هدى العبود – دمشق
قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم في رده على سؤال لـ «الأنباء» عن وجود آلية محددة بشأن ملف المفقودين السوريين واللبنانيين: توجد آلية ولجنة مشتركة من قضاة نزيهين من البلدين، والمطلوب أن يفعلوا عملهم وأن يتعاونوا مع الأجهزة المختصة في البلدين وأن يقدموا دوريا نتائج أعمالهم.
وأضاف المعلم في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره اللبناني فوزي صلوخ عقد ظهر امس في قصر الشعب بدمشق: يجب الفصل بين موضوع المفقودين وموضوع المحكومين والمسجونين، وأنا أتحدث عن المفقودين لأن المسجونين لديهم تعامل آخر يحتاج إلى اتفاق بين وزارتي العدل، وموضوع المفقودين بحث بالتفصيل واتفق على آلية وستفعل هذه الآلية.
وقال: هذا الموضوع شائك ومعقد والبحث فيه يحتاج إلى فتح قبور جماعية داخل لبنان وفي البحر والنظر إلى من سلم بعض اللبنانيين إلى إسرائيل إبان الحرب الأهلية، لذلك يجب أن يبحث هذا الموضوع وأن نصل إلى حل فيه بعيدا عن تسييسه، نبحث فيه في بعده الإنساني، ولذلك اتفق بين الرئيسين على تفعيل وتسريع عمل اللجنة.
وفيما يخص ترسيم الحدود بين البلدين قال وزير الخارجية السوري: هذا الموضوع طرح خلال القمة طرح بإسهاب، ونحن عندما نقول ترسيم الحدود، يتفق الجانبان على الأولويات في المناطق التي يجب ترسيمها ويتم ترسيمها وإحياء اللجان المشتركة التي قامت بين البلدين لترسيم الحدود، مؤكدا أن وجود لجان لايعني أننا نريد قبر ما اتفق عليه، بل على العكس اللجان شيء طبيعي إذ لا يعقل أن تصدر عن الرئيسين تفاصيل كيف ترسم الحدود.
وقال المعلم في رده على سؤال عن الموقف الأميركي المرحب بتطور العلاقات بين سورية ولبنان: أؤكد ان موضوع العلاقات السورية اللبنانية هو محض إرادة سورية لبنانية، أما أن يراه الآخرون خطوات إيجابية فهذا شيء مرحب به «إن الله يهدي من يشاء».
وبشأن التنسيق السوري اللبناني على صعيد المفاوضات غير المباشرة بين سورية وإسرائيل قال الوزير المعلم: سيتم إطلاع الأخوة في لبنان على أي تطور يحصل في هذه المفاوضات إلى أن تصبح (إذا أصبحت) القاعدة.
وعن إمكانية زيارة مسؤولين لبنانيين إلى سورية قال الوزير السوري الباب مفتوح ونحن نتعاون ونتعامل مع حكومة وحدة وطنية، وعلى هذا الأساس أهلا وسهلا، وأضاف: قلب سورية كبير ومن يرغب بالدخول إلى قلب سورية أهلا وسهلا لافتا إلى وجود تصريحات «بان هناك من لا يرغب بزيارة سورية، وأنا لا علم إن كانت الدعوة وجهت إليه لأن يزور إلى سورية».
من جهته وصف وزير الخارجية اللبناني فوزي صلوخ القمة السورية اللبنانية بالناجحة بكل معاني الكلمة وبكل ما تضمنته من محادثات ومباحثات ومناقشات، وقال صلوخ: القمة خطوة كبيرة إيجابية من أجل مستقبل لعلاقات ممتازة ومميزة، وعلى الأخص عودة العلاقات الطبيعية بين البلدين الشقيقين إلى المجاري الأصيلة التي تربط بينهما.
وأضاف صلوخ: لقد أنيط بي وبزميلي الوزير المعلم تنفيذ هذا القرار الهام الذي اتخذ، وهناك آليات يجب أن ينفذها، وسيتخذ مجلس الوزراء اللبناني الخميس القادم قرارا بإنشاء العلاقات بين البلدين وبعد أسبوع سنقوم بالإجراءات اللازمة مع وزارة الخارجية السورية حتى يتسنى للوزيرين تنفيذ ما اتفق عليه.
وفي رده على سؤال للأنباء حول مستقبل المجلس الأعلى السوري اللبناني قال: هناك أمثلة قائمة وليس المجلس الأعلى السوري اللبناني هو الوحيد، فهناك مجلس التعاون الخليجي وهناك تبادل سفارات وبعثات ديبلوماسية بين أعضاء المجلس وهناك أمانة عامة.
وعن المفاوضات مع اسرائيل قال صلوخ: ليس للبنان حاليا مصلحة في مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة مع إسرائيل لأن القضايا العالقة بين لبنان وإسرائيل تحكمها قرارات الأمم المتحدة، وعندما نرى أن هناك ضرورة من أجل المفاوضات عندئذ ندرس الأمر من جميع جوانبه ونأخذ القرار المناسب.
وكان رئيس المجلس الأعلى السوري اللبناني نصر الخوري تلا في بداية المؤتمر الصحافي بيانا جاء فيه: أجرى الجانبان مباحثات تناولت العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات وأكدا حرصهما على تعزيزها وتطويرها بما يخدم مصالح البلدين والشعبين.
واشار الجانبان الى ان التطورات الايجابية على الساحة اللبنانية ولاسيما بعد اتفاق الدوحة الذي وضع لبنان على طريق الوفاق الوطني بما يحفظ أمنه واستقراره.
وفي هذا الصدد أكد الجانبان أهمية دعم اتفاق الدوحة بما في ذلك الحوار الوطني اللبناني الذي سيستأنف برئاسة رئيس الجمهورية اللبنانية وذلك تأكيدا على دوره كرئيس للدولة ورمز لوحدة الوطن.
وأضاف البيان أن الجانبين يؤكدان التزامهما بالعمل على ترسيخ علاقات سورية لبنانية تقوم على الاحترام المتبادل لسيادة كل منهما، والمحافظة على العلاقات الأخوية المميزة بين البلدين عبر الوسائل التي تلبي آمال وتطلعات الشعبين وتعميق أواصر التعاون و التنسيق بينهما.
وسعيا لتحقيق هذا الهدف اتفق الرئيسان السوري واللبناني على مايلي:
إقامة علاقات ديبلوماسية بين البلدين على مستوى السفراء وفقا لما جاء في الإعلان الخاص الذي صدر بدمشق أول من أمس.
استئناف أعمال اللجنة المشتركة لتحديد وترسيم الحدود اللبنانية - السورية وفق آلية وسلم اولويات يتفق عليهما بين الجانبين وبما يخدم الغاية المرجوة من قبلهما على أن يصار إلى اتخاذ الإجراءات الإدارية والتقنية اللازمة للمباشرة بذلك.
والعمل المشترك من اجل ضبط الحدود ومكافحة التهريب وجميع الأعمال المخالفة للقانون من خلال السلطات المعنية لدى البلدين وذلك بتنسيق الإجراءات على جانبي الحدود ووضع آليات ارتباط واتصال سريعة ودقيقة لهذا الغرض تتولى عملية المتابعة اليومية.
وتفعيل وتكثيف أعمال اللجنة المتعلقة بالمفقودين من الطرفين واعتماد الآليات الكفيلة بالوصول إلى نتائج نهائية بالسرعة الممكنة بما في ذلك إطلاع الجهات المعنية بشكل وثيق على مجريات التقدم المحرز في هذا المجال.
مراجعة الاتفاقيات الثنائية القائمة بين البلدين بصورة موضوعية ووفق قناعات مشتركة بما ينسجم مع التطورات الحاصلة في العلاقات بين البلدين ويستجيب لمصلحة الشعبين.
والعمل على اتخاذ الإجراءات اللازمة بهدف تفعيل التبادل التجاري وتامين مقومات التكامل الاقتصادي وإقامة سوق اقتصادية مشتركة توفر مجالا حيويا للتبادل الحر للسلع والأموال والأفراد على طريق تفعيل تنفيذ اتفاقية التيسير.
وتطرق الجانبان إلى الأوضاع الإقليمية ببحث مستفيض، حيث جددا التزامهما بالعمل العربي المشترك والسعي لتحقيق التضامن العربي الفعال، خاصة في ضوء الدور الذي تضطلع به سورية في رئاسة القمة.
وأكدا على أهمية التنسيق بين البلدين في القضايا السياسية ولاسيما الصراع العربي الإسرائيلي انطلاقا من أن حالة عدم الاستقرار في المنطقة تعود إلى استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية.
وفي هذا الصدد شدد الجانبان على ضرورة تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة وفقا لقرارات الشرعية الدولية، ومرجعية مدريد، ومبادرة السلام العربية بما يضمن استعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه المشروعة بما في ذلك التأكيد على حق العودة ورفض التوطين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وانسحاب إسرائيل من الجولان السوري المحتل حتى خط الرابع من حزيران 1967، ووضع حد لاستمرار إسرائيل في انتهاكها الفاضح لسيادة لبنان وسلامته الإقليمية، حيث أكد الجانبان ضرورة انسحاب إسرائيل من مزارع شبعا وتلال كفر شوبا والجزء الشمالي من الغجر كما تقضي قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
وحول العراق أكد الجانبان: دعمهما لوحدة العراق أرضا وشعبا، وتأيدهما للعملية السياسية القائمة فيه بما يضمن مشاركة جميع مكونات الشعب العراقي، ويؤدي إلى خروج القوات الأجنبية منه وفقا لقرارات الجامعة العربية.
وأعرب الجانبان عن حرصهما على استمرار التنسيق والتشاور بينهما وتبادل الزيارات، حيث وجه الرئيس ميشال سليمان دعوة لزيارة لبنان للرئيس بشار الأسد الذي وعد بتلبيتها، وأن يتم الاتفاق على موعد الزيارة بالطرق المناسبة.
تغطية خاصة في ملف ( pdf )