بيروت – عمر حبنجر
المساجلات النارية التي حفلت بها الحلقتان الثانية والثالثة من جلسات مناقشة البيان الوزاري لحكومة الوحدة الوطنية، تخطت عبر الكلمات التي وردت على ألسنة المعارضة والموالاة في بعض الاحيان قواعد الاجتماع والسلوك السياسي والاخلاقي بيد ان اجواء الحلقة الرابعة مساء امس اتسمت بهدوء افضل.
ولم يستطع رئيس مجلس النواب نبيه بري البقاء خارج المعمعة، اذ ذاك، خصوصا في سجاله مع النائب نايلة معوض حول ما يحق لنواب الأكثرية وما لا يحق لهم ان يطرحوه في جلسات المناقشة.
اما ذروة الكلام المباح فقد جاء على لسان عضو كتلة الوفاء للمقاومة علي عمار في رده على النائب الاكثري الياس عطاالله عندما كان الاخير يتحدث عن سلاح حزب الله، حيث قال له: طهر نيعك، حزب الله يشرفك ويشرف اسيادك، وهذا الكلام الذي يقوله عطاالله ممنوع، وكان ثلاثون نائبا تحدثوا حتى جلسة مساء اول من امس من اصل ستين طلبوا الكلام، وقد سعى الرئيس بري الى تقليص العدد المتبقي من خلال اختصار الكلمات او سحب بعض ممثلي الكتل طلباتهم بأمل ان تنتهي المناقشات ويجري التصويت على الثقة اليوم، بدلا من الغد بعد سماع رد رئيس الحكومة على مداخلات النواب.
والبارز في مداخلات مساء السبت اعلان النائب السيدة صولانج الجميل حجبها الثقة عن الحكومة بينما اعلن النائب غسان تويني ان موقفه من الثقة رهن معرفته بكيف ممكن ان يتطور الجدل، خصوصا في كيفية تصدي الحكومة للمشاكل والتزامها تنفيذ الوعود.
وغلب الاتجاه لدى قوى 14 آذار نحو التصويت بورقة بيضاء او الامتناع عن التصويت لحكومة الوحدة الوطنية، احتجاجا على سلوك المعارضة بعد اتفاق الدوحة، في حين قرر النائب الياس عطاالله الامتناع عن التصويت.
فقد اظهرت المناقشات النيابية في يومها الثاني حجم الانقسام السياسي المستمر بين الموالاة والمعارضة، رغم التقائهما في حكومة الوحدة الوطنية.
التوترات التي رافقت المناقشات على خلفية احداث السابع من مايو في بيروت والجبل والبقاع والشمال لن تؤثر على حجم الثقة المنتظر منحها للحكومة التي تجمع النقيضين.
وكان نواب المعارضة قاطعوا كلمات نواب تيار المستقبل في جلسة قبل الظهر، ولدى انتقاد النائب مصطفى علوش منطق «البلطجة» بدل منطق المؤسسات اعترض نواب امل وحزب الله وطلب الرئيس بري شطب كلمة بلطجة من المحضر ودخل في سجال طويل مع النائب نايلة معوض، كما طلب شطب عبارة «الكذبة التاريخية» التي تقول ان لبنان وسورية شعب واحد في بلدين، حسب النائب علوش، كما شطب كلمة «احتلال العاصمة» التي وردت على لسان النائب عمار خوري في معرض الحديث عن الاعتصام في وسط العاصمة، واعترضت النائبة نايلة معوض على عدم ترك النائب ليعطي رأيه بحرية ودخلت في جدال مع رئيس المجلس حول «احتلال» الوسط التجاري الذي اعتبره الرئيس بري اعتصاما.
النائب صولانج الجميل قالت بشأن رفض المعارضة لعبارة في كنف الدولة التي اقترحها الوزير نسيب لحود ان عدم ورودها في البيان الوزاري جعلني اشكك في بعض بنود هذا البيان، حتى ولو اشار في بعض فقراته الى مرجعية الدولة، ان اي سلاح خارج شرعية الدولة اللبنانية هو اشد الاخطار على استقلال الدولة واستقرارها لذلك قررت حجب الثقة عن الحكومة.
النائب ابراهيم كنعان (التيار الوطني الحر) استغرب اعتبار كلام العماد ميشال عون عن التوطين عنصرية وجريمة لا تغتفر.
وقدر النائب بطرس حرب مسعى الرئيس بري لئلا تتحول المناقشات الى صدامات، ملاحظا ان هذا المسعى لامس حق النائب بأن ينطق بما يريده ويتحمل مسؤوليته.
اما النائب عاطف مجدلاني (المستقبل) فقد شبه الحكومة بالمولود الذي لقح اصطناعيا.
بدوره، الرئيس بري لاحظ ان كل طرف يرى الوطنية من زاويته، مما سيؤدي الى انه بالكاد تستطيع الحكومة اجراء الانتخابات النيابية، وعلينا مسؤولية في مجلس النواب، خلال الشهور العشرة المتبقية وهي مسؤولية لا تقل عن مسؤولية الحكومة.
من جانبه، عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله اكد في احتفال لحزب الله في صور امس بمناسبة ذكرى حرب يوليو 2006 ان من حق المقاومة امتلاك اي سلاح لمواجهة العدوان الاسرائيلي.
وفي غمز لقناة رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، والخاتمة التي ادخلها على البيان الوزاري قال فضل الله: ان من ينطق باسم مجلس الوزراء عليه ان يلتزم بنص الدستور، ولا يتلاعب به، ولا يخرج عما يقرره مجلس الوزراء، لأنه لم يعد مسموحا في لبنان بالمغامرة بقرارات تستهدف المقاومة ولا للمقامرين بان يقامروا ببلدهم ولم يعد مقبولا تجاوز الدستور والصلاحيات وعمل المؤسسات.
لكن نائب رئيس القوات اللبنانية جورج عدوان اعتبر في خطاب له باحتفال للقوات في بلدة الرميلة (ساحل اقليم الخروب) امس ان الرهان على اعادة التسلح انتحار للبنان.