القاهرة - علاء عبدالحميد
مع اقتراب موعد تطبيق قانون المرور الجديد والذي يبدأ العمل به مطلع أغسطس المقبل تسود حالة من الارتباك وعدم الفهم لمواد هذا القانون لدى قطاع عريض من المصريين خاصة الذين يملكون سيارات، كما تسود لدى البعض مخاوف من أن هذا القانون سيكون سيفا مصلتا على رؤوس قائدي السيارات وأنه بمواده المتشددة سيكون نوعا من الجباية وجمع المليارات من الجنيهات لتتدفق على الخزانة العامة لوزارتي المالية والداخلية.
وأكد الخبراء أن مشاكل قانون المرور لن تنتهي، لأن العقوبات سواء المالية أم السالبة للحريات «الحبس» عديدة ومتفرقة وكثيرة، وطبقا لقاعدة إن الجهل بالقانون لا يعني أو يمنع من العقاب، فإن القانون سيصبح نافذا وفاعلا في غضون الأيام القليلة المقبلة.
وبالفعل بدأت المشاكل حتى قبل تطبيق القانون، حيث شهدت أسواق اكسسوارات السيارات إقبالا شديدا من أصحاب السيارات والسائقين لاقتناء المثلث العاكس وحقيبة الإسعافات الأولية والتي نص القانون على ضرورة وجودهما بالسيارة وتصل عقوبة المخالف إلى سحب رخصة القيادة مدة لا تقل عن شهر.
واستغل تجار اكسسوارات السيارات الوضع وتهافت المشترون عليهم وقاموا برفع سعر المثلث العاكس من 10 جنيهات إلى 150 جنيها وحقيبة الإسعافات الأولية أصبح يتراوح سعرها بين 30 و150 جنيها وهي في الوقت نفسه غير مطابقة للمواصفات التي حددتها وزارتا الداخلية والصحة.
وأمام هذه الأزمة وتصاعد شكاوى المواطنين منها قرر وزير الداخلية اللواء حبيب العادلي تأجيل تطبيق بند العقوبات الخاص بالمثلث العاكس وحقيبة الإسعافات ومنح السائقين مهلة ثلاثة أشهر إضافية لتوفيق أوضاعهم وعدم الخضوع لابتزاز تجار الاكسسوارات، مع إصدار التعليمات لأجهزة المرور في الوزارة بتوفير هذه الحقيبة بسعر 40 جنيها والمثلث بسعر 25 جنيها.
ووفقا للمواصفات التي حددتها وزارة الصحة فإنها يجب أن تكون مصنوعة من مادة معدنية غير قابلة للصدأ، يسهل حملها، محكمة الغلق، يمكن غسلها وتطهيرها، ويجب أن يتراوح وزن الحقيبة بين 2 و5 كيلوغرامات وتحتوي على 4 أربطة شاش، 4 أربطة ضاغطة، 5 «باكت» شاش معقم للجروح، 5 «دريسنج» معقم، 5 «باكت» شاش فازلين للحروق، 5 «باكت» شاش معقم للعين و100 جرام قطن طبي.
كما يجب أن تحتوي تلك الحقيبة على بكرتين بلاستر لاصق ومقص صغير وسائل مطهر بيتادين مطهر للجروح، 5 أطقم قفازات طبية، رباطي مثلث لكسور عظمة العضد والترقوة، وملاية حروق وكيس ثلج ينشط بالفرك وبطارية إضاءة حجم متوسط.
ولعل ما يعزز الاعتقاد بأن الهدف من القانون هو جمع أكبر قدر من النقود هي حملة الدعاية الكبرى لقانون المرور سواء عبر وسائل الإعلام، أم التي يشارك فيها بعض نجوم الفن مثل يسرا وهشام سليم، وكلها تصب في خانة الترويج للقانون ودعوة المواطنين للانصياع له، وسيكون المحك الرئيس لاختيار تعديلات قانون المرور الجديد هو شهر رمضان المقبل، بعد شهر تقريبا، حيث يزداد الازدحام، وستكون فترة الشهر كافية للحكم على القانون والحملة المكبرة للترويج له.
من جانبه كشف اللواء سراج فرغلي مدير مرور العاصمة عن أنه ستكون هناك إشارات ضوئية لتصوير السيارات التي تتخطى الخطوط وكاميرات لمراقبة وضبط المخالفين للقانون الجديد.
وأكد أن القانون الجديد سيعيد الانضباط للشارع المصري، وأضاف أن المخالفات سيتم سدادها 50% من قيمة الحد الأدنى لها إذا ما قام بالسداد خلال ثلاثة أيام، وإذا قام بالسداد خلال أسبوع سيرد الحد الأدنى لقيمتها على أن يقوم بسداد الحد الأقصى في حالة قيامه بالسداد بعد أسبوع أو أكثر.
وعن اللوحات الجديدة، أكد أنها ستكون متوافرة وأنها غير قابلة للتزوير، وستستخدم الحروف والأرقام معا.
صفحات شؤون مصرية في ملف ( pdf )