Note: English translation is not 100% accurate
مسلمو بريطانيا يفتحون النار على جاك سترو
الخميس
2006/10/19
المصدر : الصحافة العالمية
السير سيريل تاونسيند
ردود الفعل لاتزال متواصلة حول تصريح جاك سترو رئيس مجلس العموم في مقال له نشر بصحيفة «لانكشاير تلغراف» التي تصدر في دائرته الانتخابية وطلب فيه من النساء المسلمات اللائي يترددن على مكتبه الاستشاري في الدائرة أن يقمن برفع الحجاب عن وجوههن قبل أن يتحدثن معه، وهو الأمر الذي يحدث عادة بحضور موظفة من المكتب.
كان التوقيت الذي اختاره سترو لكتابة ذلك التقرير يخلو تقريباً من الأخبار المثيرة، وهذا ما جعل وسائل الإعلام تهتم بتصريحه اهتماماً غير متوقع، وتصنع منه وجبة إعلامية دسمة.
وأنا شخصياً أعتقد أن وسائل الإعلام مُحقة في الاهتمام بهذا الموضوع، الذي قد يبدو بسيطاً في حين أنه في الحقيقة له تداعيات كبيرة، علاوة على أن التوقيت الذي جاء فيه يشهد تغيراً في طبيعة العلاقات بين الدولة المضيفة وهي المملكة المتحدة والجالية الإسلامية التي يزداد عددها باطراد حيث يقال إنه قد وصل الآن إلى ما يقارب 1.5 مليون نسمة.
وجاك سترو يتحرك في الوقت الراهن عبر حقول الألغام السياسية بحرص وحذر شديدين، نظراً لأن 20% من ناخبي دائرته في بلاكبيرن هم من الآسيويين المسلمين الذين يعتمد سترو على دعمهم في الانتخابات.
وكان جاك سترو قد أصبح وزيراً للخارج عندما استقال روبن كوك من المنصب بسبب غزو العراق ولكن الأمر تطلب منه فترة طويلة حتى تمكن من الوقوف على قدميه وأصبح صديقاً حميماً لكوندوليزا رايس وتمكن من لعب دور دولي رئيسي في التفاوض مع إيران بشأن سياستها النووية.
وهناك عدد من النقاط التي يبدي سترو الرغبة في مناقشتها وإبداء وجهة نظره بشأنها: فهو يقول أولاً: «إن أهمية اللقاء المباشر، عند المقارنة بالرسائل أو حتى بالمحادثة الهاتفية هو أنك تستطيع في اللقاء المباشر أن ترى ماذا يعني الشخص الآخر وليس فقط سماع ما يقول». وهو يعتقد أن ارتداء النقاب يجعل العلاقات الإيجابية الأفضل بين الجاليات أكثر صعوبة، وأن إخفاء الوجه هو بيان واضح عن الرغبة في إظهار الاختلاف والانفصال.
وفيما بعد، وفي حديث لإذاعة «بي.بي.سي» من لانكشاير تحدث سترو عن ذلك الموضوع وقال إنه: «موضوع يحتاج إلى مناقشة لأننا قادرون في مجتمعنا على التواصل، خصوصاً مع الأجانب، وذلك من خلال القدرة على قراءة تعبيرات وجوههم لأننا إذا لم نستطع قراءة وجوه الناس، فإن ذلك يؤدي إلى نوع من الانفصال».
وهو يوضح بجلاء أنه يدافع عن حق المرأة في ارتداء غطاء الرأس، وهو الأمر الذي أثير حوله لغط كثير في فرنسا خلال العام الماضي، كما يزعم أنه يفهم السبب الذي يجعل بعض النساء راغبات في تغطية رؤوسهن.
وفي الحقيقة أنني قد اندهشت بسبب ردود الفعل غير المتزنة على ما جاء في مقال سترو الذي أرى أن ما جاء فيه كان منضبطاً ومتروياً. وقد كشفت تلك الردود السريعة عن أن الجالية المسلمة منقسمة بشدة على نفسها بشأن موضوع الحجاب.
أما الجاليات غير الإسلامية فيمكن أن يقال إنها ـ في مجملها ـ قد أثنت على موقف سترو ووجهة نظره حول هذا الموضوع خصوصاً وأنه يلاحظ أن هناك زيادة في أعداد النساء اللائي يرتدين الحجاب في بريطانيا وهو الشيء الذي لا يلقى تقديراً من قبل أغلبية الناس، وإن كانت الإحصائيات تشير إلى أن أعداد من يرتدين الحجاب من النساء المسلمات تقدر بالآلاف فقط وأنها لا تزيد على ذلك.
أما في ويست مينيستر فإن ما يبدو هو أن المزاج العام يمر الآن بمرحلة تغيير. وموقف المملكة المتحدة اللين والليبرالي في نفس الوقت تجاه هذا الموضوع ينظر إليه الآن من قبل البعض على أنه يؤدي إلى تباعد الجاليات عن بعضها بعضاً أكثر من ذي قبل بدلاً من أن تتقارب فيما بينها تدريجياً كما هو مفترض، وهو أمر له مدلولات خطيرة على المدى الطويل.
اقرأ أيضاً