بيروت - عمر حبنجر
التشكيلة الحكومية تراوح مكانها، والرئيس فؤاد السنيورة اتصل امس مجددا بالعماد ميشال عون واعلن رفضه التعامل مع بعضنا بلغة الافخاخ، فيما اتهمته المعارضة بالتشاطر بينما القناعة اللبنانية العامة ذاهبة في اتجاه انتظار الضوء الاخضر الاقليمي الذي دونه شروط محلية واعتبارات خارجية لا مدى لها ولا حدود، ومن هنا فان الرهان يتجدد على اتصالات سيجريها الامين العام للجامعة عمرو موسى على هامش حضوره حفل زفاف ميساء نبيه بري كريمة رئيس مجلس النواب اليوم.
السنيورة وبعد الاطلاع على ردود فعل المعارضة حول زيارته للرئيس بري وطروحاته للعماد عون اجرى اتصالا هاتفيا آخر بالعماد عون صباح امس وقال: لا نريد ان نتعامل مع بعضها البعض بفكرة الافخاخ، مؤكدا التصميم على التعاون في كل المجالات.
وابلغ السنيورة الصحافيين ان الحكومة ستتألف لا محالة، وان الامور تسير بشكل طبيعي.
وفي دردشة مع الاعلاميين في السراي، قال: كل يوم تظهر لنا عقبة صغيرة ثم يتم تذليلها، لذلك ليس هناك من داع للتوتر وعدم العمل.
واشار الرئيس المكلف الى انه يعمل بكل جهد ويقوم بكل الاتصالات لتذليل العقبات.
وردا على اسئلة طرحت عليه حول موقف للمعارضة منشور في الصحف، قال: انا لا اؤمن بالديبلوماسية عبر الصحف، بل بالديبلوماسية المباشرة، واضاف: مع احترامي الشديد لها فإن الرسائل الصحافية اصبحت وسيلة لتوتير الاجواء.
وردا على سؤال آخر حول ان اتفاق الدوحة اعطى رئيس الجمهورية حقيبة وزارة الداخلية ولم يعطه الدفاع ايضا، قال: ان الحاجة الوطنية والامنية تقتضي ذلك، ولا اريد ان نتعامل مع بعضنا البعض بفكرة الافخاخ، اما تصوير الامور بان هناك افخاخا تنصب لبعضنا البعض فهذا لا يجوز، مؤكدا تصميمه على التعاون والتحاور في كل المجالات.
وحول ما اذا كان لمس اي استعداد لتنازل الرئيس بري عن وزارة الخارجية، قال: انا عرضت الخيارات ومازلت حتى الآن انتظر الرد.
ماذا دار بين بري والسنيورة؟
وكانت اذاعة «النور» الناطقة بلسان حزب الله نقلت عن مصادر الرئاسة الثانية بعض ما دار بين الرئيسين خلال الزيارة حيث سأل الرئيس بري الرئيس السنيورة كيف يكون للطائفة الشيعية في حكومة من 24 وزيرا خمس حقائب في حين يهبط العدد الى اربع حقائب في حكومة من ثلاثين وزيرا؟
واضاف بري: نحن لا نطالب بزيادة الحقائب الى ست، انما ما نطلبه هو ان تبقى حصة الطائفة الشيعية خمس حقائب كما كانت في حكومة الـ 24.
وتقول مصادر الرئيس بري انه لم يسمع جوابا عن ذلك، بينما اوضحت مصادر الاكثرية ان زيادة عدد الوزراء لا تعني زيادة الوزراء او الحقائب بل الذي حصل هو زيادة في عدد وزراء الدولة، اي الوزراء بلا حقائب، والذين وزعوا على الطوائف بالتوازي.
المطلوب حقيبة سيادية لعون
وذكرت صحيفة «الاخبار» ان رئيس مجلس النواب نبيه بري ابلغ الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة فؤاد السنيورة رفضه المقترحات الاخيرة التي تندرج في باب التشاطر الذي لا طائل منه، مشيرا الى ان مفتاح الحل هو ايجاد علاج لمسألة الحقيبة السيادية التي يطالب العماد ميشال عون بها وهي حق له.
ولفتت الى ان العقدة الفعلية في تسليم إلياس المر حقيبة الدفاع، وقالت الصحيفة ان المعارضة اقترحت انه اذا دعمت الموالاة بقاء المر في منصبه فلتحسبه من حصتها وتترك حقيبتي المال والداخلية للمعارضة.
ونقلت الصحيفة عن مصادر محسوبة على بعبدا قولها ان تمسك الرئيس سليمان بالمر لا يعني موافقته على تحول هذا التوزير الى مشكلة اذا اصطدم بعقبات من المعارضة التي لاتزال ترفض توزير المر في حقيبة الدفاع مع نفيها - اي المعارضة - ان يكون موقفها هذا من المر موجها ضد الرئيس ميشال سليمان.
صفير يأمل تشكيل الحكومة بسرعة
من جانبه، امل البطريرك الماروني نصرالله صفير بعد لقائه الرئيس ميشال سليمان امس مهنئا بالرئاسة ان تتشكل الحكومة وتبصر النور في اسرع وقت.
وقال للاعلاميين: لقد اطلعنا من الصحف على وجود صعوبات في تشكيل الحكومة، نأمل تذليلها وان يستأنف المعنيون عملهم في سبيل مصلحة لبنان واللبنانيين.
واشار البطريرك الى انه بحث مع الرئيس سليمان الوضع اللبناني عموما وليس الوضع الماروني على وجه الخصوص، وتمنى ان يبقى الشباب وغير الشباب في وطنهم في ظل وجود ما يطمئنهم ويفسح المجال امامهم للعمل.
ووصف البطريرك صفير علاقته بالعماد ميشال عون بالجيدة، كعلاقته مع كل الناس، واضاف: نحن نؤيد الحوار الذي يمكن الناس من التفاهم ويقلل من الخلافات، وتمنى ان يكون هناك توزيع عادل للحقائب السيادية والخدماتية.
الصفحة في ملف ( pdf )