استهلت المحكمة الجنائية العراقية العليا امس أولى جلسات قضية «الأنفال» ضد الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين وستة من معاونيه.
ويمثل المتهمون السبعة أمام المحكمة بتهم ارتكاب جرائم إبادة جماعية في المنطقة الكردية شمالي العراق في نهاية الثمانينيات.
والمتهمون الستة بجانب الرئيس العراقي المخلوع هم: علي حسن المجيد، المعروف باسم علي الكيماوي، والذي كان يشغل منصب أمين سر مكتب الشمال لحزب البعث العربي ووزير الدفاع العراقي السابق سلطان هاشم أحمد، القائد العسكري للحملة، وصابر عبد العزيز الدوري، رئيس الاستخبارات العسكرية.
ومن بين المتهمين أيضاً، حسين رشيد محمد التكريتي، عضو القيادة العامة للقوات المسلحة العراقية والقائم بالعمليات، وطاهر توفيق العاني، عضو القيادة العامة لحزب البعث، محافظ الموصل في ذلك الوقت، وفرحان مطلق الجبوري قائد الحرس الجمهوري، ومسؤول الاستخبارات العسكرية في شمالي العراق. استهلت الجلسة بسؤال رئيس المحكمة، عبد الله العامري، للطاغية عن اسمه، ورد الأخير «ألا تعرف اسمي».
صدام «احترم قانون 1969 والدستور كاملاً وليس جزئياً. . لأنكم جالسين الآن أمامي تحت مظلة الاحتلال. . ومن حقي أن لا أجاوب» وطلب القاضي من كاتب المحكمة تسجيل اسمه صدام حسين، ورد الأخير مكملاً اسمه بالكامل معرفاً وظيفته برئيس الجمهورية والقائد الأعلى للجيش العراقي.
شرح قاضي المحكمة معنى كلمة «الأنفال» التي قال إن مصدرها هو القرآن وتعني الغنيمة. وتدخل صدام ليفسر معنى «الأنفال» بدوره، إلا أن القاضي طالبه بعدم المقاطعة.
ووجه قاضي المحكمة قرار الإحالة إلى صدام قائلا إنه يواجه ثلاث تهم هي: جريمة ضد الإنسانية وجريمة حرب وجريمة إبادة. وتجاهل صدام السؤال وعندما سأله القاضي مجدداً رد قائلاً «أتتحدث معي. .
قلت إن من حقي الصمت، فسكت» ورد متهكماً «إفادتي في هذا الشأن تحتاج إلى كتب». وبدأ رئيس الإدعاء العام جعفر الموسوي في سرد الظروف التي سبقت جريمة «الأنفال» وما تلاها من إجراءات.
واستهل مطالعته بتلاوة آية قرانية وشرح كلمة الأنفال التي قال إنها تعني «الغنائم في حروب مع غير المسلمين وان التسمية لا تنسجم مع واقع أبناء كردستان».
وقال الموسوي إن «جرائم الانفال انفردت بأحداثها من حيث الضحايا واختلاف أعمارهم وطريقة إبادتهم والتمثيل بهم واغتصاب النساء ونهش الكلاب لجثث الضحايا وعزل أطفال عن أمهاتهم وتعريض الضحايا لظروف تعجز الكلمات عن وصفها». واتهم الموسوي المتهمين السبعة باستهداف السكان المدنيين في كردستان وتدمير ممتلكاتهم والقضاء على جميع مظاهر الحياة في المنطقة.
وشرح بصورة عامة مجريات العمليات العسكرية وكيفية التنكيل بالقرى الكردية، من بينها، استخدام الأسلحة الكيميائية وتنفيذ اعدامات جماعية وتدمير القرى بعد حرقها.
<2>