دمشق - هدى العبود
اختتمت في دمشق أمس أعمال القمة الرباعية التي ضمت الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وامير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ورئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الى جانب الرئيس السوري بشار الاسد الذي شكر تركيا معتبرا انها من الدول القليلة التي اهتمت بعملية السلام خلال الاعوام الماضية وهي الدولة الوحيدة التي نجحت في إطلاق المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل في ظروف كان يبدو فيها السلام بعيدا جدا حتى عن مجرد التفكير فيه.
وأشار الاسد إلى أن هناك تغييرات كبيرة تشهدها منطقة الشرق الأوسط في الآونة الأخيرة، وقال إن الهدف من عقد القمة الرباعية فى دمشق هو الوصول إلى الاستقرار، معربا عن أمله في أن يكون هناك دعم دولي لكي تتقدم عملية السلام على المسار الفلسطيني، مشيرا إلى أهمية حل جميع القضايا في منطقة الشرق الأوسط خاصة القضية الفلسطينية.
وأبدى الرئيس السوري ارتياحه للخطوات الإيجابية التي جرت في لبنان خاصة بعد مؤتمر الدوحة، مشيرا إلى أن هناك خطوات مازالت منتظرة من اللبنانيين في مقدمتها الحوار الذي يفترض أن يحل المشاكل الأساسية العالقة.
وأضاف «أن الخطوات الأساسية التي تمت كان جزء اساسي منها متعلقا بزيارة الرئيس ميشال سليمان إلى سورية، حيث تم الاتفاق على بدء العلاقات الثنائية، والآن الخطوات القانونية في هذا الإطار تسير قدما، وسيكون في يوم من الأيام بعد ان تنتهي هذه الخطوات سفراء بين البلدين».
واكد الرئيس السوري ان لا عودة للاستقرار في لبنان بدون القضاء على «مشكلة التطرف في شمال لبنان» الذي تدعمه «دول» لم يسمها.
وقال «اي شيء ايجابي في لبنان لا قيمة له دون حل مشكلة التطرف في شمال لبنان الذي تدعمه دول»، وتابع ان «الوضع في لبنان مازال هشا، نحن قلقون مما يحصل في طرابلس».
وعن الملف النووي الايراني، أكد الرئيس السوري أن الطرق السلمية هي الوسيلة الوحيدة لحل هذه الأزمة، قائلا «عبرنا أنا والرئيس ساركوزي عن رغبتنا في حل جميع القضايا بطرق سلمية».
وفيما يتعلق بالوضع في العراق أوضح الرئيس السوري أن الاوضاع لاتزال غير مستقرة في العراق مشيرا الى ان هناك موضوعين رئيسيين وهما موضوع كركوك والفيدرالية.
وحذر من ان موضوع كركوك سيكون القنبلة التي ستنفجر بين الاكراد وكل الطوائف الموجودة في العراق، مؤكدا ان الحل لن يتم الا من خلال اجراء حوار وطني ينتج دستورا ومؤسسات.
واذ شدد الأسد على ان الموضوع الأساسي الذي عقدت من اجله القمة الرباعية هو الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، أشار الى ان «الاستقرار يعني الحديث عن السلام»، مشيرا الى انه «لا يوجد استقرار دون حوار»، وأعلن ان سورية سلمت تركيا ورقة مبادئ عامة «تكون أساسا لمفاوضات مباشرة مع اسرائيل» وان بلاده تنتظر الرد الإسرائيلي عليها.
وتمنى الأسد وجود دعم دولي للمسار الفلسطيني ـ الإسرائيلي حتى يكون السلام بين الشعوب وليس فقط على مستوى الحكومات أو المفاوضين.
وشدد على ضرورة وجود الولايات المتحدة الأميركية كقوة كبرى في العالم لرعاية عملية السلام وايجاد ضمانات لها.
وقال الرئيس الأسد في رده على سؤال حول رعاية الولايات المتحدة لعملية السلام: طبعا دون حوار لا يمكن ان يكون هناك رعاية لأن الرعاية بحاجة الى آلية وثقة مع الأطراف المعنية، مؤكدا ضرورة الحوار الذي «لم ينجح حتى هذه اللحظة لذلك نحن نتحدث عن المفاوضات المباشرة في المرحلة المقبلة أي بعد الانتخابات الأميركية».
وكشف الاسد أن جولة «حاسمة» من المحادثات غير المباشرة بين سورية واسرائيل اجلت بسبب استقالة مفاوض اسرائيلي.
من جانبه أعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي استعداد بلاده «للقيام بكل الادوار لتحقيق السلام في المنطقة»، مضيفا أن الجانب الفرنسي يتعاون مع كل الأطراف من أجل أن تتقدم علمية السلام.
وتطرق ساركوزي الى دور الولايات المتحدة في عملية السلام، قائلا «إن فرنسا حليفة قوية للولايات المتحدة، وهناك ثقة متبادلة بين البلدين، ولكن بالنسبة للمسألة السورية ليس لدينا تحليل مشترك»، موضحا أن فرنسا تشجع سورية على تحقيق السلام مع إسرائيل، بالاضافة الى معرفتنا بأهمية الدور السوري فى ملفي لبنان وإيران.
وبشأن الرؤية الفرنسية لسورية بعدما أصبح لبنان نقطة ثقة والتقاء بين البلدين أكد ساركوزي أن فرنسا حريصة على استقلال وسيادة لبنان، مضيفا ان فرنسا وسورية يعملان معا لبناء الثقة وتجاوز أي خلافات.
واعتبر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في دمشق ان ايران «تجازف كثيرا» عبر محاولتها امتلاك السلاح النووي لان اسرائيل يمكن ان توجه «ضربة» اليها وستحل عندها «الكارثة».
وقال ساركوزي «ايران تجازف كثيرا عبر استمرارها في عملية الحصول على القدرة النووية العسكرية اذ يوما ما ومهما كانت الحكومة الاسرائيلية قد توجه اسرائيل ضربة» الى ايران، واضاف «الامر لا يتعلق بمعرفة ما اذا كان الامر مشروعا او ذكيا او لا.
ماذا نفعل عندها؟ ستحل كارثة ويجب تجنب حلول هذه الكارثة».
وفيما يتعلق بدور مجلس التعاون الخليجي ورؤيته الموحدة بشأن الملف الايراني، قال أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني «إن قطر تعمل بحكم رئاستها لمجلس التعاون الخليجي من أجل استقرار المنطقة وازدهارها، ونحاول إبعاد أي قوة تحاول تعكير صفو العلاقات بين دول مجلس التعاون الخليجي»، مؤكدا أنه لا توجد أي مشكلة لدول التعاون الخليجي مع إيران عدا الامارات ومشكلة الجزر المختلف عليها.
وطالب أمير قطر بضرورة طرح هذا الخلاف على محكمة العدل الدولية للبت فيه، مؤكدا أن المجلس يحاول تجنيب المنطقة أى صراع اخر مع إيران يحاول البعض زج دول التعاون الخليجي فيه.