عواصم - خديجة حمودة
بدا الرئيس السوداني عمر البشير في اول ظهور علني له بعد توجيه اتهامات له بالابادة في دارفور، مرتاحا وواثقا من نفسه، وقد رقص في مناسبة وطنية احتفالية ورفع عصاه نحو السماء في تعبير عن الفرح وهتف امام انصاره «الله اكبر».
المدعي العام
وبعد ساعات من طلب المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو اوكامبو رسميا من قضاة المحكمة اصدار مذكرة توقيف في حق الرئيس السوداني بتهم التورط في جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية في دارفور، شارك البشير في احتفال لمناسبة المصادقة على قانون انتخابي جديد، وكأنه يوجه رسالة الى المحكمة مفادها ان الامور مستمرة على حالها.
وجلس الى جانبه نائب الرئيس علي عثمان طه ورئيس الوزراء سلفا كير، واستمع الرئيس السوداني الى خطابات عن الوحدة الوطنية، وكان بين الحضور عدد من الديبلوماسيين.
وارتدى البشير اللباس الابيض السوداني التقليدي.
ولم يدل باي خطاب، الا انه اكتفى بالهتاف «الله اكبر» وهو يحيي انصاره بعد الاحتفال الذي استمر ساعة.
وكان الاحتفال خاصا بالمصادقة على قانون انتخابي جديد وافق عليه البرلمان الاسبوع الماضي وسيسمح باجراء انتخابات السنة المقبلة بموجب اتفاق السلام الموقع بين الشمال والجنوب في 2005.
وتحدث الخطباء عن «لحظة تاريخية» ستسمح «بمصالحة الشعب السوداني».
الى ذلك وتحسبا من تداعيات الاتهام، بدأت الامم المتحدة سحب موظفيها من دارفور وسط مخاوف من اندلاع اعمال انتقامية، وبدأت بعثة قوات الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي المشتركة في إقليم دارفور «يوناميد» أمس إجراءات إجلاء 2700 موظف لها من الخرطوم وولايات دارفور الى مصر واثيوبيا، فيما أكدت بعثة الامم المتحدة «يونمس» استمرار نشاطها، واشارت لاتخاذها الاحتياطات الامنية التي تضمن سلامة رعاياها.
وكانت البعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الافريقي «يوناميد» بدأت أمس الاول في تجميع بعض عناصرها غير الأساسية المتمثلة في العناصر غير المسلحة «مراقبي الشرطة المدنية والموظفين الدوليين غير الأساسين» من جميع قطاعات البعثة الفرعية البالغ عددها 33 قطاعا بولايات دارفور الثلاث وتجميعهم في القطاعات الثلاثة الرئيــسية بمدن الفاشـــر ونيـــالا والجـــنينة توطئة لنقلهـــم إلى خــارج البلاد.
لكن الحكومة السودانية اعتبرت خطوة «يوناميد» الرامية لإجلاء موظفيها خارج البلاد «احادية والحكومة ليست طرفا فيها».
واوضحت ان «قوة يوناميد لا تنسحب، فالقوات ستبقى على الارض وستتواصل عمليات الاغاثة»، فـــي اشارة الى القوات العسكـــرية في بعثة حفــظ الســــلام التـــي لم ينتـــشر الا ثلثـــها.
التطورات الاخيرة
في هذه الأثناء، حذر وزير الخارجية المصري احمد ابوالغيط أمس من «خطورة التعامل غير المسؤول» مع الاوضاع في السودان بقوله: «نحذر من خطورة التعامل غير المسؤول مع الاوضاع في السودان ومما يمكن ان تسفر عنه التطورات الاخيرة من انفلات للاوضاع الامنية وزعزعة الاستقرار السياسي في السودان بشكل عام وتداعيات ذلك على اقليم دارفور على وجه الخصـــوص».
واعتبر ابوالغيــط ان التسوية السياسية لأزمة دارفور هي الضمان الحقيقي الوحـــيد لتـــحقيق العـــدالة.
من جانبها أكدت جامعة الدول العربية ان قرار المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية بتوقيف الرئيس السوداني هو بمنزلة تهديد مباشر لأمن واستقرار السودان العضو في الــجامعة العربية.
وقال مبعوث الجامعة العربية الخاص بالسودان السفير صلاح حليمة في تصريح لـ «كونا» ان هذا الاتهام يعصف بفرص التسوية السلمية لمشاكل السودان وسيكون له آثاره السلبية على دول الجوار والمنطقة.