بيروت – عمر حبنجر
يطل هذا الأسبوع على لبنان بسلسلة من الاستحقاقات، ابرزها التقنيات العسكرية والأمنية والادارية اضافة الى المراكز الشاغرة والتي ستشكل دفعا لحكومة الرئيس فؤاد السنيورة الذي فاجأ اللبنانيين بالنبأ السار من الاسكندرية بعد لقائه الرئيس حسني مبارك ورئيس الوزراء احمد نظيف، المتعلق بقرب وصول الكهرباء والغاز المصريين الى لبنان عبر الأردن وسورية.
واستمر لقاء السنيورة مع الرئيس مبارك زهاء ساعة، قال خلاله الرئيس المصري ان تطور الأوضاع في لبنان ايجابي مشددا على ضرورة البناء على هذا التطور لتعزيز مسيرة الاستقرار.
اما الرئيس السنيورة فتمنى على الرئيس مبارك ان تساعد بلاده لبنان في انجاز ملفي الطاقة الكهربائية والغاز. وبادر الرئيس مبارك الى الطلب من رئيس وزراء مصر انهاء هذين الملفين لأن هذا الأمر أولوية بالنسبة الينا، وقد ترك هذا التوجيه اثره في محادثات الوزراء اللبنانيين والمصريين.
وعلمت البعثات الاعلامية المواكبة لرئيس الحكومة ان الوصلة الأخيرة لخط نقل الطاقة من مصر الى لبنان عبر الأردن وسورية قد تم ربطها يوم السبت، وبالتالي لم تعد هناك معوقات تقنية في طريق حصول لبنان على الكهرباء من مصر، وبالتالي لم تعد هناك معوقات تقنية لذلك، وتبقى مسألة التسعيرة، وسيعقد اجتماع للدول المعنية في الأردن نهاية الشهر لهذه الغاية.
على صعيد الغاز قالت مصادر الوفد اللبناني ان انبوب الغاز المصري وصل الى سورية قبل شهرين وبدأت عملية الضخ التجريبي مع سورية وستستمر شهرا تمهيدا لنقل الغاز الى معمل دير عمار في شمال لبنان، وقد تجاوبت مصر مع طلب لبنان زيادة كميات الغاز المصدرة اليه من 600 مليون متر مكعب سنويا الى ما يوازي 20% من هذه الكمية لاستخدامها في الصناعات الأخرى.
وفي موضوع العلاقات اللبنانية – السورية نقل عن السنيورة قوله ان لبنان يهدف الى استكمال الخطوات باتجاه اقامة علاقات ديبلوماسية مع سورية في غضون اسابيع.
ونقلت صحيفة الشرق الأوسط في عددها الصادر أمس عن السنيورة قوله: «سنعمل على انجازه (التبادل الديبلوماسي) خلال الاسابيع المقبلة».
من جانبه، قال وزير الخارجية فوزي صلوخ ان جلسة مجلس الوزراء ستقر التبادل الديبلوماسي مع سورية، وبعد اسبوع نجري الاتصالات اللازمة مع وزارة الخارجية السورية للتنفيذ.
أما ملف المفقودين او المسجونين في سورية فإن اللجنة المشتركة ستعقد اجتماعاتها في أسرع وقت.
وكانت قوى «المعارضة» اعتبرت مقررات القمة اللبنانية – السورية ايجابية فيما اعتبرتها الموالاة اقل من التوقعات، علما ان النائب سعد الحريري رئيس تيار المستقبل وصف تبادل السفراء بـ«الخطوة التاريخية».
وكان زوار الرئيس ميشال سليمان نقلوا عنه امس ان القمة هي البداية وليست النهاية. وذلك ردا على بعض الملاحظات.
وزير السياحة ايلي ماروني، كشف امس، ان الجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء كانت تضامنية واكدت قدسية الاعلام في لبنان.
واوضح لاذاعة صوت لبنان ان المقصود ليس ضبط الحرية الاعلامية انما الصورة اللبنانية المنقولة الى الخارج، تحتاج الى تنسق وعمل، كي لا تخرج الصورة وكأن لبنان بلد الرعب والموت.
ودعا ماروني بعض الوزراء المطالبين بضبط الاعلام الى البدء بأنفسهم وضبط اذاعاتهم وشاشاتهم. وقال انه كوزير كتائبي سيكون حارس هيكل الحرية الاعلامية والديموقراطية في مجلس الوزراء.
بدوره النائب علاء الدين ترو عضو اللقاء النيابي الديموقراطي أمل ان يترجم كلام السيد حسن نصرالله، الى خطوات ايجابية تطبق على الأرض اي عدم استعمال السلاح في الداخل، وان يسحب هذا السلاح نهائيا، لاسيما بعد احداث بيروت والجبل.
واوضح ردا على سؤال حول الاتصالات الجارية بين الحزب التقدمي الاشتراكي وحزب الله واللقاء المنتظر بين السيد حسن نصرالله والنائب وليد جنبلاط، قال ترو ان الاتصالات في سياق اللجان الأمنية ومهامها محصورة في هذا الاطار، لكن سيلتقي الجميع قريبا على طاولة الحوار. وفي موضوع الاستراتيجية الدفاعية شدد نائب الامين العام لحزب الله على أن هذه الاستراتيجية الدفاعية هي واحدة من نقاط مؤتمر الحوار الى جانب نقاط مركزية اخرى، ابرزها ابعاد لبنان عن سياسات المحاور الاقليمية والدولية.
واضاف في ندوة فكرية في الهرمل امس ان الحملة على المقاومة وسلاحها لا تغير حقيقة وجود احتلال.
واكد ان حزب الله سيعمل مع الحكومة التي تشكلت على اساس انها تمثل اطياف اللبنانيين. ونحن لا نتعاطى معها على اساس تقطيع الوقت.
من جهته، العلامة المرجع محمد حسين فضل الله، دعا المقاومة في لبنان الى الحفاظ على جاهزيتها التامة استعدادا لأي عدوان اسرائيلي محتمل، ورأى في التطورات الدولية الاخيرة سقوطا مروعا للأمم المتحدة، ودعا الشعوب لحماية نفسها والبحث عن بدائل.
ولفت فضل الله الى ان الاهداف التي أسست الامم المتحدة عليها سقطت بإقدام الدول الكبرى على احتلال دول اصغر في اشارة ضمنية الى ما يجري في جورجيا.
وزير الصحة محمد خليفة (امل) اكد من جهته، انه كفريق سياسي لن يلجأ الا إلى الحوار في اعادة بناء الدولة، ولن ننظر الى اي فريق على انه مهزوم، لأننا نريد بناء الوطن الذي لا يمكن بناؤه بنصف مهزوم ونصف منتظر.
ودعا في احتفال في النبطية الى الوقوف عند هواجس الجميع.
من جهته، النائب ايلي كيروز اكد ان ما تريده القوات اللبنانية هو بناء دولة تحتضن الجميع، ويتمثل فيها الجميع وتعطي لكل ذي حق حقه، ولا يعلو على دستورها دستور ولا على قانونها قانون ولا على سلاحها سلاح في اطار الاحترام المتبادل.
الصفحة في ملف ( pdf )