قطعت جورجيا علاقتها الديبلوماسية مع روسيا في الوقت الراهن، وذلك في اعقاب اعتراف موسكو باستقلال اقليمي ابخازيا واوسيتيا الجنوبية الانفصاليين.
وقالت مصادر الخارجية الجورجية امس انه من المقرر ان يتم سحب آخر الديبلوماسيين من روسيا اليوم.
وصاغ البرلمان الجورجي هذا القرار اول من امس وادان في الوقت نفسه «احتلال ابخازيا واوسيتيا الجنوبية».
من جهتها، اعربت وزارة الخارجية في موسكو عن اسفها ازاء هذا القرار.
إلى ذلك، أسفر اجتماع حول جورجيا، هو السادس خلال ثلاثة اسابيع، في مجلس الامن امس الاول، عن حوار طرشان جديد ولم يتوصل الى اي قرار ملموس.
ورفضت روسيا امس الاول الانتقادات الغربية حول تدخلها العسكري في جورجيا، ولكنها وجدت نفسها معزولة حيال اعترافها باستقلال اوسيتيا الجنوبية وأبخازيا.
ولم يقر أي مندوب في الجلسة الاعتراف باستقلال هاتين الجمهوريتين الجورجيتين الانفصاليتين ولم ينبث مندوبو الصين وڤيتنام الذين غالبا ما كانوا يقفون الى جانب روسيا خلال النقاشات في مجلس الامن، ببنت شفة.
وبعد أن ندد عدد من زملائه باستعمال بلاده القوة في جورجيا، سخر السفير الروسي فيتالي تشوركين من هذا الكلام، وذكر بالتدخل الاميركي في العراق وافغانستان.
ساعة العقوبات لم تحن
في غضون ذلك، صرح مصدر في الرئاسة الفرنسية ان القمة الاوروبية الاستثنائية التي ستعقد الاثنين في بروكسل لبحث الأزمة الروسية الجورجية لن تتبنى عقوبات في حق روسيا، مؤكدا «ان ساعة العقوبات لم تحن».
وقال المصدر ان المجلس الاوروبي سيقول ان اتفاق النقاط الست يجب ان يطبق بأكمله.
مادام لم يحدث ذلك، يبقى الاتفاق قيد المراقبة.
وكان يشير الى الاتفاق الذي رعاه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ووقعت عليه كل من موسكو وتبيليسي.
وأضاف المصدر: نحن لا نزال في مرحلة حوار مع موسكو، وليس في مرحلة عقوبات.
مؤكدا: بالطبع وقت العقوبات لم يحن بعد.
تحذير للناتو
الى ذلك، حذرت روسيا الاتحادية حلف شمال الاطلسي (ناتو) من مغبة التمادي في ممارسة الضغوط على موسكو والانزلاق نحو المجابهة.
وقال المتحــدث الرسمــي باسم وزارة الخارجية الروسية اندريه نسترينكو في تصريح امس ان «الانزلاق نحو المجابهة وممارسة الضغوط على روسيا سيؤدي الى عواقب وخيمة تنعكس على الوضع العسكري والسياسي في القارة الاوروبية بكاملها».
ودعا الى ضرورة مشاركة ممثلين عن اوسيتيا الجنوبية وابخازيا في المداولات الجارية في مجلس الامن الدولي.
واوضح ان من غير الممكن مناقشة النزاع في اوسيتيا الجنوبية وابخازيا من دون مشاركة ممثلين عن هاتين الجمهوريتين.
واضاف المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية ان حلف شمال الاطلسي تجاهل باستمرار ميثاق الامم المتحدة والقانون الدولي، ولا يملك «الحق الاخلاقي» ليتخذ موقع الحكم في القضايا الدولية.
البنود الستة
وفي السياق نفسه، صدر بيان من وزارة الخارجية الروسية يفيد بأن روسيا نفذت جميع البنود الستة التي نص عليها اتفاق وقف اطلاق النار بين الرئيسين الروسي ديمتري مدڤيديڤ والفرنسي نيكولا ساركوزي.
واضاف البيان: ان روسيا نفذت البنود الستة المدرجة في خطة مدڤيديڤ – ساركوزي لتسوية النزاع الجورجي – الاوسيتي.
واشار البيان الى انه تم سحب القوات الروسية، ويبقى جزء من قوة حفظ السلام الروسية في المنطقة الامنية المتاخمة لأوسيتيا الجنوبية وفقا للخطة.
التعاون العسكري
الى ذلك، اتفق الرئيس الروسي دميتري مدڤيديڤ خلال لقائه مع نظيره الطاجيكي امام علي رحمون امس على استخدام وزارة الدفاع الروسية لمطار «غيسار» العسكري، واعتبرا ان القاعدة العسكرية الروسية في طاجيكستان عاملا مهما لضمان الامن في المنطقة.
وذكر تلفزيون «روسيا اليوم» ووكالة الانباء الروسية «نوفوستي» ان الرئيسين الروسي والطاجيكي وقعا في ختام مباحثاتهما بيانا مشتركا اكدا فيه عزمهما على تعزيز التعاون بينهما في المجال العسكري والعسكري التقني لضمان الامن الوطني والاقليمي، وعلى تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في مجال الطاقة والسياسة الخارجية.