبقى من ولايات وعددها خمسة وهي أوريغون وكنتاكي وايداهو ومونتانا وساوث داكوتا.
وقد رفضت هيلاري الاستجابة لنداءات تدعوها للانسحاب من السباق لصالح وحدة الحزب على الرغم من أن اوباما يتفوق عليها الان بفارق 161 مندوبا من بين 2025 مندوبا هم كل المطلوبين للفوز بترشيح الحزب.
وبينما أصرت السيناتور عن نيويورك أمس الأول على أن لديها ما تستطيع أن تهزم به المرشح الجمهوري جون ماكين فانها أكدت لمؤيديها في ويست فرجينيا انه عندما يحل نوفمبر فان الديموقراطيين «سيكون لديهم حزب موحد الصفوف واننا سنقف معا ونهزم جون ماكين ونمضي في مسيرتنا الى البيت الابيض».
وعرض اوباما ما بدا أنه غصن الزيتون على هيلاري وألمح الى انه سيساعدها في سداد ديون حملتها الانتخابية مرددا نفس النغمة.
وقال اوباما في جمهرة من المريدين في اوريغون «اعرف أن هناك ديموقراطيين يشغلهم ما اذا كانت النساء ستصوتن لصالح باراك والسود سيصوتون لصالح هيلاري.
اعرف أن هناك قدرا كبيرا من القلق بشأن الانقسام.
لكن ثمة شيء مؤكد وهو أن هذا الحزب سيكون موحد الصفوف بحلول نوفمبر المقبل».
وبعد فوز اوباما القوي في التصويت الشعبي في نورث كارولينا الاسبوع الفائت فانه حقق قفزة هائلة بين مندوبي الصفوة - أو ما يسمون المندوبين الكبار وعددهم 795 مندوبا ومن بينهم مسؤولون منتخبون وأعضاء باللجنة الوطنية الديموقراطية بل وحتى رؤساء سابقون.
فقد حصل أوباما على دعم 4 من المندوبين الكبار من يوتاه وأوهايو وفرجين آيلاند مما مكنه من انهاء تقدم كلينتون للمرة الأولى.
يذكر أن اثنين من هؤلاء المندوبين كانا من مؤيدي هيلاري كلينتون.
وكان أوباما قد فاز بتأييد 9 من المندوبين الكبار الجمعة.
وبذلك يصل عدد مؤيديه بينهم الى 275 مندوبا مقابل 271 لهيلاري.
ومعنى هذا ان هيلاري فقدت الفارق الكبير الذي كان يفصلها عن اوباما في اصوات المندوبين الكبار وقدره 15 صوتا والذي تحقق لها بعد فوزها الثلاثاء الماضي في نورث كارولينا وانديانا.
وكانت تأمل في أن يؤدي أداؤها القوي في شهر مايو لاقناع آخرين بالتوحد خلفها وامالة السباق لصالحها.
لكن المندوبين الكبار أشاروا الى أنهم لن يتحدوا رغبات أصحاب الاصوات الشعبية وفي النهاية من المتوقع أن يقفوا خلف المرشح الاكثر أصواتا.
وقد بدأ ماكين بالفعل في التهوين من شأن اوباما مذيقا الديموقراطي الاميركي من اصل افريقي شيئا مما يمكن أن يتوقعه في المعركة النهائية على البيت الابيض.
وفي مسعى منه لاثبات سذاجة اوباما بشأن السياسة الخارجية أعاد ماكين الى الاذهان تصريحات احمد يوسف وهو زعيم متشدد من حركة المقاومة الاسلامية «حماس» التي أعلن فيها تأييده لترشيح اوباما لانه لا يحاول أن يبدو «كصديق لاسرائيل».
كما سخر من اشارة اوباما الى رغبته في الجلوس مع الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد واجراء محادثات معه.
وفي خطاب لجمع الاموال الشهر الماضي كتب متحدث باسم ماكين يقول ان أميركا ليست بحاجة الى نوع التغيير «الذي يكتسب كلمات تعاطف من حماس ويعني استسلامات في العراق واجراء محادثات غير مشروطة مع الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد».
الصفحة في ملف ( pdf )