واشنطن - أحمد عبدالله
اصبح السيناتور باراك اوباما بصفة رسمية مرشحا عن الحزب الديموقراطي الاميركي في السباق الانتخابي نحو البيت الابيض بعد ان حصل على اغلبية اصوات المندوبين الذين يحق لهم التصويت في عملية الاقتراع التي جرت اول من امس في مدينة دينفر بولاية كلورادو.
وبانتهاء عملية التصويت كان التاريخ الاميركي يسجل سابقة جديدة هي وصول أميركي من اصل افريقي الى المرحلة الاخيرة من السباق الرئاسي في نقطة تحول في مسار الولايات المتحدة منذ تأسيسها قبل قرابة القرنين وربع القرن.
وتدخلت هيلاري كلينتون بصورة لم تكن متوقعة بهدف «تحرير» مندوبيها من التزامهم بالتصويت لها وذلك قبل قرابة الساعة من بدء التصويت.
وجاء تدخل هيلاري في مبادرة تمضي في عكس الاتجاه الذي اقترحه مساعدوها وتفاوضوا بشأنه لمدة شهر كامل مع معسكر اوباما.
وكان الجانبان قد توصلا الى اتفاق يقضي بالتصويت على قائمة تضم الاسمين معا وتم توثيق الاتفاق بعد نقاشات صعبة تخللتها خلافات على ابسط التفاصيل.
بيد ان هيلاري ازاحت كل ذلك جانبا في لحظة التنفيذ وطلبت من مندوبيها اغفال اي اتفاقات والتصويت لاوباما.
ورغم ان الاسمين ظلا على القائمة بحكم الترتيبات المعدة مسبقا الا إن اصرار هيلاري جعل من تلك الترتيبات غير ذات موضوع.
وبدا ذلك واضحا حين ازف موعد تصويت وفد ولاية نيويورك التي تمثلها هيلاري في مجلس الشيوخ اذ طلب وفد الولاية تأخير موعد تصويته بسبب مقاومة بعض الاعضاء لضغوط هيلاري واصرارهم رغم كل شيء على التصويت لها.
وبعد تفاوض هيلاري مع الوفد ووفود اخرى اعلنت امام الجميع انها ستدلي بصوتها باعتبارها من المندوبين الكبار وان صوتها سيذهب الى اوباما ثم اعلنت انها «تحل» المندوبن من التزامهم بالتصويت لها.
وفي الرابعة وخمس واربعين دقيقة بعد الظهر بتوقيت دنفر طلبت هيلاري من قيادة المؤتمر اختيار اوباما مرشحا بالتزكية فيما كان بعض انصارها يبكون في قاعة المؤتمر.
وقالت هيلاري في طلبها «بعيون تركز على المستقبل وبروح الحفاظ على الوحدة وبثقة في حزبنا ووطننا لنعلن ان باراك اوباما هو مرشح حزبنا وانه سيصبح رئيسنا المقبل».
ومع انتهاء المؤتمر من عملية اعتماد ترشيح اوباما ممثلا للحزب الديموقراطي توالى المتحدثون في القاء خطبهم الى ان حانت لحظة القاء الرئيس السابق بيل كلينتون لكلمته التي جاءت لتمثل ذروة احداث اليوم الثالث من مؤتمرالحزب الديموقراطي.
فقد قوبل الرئيس السابق بعاصفة متصلة من التصفيق والهتاف وقدم مداخلة مستفيضة في الدفاع عن باراك اوباما.
وقال كلينتون لمستمعيه: «حين خضت الانتخابات عام 1992 قيل انني صغير السن وانني افتقد الخبرة الكافية.
هل يبدو ذلك مألوفا لكم اليوم؟» في تلميح لما يقال عن ان اوباما ايضا صغير السن ولا يتمتع بالخبرة الكافية.
وقد قدم كلينتون دعمه القوي لباراك.
وفي كلمة أعلن فيها موافقته على هذا الترشيح قال كلينتون أمام المندوبين الذين اكتظت بهم قاعة المؤتمر العام للحزب: «رفقائي الديموقراطيين أقول لكم.
باراك أوباما جاهز لقيادة أميركا واستعادة الزعامة الأميركية في العالم».
وحدد كلينتون مهمة الرئيس المقبل للولايات المتحدة في انهاض «الحلم الاميركي الذي تعثر خلال السنوات الماضية من حكم الجمهوريين» وفي اعادة بناء نفوذ الولايات المتحدة في العالم الذي تآكل خلال تلك السنوات.
وقال كلينتون انه واثق من ان اوباما هو الرجل المناسب لانجاز هاتين المهمتين.
ووجه كلينتون نقدا حادا للجمهوريين الذي اضعفوا الولايات المتحدة داخليا وحولوا الفائض في ميزانيتها الى عجز ضخم واستخدموا «مثل القوة بدلا من قوة المثل» واهملوا استخدام الديبوماسية مفضلين اللجوء الى القوة والتعاون الدولي والسياسة الفردية.
وألقى جوزف بيدن الذي يشغل الموقع الثاني على البطاقة الديموقراطية خطابا اوضح فيه ان اوباما قادر على شغل موقع الرئاسة.
واكد انه سيقوم بالتغيير الذي تحتاجه اميركا وحماية الامن القومي للاميركيين واضاف ان المرشح الديموقراطي سبق ان اقترح زيادة القوات في افغانستان ورفض ماكين ذلك الى ان الپنتاغون يتجه الآن الى زيادة القوات في افغانستان وانه سبق ان اقترح وضع جدول زمني للانسحاب من العراق ورفض ماكين ذلك الا ان جورج بوش يقبل الآن بذلك البرنامج الزمني.
وعقب القاء بيدن لكلمته ظهر اوباما على نحو غير متوقع ولمدة دقائق قليلة شكر فيها بيل كلينتون وزوجته وبيدن على دعمهم وطالب بان يصبح اليوم الاخير من مؤتمر الحزب يوما مفتوحا يشارك فيه الجميع بما في ذلك غير المسجلين في المؤتمر.