وصل الرئيس الاميركي جورج بوش الى السعودية امس في محاولة لنيل تأييد المملكة في المساعدة بكبح جماح اسعار النفط واحتواء النفوذ الاقليمي المتزايد لايران.
والتقى بوش بخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي كان في استقباله لدى وصوله مطار الرياض امس.
وذكرت وكالة رويترز انه من المرجح ان يجد بوش أرضية مشتركة مع المملكة بشأن ايران وانه من المتوقع ان ترفض دعوته للمرة الثانية هذا العام لحمل منظمة «أوپيك» على ضخ مزيد من النفط في الاسواق العالمية.
وقالت المتحدثة باسم البيت الابيض دانا بيرنيو للصحفيين الذين يرافقون بوش: «اننا نعول على دول «أوپيك» في الابقاء على كميات كافية من امدادات النفط ولذلك سيتحدث الرئيس مرة اخرى مع الملك عبدالله في هذا الشأن».
اتفاقية لحماية موارد النفط
وعندما توجه بوش برفقة زوجته لورا الى الرياض قال البيت الابيض ان الولايات المتحدة وهي أكبر مستهلك للطاقة في العالم اتفقت على المساعدة في حماية موارد النفط في اكبر مصدر للنفط في العالم والمساعدة في تطوير الطاقة النووية في الاستخدامات المدنية.
وجاء في بيان للبيت الابيض: «الولايات المتحدة والسعودية اتفقتا على التعاون في تأمين موارد الطاقة بالمملكة من خلال حماية البنية الاساسية الرئيسية وتعزيز امن حدود السعودية وتلبية احتياجاتها المتزايدة من الطاقة».
وأضاف البيان: «الولايات المتحدة والسعودية ستوقعان مذكرة تفاهم في مجال التعاون في الاستخدامات المدنية السلمية للطاقة النووية».
ومنذ زيارة بوش الاخيرة في يناير قفزت اسعار النفط بنحو 30 دولارا الى نحو 126 دولارا للبرميل مما زاد المخاوف من ركود اقتصادي في الولايات المتحدة وعزز الضغط السياسي على البيت الابيض في عام سيختار فيه الناخبون خليفة لبوش.
ويستضيف خادم الحرمين الرئيس الاميركي في مزرعة الخيول الخاصة به على مشارف الرياض وهي محور زيارة تستمر يومين يقول البيت الابيض انها للاحتفال بمرور 75 عاما على قيام العلاقات الرسمية بين واشنطن والمملكة.
جدول اعمال حاشد
لكن الزعيمين لديهما جدول اعمال حاشد وهما يحاولان اصلاح العلاقات التي توترت بعد هجمات 11 سبتمبر عام 2001 والغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق في عام 2003.
وفي اطار ترتيبات جديدة لامن النفط اعلن عنها امس قال البيت الابيض ان الدولتين الحليفتين ستبرمان اتفاقية بشأن التعاون الحدودي بين وزارة الداخلية السعودية والحكومة الاميركية لكنه لم يذكر تفاصيل.
وبخلاف اتفاقيات التعاون بشأن الطاقة النووية وامن النفط قال البيت الابيض ان السعودية وافقت على الانضمام الى مبادرتين عالميتين احداهما لمكافحة الارهاب النووي والثانية لمكافحة انتشار اسلحة الدمار الشامل.
صفقة أسلحة
ويتطلع الجانب السعودي الى الحصول على تأكيدات بالتزام بوش بتمرير صفقة اسلحة اميركية قيمتها 1.4 مليار دولار في الكونغرس الذي تسيطر عليه المعارضة.
وهدد الديموقراطيون بعرقلة الصفقة لوضع ضغوط على السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم لزيادة انتاج النفط.
وأنحى اعضاء «أوپيك» باللوم في ارتفاع اسعار النفط على المضاربات وليس بسبب أي نقص في المعروض.
ويسافر بوش الى مصر في مطلع الاسبوع للاجتماع مع الزعماء الفلسطينيين.
ويرغب بوش في التوصل الى اتفاق قبل ان يغادر البيت الابيض في يناير لكن ينظر الى هذا الموعد الى حد بعيد على انه غير واقعي.
كما يريد ان تعزز السعودية والدول العربية الاخرى العلاقات مع العراق وهو امر كانت هذه الدول عازفة عنه منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة واعترضت عليه كثير من الدول العربية.