بيروت
عمر حبنجر - داود رمال
المشاورات الرئاسية حول تشكيل حكومة الوحدة الوطنية أفضت الى اشاعة اجواء ايجابية، جعلت رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، يعبر عن ارتياحه، لأول مرة، بعد لقائه الرئيس ميشال سليمان، الذي نقل عنه رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد، قرب تشكيل الحكومة، في حين جدد عضو الكتلة النائب حسن فضل الله، انه لا حكومة دون رضا العماد ميشال عون.
وانضم منسق 14 آذار فارس سعيد الى المتفائلين بقرب تشكيل الحكومة، لكنه استبعد ان يحصل ذلك قبل النصف الاول من يوليو وتحديدا عشية زيارة الرئيس بشار الاسد الى فرنسا.
السنيورة: أنا أشد المتحمسين
الرئيس السنيورة وبعد لقاء تشاوري مع الرئيس ميشال سليمان امس في بعبدا ابلغ الصحافيين انه وللمرة المليون «أحب ان اؤكد اني من اشد المتحمسين لتشكيل الحكومة، ولن ندخر وسيلة وسنتغاضى عن كل الامور الجانبية التي ليس فيها مصلحة على الاطلاق، مركزين على القضايا الاساسية».
وردا على سؤال حول ما تردد عن تذليل العقبات في طريق تشكيل الحكومة، قال: لا استطيع ان اقول انه دمرت كل العقبات ولا استطيع ان اتوقع التشكيل خلال 48 ساعة، انما استطيع ان اقول ان الوضع اليوم افضل من ذي قبل.
وعن الحقائب السيادية التي تطالب بها المعارضة، وبالذات العماد ميشال عون، قال: ليس من حقيبة وزارية ملكا لطائفة أو فئة أو حزب، وعندما قلنا ذلك قال البعض اننا لن نتخلى عن وزارة المالية، وكان ردي: خذوا المالية «يا ليتهم يأخذون وزارة المال».
وسئل عن تأجيل شخصية عربية المجيء الى بيروت للمساهمة في معالجة الامور، فأجاب: على حد علمي ليس من آت الى لبنان الآن، وبالتالي لم يؤجل احد مجيئه.
وعن وزارة «الاتصالات» وتمسك الموالاة بها قال ان هذه الوزارة جزء من «باريس 3» الذي وفر للبنان الكثير، والالتزام بـ «باريس 3» يتناول الطاقة والكهرباء، واذا لم ندخل في طريق الاصلاحات الملحوظة باتفاق باريس 3»، فلا نستطيع المحافظة لا على الاستقرار، ولا على استمرارنا في الحصول على الدعم من الآخرين.
اتصالات ولقاءات سليمان
وكان الرئيس سليمان، واصل من جهته اتصالاته التوفيقية من اجل تشكيل الحكومة وسط جو من التفاؤل بحل المزيد من العقد.
وفي هذا الإطار التقى وفد كتلة الوفاء للمقاومة برئاسة النائب محمد رعد، كما استقبل النائب انطوان زهرا من القوات اللبنانية استكمالا للقاءاته مع العماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجية وغيرهما.
رعد للإسراع بتشكيل الحكومة
بدوره نقل رعد الى سليمان تحيات الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله مجددا تهنئته بانتخابه، مؤكدا على تعاون الكتلة ودعمها لمواقفه، ورد سليمان شاكرا لرئيس وأعضاء الكتلة تهانيه وحملهم تحياته الى السيد نصرالله، مؤكدا اهمية تضامن اللبنانيين والمساهمة في الحلول لمعالجة الأزمات الراهنة سياسيا واقتصاديا.
وركز على ان العدو الاسرائيلي هو المستفيد الاول من ضرب التجربة اللبنانية وما تمثله من خصائص ومميزات، مشيرا الى انه كلما وقعت خلافات بين اللبنانيين ارتاحت اسرائيل وشعرت بأنها تحقق اهدافها.
وأوضح رعد ان الكتلة طرحت جملة مواضيع سياسية منها ضرورة الاسراع في تشكيل الحكومة الجديدة، مبدين قلقنا من التأخير في ولادتها وما يتركه ذلك من تداعيات أمنية واقتصادية في ظل تفاقم الوضع المعيشي وتدني القوة الشرائية، وقد طالبنا بمعالجات سريعة لهذه المسائل ووجدنا لدى الرئيس كل تجاوب»، واعتبر ان «رئيس الجمهورية يتبنى موضوع المقاومة واهميتها منذ كان قائدا للجيش وهو جدد تأكيد ذلك خلال حديثنا معه».
جعجع متفائل
وفي هذا الوقت كان الرئيس فؤاد السنيورة يلتقي في السراي الكبير رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية سمير جعجع الذي توقع من السراي حلحلة قريبة لعملية تشكيل الحكومة، وهذا ما توقعه ايضا عضو كتلة التحرير والتنمية علي بزي، خلافا للأيام الماضية.
وتوقع جعجع «خرقا حكوميا ايجابيا خلال أيام، واوضح ان الرئيس المكلف يتلقى عروضا من هذه الجهة او تلك، وهناك بعض العروض المقبولة من جانبنا.
ونوه بالأجواء المتوافرة لدى القصر الجمهوري وحث على تبادل الوزارات.
النائب علي بزي (حركة أمل) تحدث بدوره عن ايجابيات على الصعيد الحكومي، واشار الى امكانية كبيرة لحسم الموضوع الحكومي قريبا وبشكل يرضي الجميع، على اساس التقدم الذي حققته الاتصالات.
من جانبه، توقع النائب سمير الجسر (تيار المستقبل) حصول حلحلة حكومية قريبا، مما سينعكس ايجابا على الوضع الأمني، وحث الجيش على اخذ دوره، رافضا نظرية الأمن بالتراضي.
الصفحة في ملف ( pdf )