في الوقت الذي يستمتع فيه باراك اوباما بانجازه التاريخي كونه اول مرشح اسود في انتخابات الرئاسة الاميركية، اسدلت منافسته هيلاري كلينتون امس الستار على معركة منهكة بعد ان اصبحت اول امرأة حتى الآن تصل لهذه المرحلة في سباق الوصول الى البيت الابيض.
حيث اعلنت سيناتور هيلاري كلينتون امس «دعمها الكامل» لمنافسها السابق باراك اوباما في السباق الى البيت الابيض ووقف حملتها، وقالت كلينتون وسط تصفيق الحشود وبعض صيحات الشجب في لقاء مع انصارها في واشنطن «علينا ان نضع طاقتنا وتعاطفنا وقوانا ونعمل كل ما في وسعنا لانتخاب باراك اوباما الرئيس المقبل للولايات المتحدة».
واضافت «اليوم اعلق حملتي واهنئ اوباما على فوزه، انني اعطيه دعمي الكامل».
وفي سياق متصل، اظهر استطلاع للرأي اجري بالولايات المتحدة انقساما في الرأي بين الاميركيين حول اوباما ومنافسه الجمهوري السيناتور جون ماكين.
فقد تفوق اوباما - في الاستطلاع الذي اجرته المؤسسة البحثية لشبكة «سي.ان.ان» الاخبارية الاميركية - بفارق بسيط على ماكين، حيث ابدى 49% من المستطلع آراؤهم تأييدهم للمرشح الديموقراطي، فيما اعرب 46% عن دعمهم للمرشح الجمهوري، وهو مايمثل عقدة احصائية نظرا لأن هامش الخطأ في الاستطلاع يبلغ 3%.
كما ان واحدا من بين كل خمسة من الناخبين الذين شملتهم عينة البحث اعترفوا بأنهم قد يغيروا رأيهم في المرشحين قبل اجراء الانتخابات في شهر نوفمبر المقبل.
وفي الوقت نفسه، اظهر الاستطلاع انه في حال اختيار اوباما للسيناتور هيلاري كلينتون لمنصب نائب الرئيس فإنهما سيحصلان على 52% من الاصوات، وذلك مقابل 46% للسيناتور جون ماكين اذا ما اختار حاكم ولاية ماساتشوسيتس السابق ميت رومني نائبا له.
اما في حال استبعد اوباما لهيلاري من هذا المنصب فإن 60% من مناصريها الديموقراطيين قالوا انهم يعتزمون التصويت لصالحه، بينما سيصوت 17% منهم لصالح ماكين وسيمتنع 22% عن الادلاء بأصواتهم في الانتخابات.
في سياق متصل، قال السيناتور الديموقراطي السابق عن ولاية كارولينا الشمالية جون ادواردز انه لن يكون رفيقا للسيناتور الديموقراطي عن ولاية ايلينوي باراك اوباما على بطاقة الحزب الديموقراطي الى الانتخابات الرئاسية الاميركية.
ونقلت صحيفة «الموندو» الاسبانية عن ادواردز لدى سؤاله عن احتمال ترشحه لمنصب نائب الرئيس الى جانب اوباما «لن افعلها مرة ثانية»، في اشارة الى محاولته غير الناجحة في عام 2004 عندما ترشح الى جانب السيناتور جون كيري في مواجهة الرئيس جورج بوش ونائبه ديك تشيني.
ويقوم ادواردز الذي كان حاول الفوز بتسمية الحزب الديموقراطي الى الانتخابات الرئاسية في العام الحالي قبل ان يعلن انسحابه من المعركة في يناير الماضي، بجولة في اوروبا والتقى امس الاول رئيس الوزراء الاسباني خوسيه لويس رودريغز زاباتيرو.
الى ذلك، اكد ناتان ديامنت مدير السياسة العامة لاتحاد تجمع اليهود المتشددين في اميركا ان الاتحاد اصيب بخيبة امل شديدة للتغيير في موقف السيناتور الديموقراطي المرشح المبدئي للانتخابات الرئاسية باراك اوباما حول القدس.
ونقل راديو «سوا» الاميركي امس عن ديامنت قوله «ان الجميع يفهم ان القول ان القدس يجب ان تبقى موحدة يعني انه ينبغي الابقاء على وحدة المدينة المقدسة تحت السيادة الاسرائيلية، كما هو الوضع منذ العام 1967».
من جانبه، رفض روبرت ويكسلر عضو الكونغرس الاميركي الديموقراطي من فلوريدا المقرب من الجالية اليهودية والذي يدعم اوباما منذ وقت طويل، فكرة ان تكون تعليقات اوباما قد ادت الى سوء فهم وقال «ان الجميع يعلم ان القدس ستكون مطروحة في مفاوضات المرحلة النهائية».
وكان اوباما قد تراجع امس الاول عن تصريح سابق له حول مصير القدس، قائلا «ان وضع المدينة يبقى احدى القضايا التي يجب ان يتفاوض حولها الفلسطينيون والاسرائيليون».
الصفحة في ملف ( pdf )