واشنطن - أحمد عبدالله
ألقى غوردون برادلي المستشار الانتخابي السابق للرئيس بيل كلينتون محاضرة امام عدد من الصحافيين بالعاصمة الاميركية واشنطن عرض فيها رؤيته لمسار السباق الرئاسي في الشهور المقبلة، لاسيما ما يتصل بالمعركة المحتدمة داخل المعسكر الديموقراطي بين هيلاري كلينتون وباراك اوباما.
وتوقع برادلي ان تنسحب هيلاري من السباق هذا الاسبوع بعد ان تحكم اللجنة الخاصة التي شكلتها قيادة الحزب الديموقراطي للفصل في قضية ادراج نتائج ولايتي ميتشيغان وفلوريدا على نحو لن يحقق للمرشحة الديموقراطية ما تأمله.
وقال برادلي ان اللجنة التي تضم نحو 30 من القيادات الديموقراطية والتي من المتوقع لها ان تصدر حكمها اليوم بعد انتهاء مداولاتها التي بدأت امس لن تحقق لهيلاري ما تطمح اليه وان الانتخابات التمهيدية في بورتو ريكو التي تجرى اليوم ايضا، وفي مونتانا وساوث داكوتا التي تجرى الثلاثاء ستحسم السباق لصالح باراك اوباما «ونتوقع جميعا ان تنسحب هيلاري من الحلبة بعد ذلك اي ربما مساء الثلاثاء او صباح الاربعاء» حسب قوله.
وقال برادلي انه لا يعمل لحساب الحملة الانتخابية لهيلاري ولا ينطق باسمها ولكنه اشار الى انه على صلة بالرئيس السابق بيل كلينتون، ويعمل برادلي الآن لحساب عدد من المؤسسات الاعلامية والبحثية الاميركية المتخصصة في السياسة الداخلية للولايات المتحدة.
معركة ميتشيغان وفلوريدا
وقال برادلي ان معركة التحكيم في قضية ادراج اصوات مندوبي ميتشيغان وفلوريدا هي معركة ذات ابعاد معقدة من ناحية علاقتها بلوائح الحزب الديموقراطي.
وشرح ذلك بقوله «لدى اوباما الآن 1984 مندوبا ولدى هيلاري 1782 مندوبا ويحتاج اي منهما الى 2025 مندوبا للحصول على ترشيح الحزب».
وتابع «يبلغ عدد مندوبي ميتشيغان وفلوريدا 368 مندوبا وقد اصدر الحزب حكما بعدم ادراجهم في مؤتمر دينفر في اغسطس، بعد ان تمسكا بعقد الانتخابات التمهيدية في كل منهما في يناير اي قبل الموعد الذي حدده الحزب، الا ان اللجنة القانونية للحزب اجازت من الناحية المبدئية النظر في ادراج نصف عدد مندوبي كل ولاية وعدم احتساب اصوات النصف الآخر كنوع من العقوبة».
واوضح برادلي ان اوباما امتنع عن اجراء اي جولات او جهود انتخابية في الولايتين وان هيلاري قامت بحملة محدودة في ميتشيغان.
وكانت النتائج في الولايتين قد منحت هيلاري 50% مقابل 40% غير محددي الاختيار في ميتشيغان علما أن اوباما لم يدرج اسمه في قائمة المرشحين بالولاية من الاصل مما يحمل على الاعتقاد بأن «غير محددي الاختيار» هم من ارادوا التصويت لاوباما ولكنهم لم يجدوا اسمه على القائمة.
اما في فلوريدا فان هيلاري حصلت على 50% فيما حصل اوباما على 37% وجون ادواردز على 14%، ولان ادواردز دعم اوباما فإن على مندوبيه التحول الى المرشح الاسمر بدورهم.
وبصفة عامة - حسب قول برادلي - فإن قيادة الحزب الديموقراطي في فلوريدا تصالحت على ان من الانصاف اعطاء نصف مندوبيها لهيلاري والنصف الآخر لاوباما.
اما في ميتشيغان فإن فريق هيلاري يقول ان من حقها الحصول على اصوات المندوبين الذين حصلت عليهم وليس من حق اوباما الحصول على اصوات «غير محددي الاختيار» اي الـ 40% الذين لم يتمكنوا من اختيار اوباما بسبب عدم ادراج اسمه في القائمة من الاصل.
حكماء الحزب
ويطرح حكماء الحزب في الولاية بقيادة السيناتور العجوز كارل ليفين حلا يقضي باعطاء هيلاري 69 صوتا واعطاء اوباما 59 صوتا الا ان ذلك لن ينقذ هيلاري التي تريد حرمان اوباما من اي صوت في الولاية بالمرة.
ويعتقد برادلي ان حصول هيلاري على ما تريد يعد «امرا بالغ الصعوبة ان لم يكن مستحيلا» حسب قوله ويعني ذلك ان نتيجة الانتخابات التمهيدية التي ستجري هذا الاسبوع ستحسم المعركة بين المرشحين الديموقراطيين.
وفي ذلك قال برادلي «من المتوقع ان يحصل اوباما على نحو 20 مندوبا من الانتخابات التمهيدية الثلاثة التي ستجري هذا الاسبوع حتى اذا خسرها جميعا وهو يحتاج الى ما مجموعه 41 صوتا ليحسم السباق ويعني ذلك من الناحية العملية ان اي حكم معقول ستتوصل اليه لجنة التحكيم سيضع اوباما فوق خط الفوز واذا قررت اللجنة الا تدرج فلوريدا ومتشيغان فان ذلك يعني ايضا فوز اوباما اذ سيكون سقف العدد المطلوب من المندوبين اقل.. انه سيفوز في كل الاحوال الا اذا استجابت لجنة التحكيم لطلب هيلاري بحرمان اوباما من كل اصوات ميتشيغان وهو امر لم اجد مسؤولا واحدا في الحزب يوافق عليه».
ولكن لماذا اذن خاضت هيلاري معركة التحكيم هذه؟ يرد برادلي على السؤال بقوله «كان في تصورها - ولايزال في تصورها حتى هذه اللحظة - ان الحزب الديموقراطي سيخسر المعركة الانتخابية في نوفمبر لو اختار اوباما مرشحا عنه».
وقد راهنت هيلاري على ان حكماء الحزب سيرون ذلك بمرور الوقت وسيجدون في التحكيم مخرجا من الحرج الذي يشكله انقسام قاعدة الحزب ومن ثم فإنهم سيوافقون على وجهة نظرها بعدم احتساب مندوبي اوباما.
ولكن تحرك المندوبين الكبار واحدا بعد الآخر تجاه اوباما ادى الى خسارتها لذلك الرهان.
ويعتقد برادلي ان فرصة هيلاري في الفوز بالانتخابات النهائية كانت اكبر من فرصة اوباما قائلا: «لقد فازت هيلاري بكل الولايات ذات الكثافة السكانية الكبيرة اي ذات المقاعد الاكثر في الكلية الانتخابية وفاز اوباما في الولايات التي تصوت اغلبيتها عادة للجمهوريين، ويقضي نظام الكلية الانتخابية بان تذهب مقاعد اي ولاية باكملها الى من يفوز فيها ولو بصوت واحد، ونحن نعرف ان هناك ولايات مغلقة على الجمهوريين بصورة تاريخية واذا فاز اوباما باغلبية اصواتها الديموقراطية فإن ذلك لا يعني انه سيفوز باغلبية اصواتها على وجه العموم اي ديموقراطية ومستقلة وجمهورية.
الحقيقة ان حساباتنا تقول ان اختيار اوباما يقلل من فرصة الديموقراطيين، المؤكد انه سيفوز باغلبية الاصوات في كل الولايات على وجه العموم ولكن النظام الانتخابي لا يحفل بذلك.
المهم ان يفوز في الكلية الانتخابية اي ان يفوز في الولايات التي لها مقاعد اكثر. ان امامه فرصة ولكنها بسبب نظام الكلية الانتخابية ستكون اقل من فرصة هيلاري».
وقال برادلي «لان هيلاري تعتقد ان اوباما سيخسر في نوفمبر فانها تتهيأ للتقدم للانتخابات في 2012 وهذا هو سبب استمرارها في الحملة حتى الآن، انها تخوض انتخابات 2012 وليس انتخابات 2008.
ان عليها ان تؤكد للجميع انها لم تكن السبب في خسارة اوباما ولذا فإنها ستؤيده بقوة في دينفر وفي نوفمبر».
الموقع الثاني
وردا على سؤال حول ما اذا كانت هيلاري ستقبل بالموقع الثاني على البطاقة قال برادلي «ما يقال هو ان الرئيس بيل كلينتون يريدها ان تقبل بالموقع الثاني وانا في الحقيقة لم اسمع منه ذلك ابدا ولكن هذا ما يتردد على اي حال.
الا انها ترفض ذلك وهي ترفضه حقا وليس من ناحية الانطباع الذي تريد ان تخلفه.
ولكنني رغم ذلك اعتقد انها ستضطر الى القبول بالموقع الثاني اذا عرض عليها من قادة الحزب اذ انها تخشى ان تظهر امام مؤيديها كما لو انها تخلت عنهم كما انها لا تريد ان تترك انطباعا بانها تسببت في فشل اوباما في الفوز في نوفمبر كما قلت».