بيروت – عمر حبنجر
طرابلس من ذروة التوتر الى قمة المصالحة، يوم الفيحاء الطويل في سراي فؤاد السنيورة، في بيروت، توجه رئيس تيار المستقبل بلقاءات طرابلسية، سنية علوية وضعت أسس المصالحة المنتظرة اليوم أو غدا، على قاعدة تسليم الامن للجيش والامن الداخلي واعادة المهجرين بعد التعويض عليهم وتأمين مساكن لمن دمرت مساكنهم.
في الاجتماع الذي استمر حتى الثانية من فجر امس، في منزل مفتي المدينة الشيخ مالك الشعار، شكلت لجنة برئاسة المفتي وعضوية الوزير سمير الجسر (المستقبل) النائب العلوي بدر ونوس، النائب السابق اسعد هرموش (الجماعة الاسلامية) وم.عبدالله باتي (الجماعة الاسلامية) وممثل عن كل من الرئيس ميقاتي والوزير محمد الصفدي ورئيس بلدية طرابلس، وقد اجتمعت اللجنة حالا ووضعت عناوين مشروع الوثيقة لعرضها على الفرقاء.
الحريري: الدماء اللبنانية تراق
في اللقاء بمنزل المفتي شكر الحريري للمفتي الشعار جهوده خلال المرحلة الصعبة التي مرت بها طرابلس، وقال: اننا نلتقي اليوم لاتمام المصالحة، لأن الدماء اللبنانية هي التي تراق، وهذا يجب ألا يحصل، خصوصا اننا لبنانيون، ولو من طوائف او مذاهب مختلفة.
واضاف: انا مستعد بكل ما لدي من وزن سياسي ان اضع نفسي بتصرف اي مصالحة او جهد او دعم مادي او معنوي او سياسي كي نصل بالسلم الاهلي الى بر الامان، ان كل الشهداء الذين سقطوا هم شهداء السلم الاهلي، ونحن كلبنانيين لا ينفعنا في هذا البلد الا وحدتنا، وخلص الى شكر «اخي النائب السابق علي عيد (علوي) على انفتاحه».
المفتي الشعار، وصف اللقاء بالمميز، «في حضور الزعيم الشيخ سعد الحريري الذي نجله ونحترمه وبين اخينا النائب السابق الاستاذ علي عيد، والكل يعلم ماذا يمثل، خصوصا عند اخواننا في الطائفة العلوية، وكنت تمنيت على الزعيم الامين الشيخ سعد ان يشرفنا في طرابلس لأنه يمثل جناح السلم والاستيعاب وتحقيق الاخوة الوطنية بين جميع الفرقاء».
مشروع وثيقة المصالحة
وقال المفتي الشعار ان التوافق كان تماما في هذا الاجتماع على تثبيت السلم الاهلي ورفع المظاهر المسلحة، وان توكل مهمة امن البلاد الى الجيش اللبناني فقط، وان نبتدئ بإذن الله تعالى بعودة النازحين والتعويض عليهم وتأمين منازل بديلة لمن لا يستطيع العودة عن طريق الايجار على ان يرعى هذا الاتفاق رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة.
واعتبارا من اليوم (امس) قال الشعار: تابعنا التداول ونقلنا الامر الى الرئيس السنيورة، الذي وعدنا بالمجيء الى طرابلس لاعلان المصالحة برعايته.
النائب السابق علي عيد وصف الاجتماع بالصريح والبناء، معتبرا اياه خطوة في بداية الطريق نحو المصالحة.
واضاف: اطمئن اهلنا في طرابلس بان اللقاء مع الشيخ سعد كان ناجحا، وان المصالحة ستتم في اقرب وقت، واننا ملتزمون بكل ما ورد في وثيقة سماحة المفتي.
واوضحت مصادر تيار المستقبل ان الحريري ليس طرفا ليقوم بالمصالحة، انما ذهب الى طرابلس ليستعمل شعبية التيار والتعاطف العارم معه من اجل التشجيع على المصالحة برعاية مفتي المدينة الشيخ مالك الشعار.
كما ان النائب الحريري أجرى اتصالات مع الرئيس عمر كرامي العائد من طهران ومع الرئيس نجيب ميقاتي، مؤكدا أنه ليس طرفا انما جاء للمؤازرة.
الاعتراف بـ المجلس العلوي
وعلمت «الأنباء» انه اضافة الى العناوين التي تناولها الشيخ الشعار ثمة شرط اضافي يضعه فريق علي عيد وهو الاعتراف بشرعية «المجلس العلوي» المنتخب منذ سنتين، كممثل شرعي ووحيد للعلويين، وهو محل نزاع مع أطراف علوية أخرى.
وسيناط بالنائب ونوس، معالجة هذا الأمر مع وجهاء الطائف في جبل محسن، وبينهم علي عيد.
الحريري: بيروت المغتصبة وطرابلس الجريحة
سعد الحريري رعى إفطارا رمضانيا شعبيا كبيرا في قاعة المعارض الكبرى في معرض رشيد كرامي الدولي، سرعان ما تحول مناسبة سياسية، تبادل خلالها النائب الحريري الود مع الجمهور الطرابلسي.
النائب سمير الجسر ألقى كلمة معبرة عن الاستمرار على نهج الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وعن استعداد سعد الحريري لفداء بيروت بنفسه.
ثم تحدث الحريري متناولا بيروت المغتصبة وطرابلس الجريحة، موجها رسالة بالغة الى المواطنين العلويين اللبنانيين، مشددا على اللبنانيين بقوله: أنتم لبنانيون ونحن لبنانيون وعلينا ألا نسمح لأي يد غير لبنانية بأن تتلاعب بنا.
ان أمن العلويين في طرابلس، هو أمن مسلمي طرابلس ومسيحييها وأمن كل لبناني، وأنا سعد رفيق الحريري سأبذل كل ما في وسعي كي لا يمس أحد بأمن اللبنانيين العلويين وغيرهم في طرابلس، وكي لا يتم تمرير أي مخطط غريب وخارجي يعبث بأمن طرابلس وأي منطقة من لبنان.
لتبقى الدولة مسؤولة عن حماية أمن الناس وكرامات الناس وعن رد الاعتداءات على بيوت الناس.
الدولة بمؤسساتها الأمنية والعسكرية، ترددت في البداية لكن بعد كل الذي جرى في طرابلس لا أجد سببا للاستمرار في التردد.
وكما طلبت منكم سابقا الوقوف خلف الجيش في مواجهة النهر البارد اطلب منكم اليوم الوقوف صفا واحدا خلف الجيش والقوى الأمنية لتثبيت الأمن والاستقرار والسلم الأهلي.
صفير: تصريحات غير مطمئنة
في غضون ذلك دعا البطريرك الماروني نصرالله صفير جميع اللبنانيين الى التكاتف والتضامن لينقذوا وطنهم مما يتربص به من محن ومصائب، لأن الوطن يحتضن جميع أبنائه على ما بينهم من فوارق.
صفير في عظة الأحد من الديمان لفت الى «ما نسمعه من تصريحات ومواقف لا تدعو الى الطمأنينة، ما يستوجب اليقظة وتناسي الخلافات ليبقى لبنان ويزدهر».
قبلان ينوه بزيارة الحريري للشمال
وفي هذا السياق أكد نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى عبدالأمير قبلان دعمه لزيارة الحريري الى الشمال لدرء الفتنة، معتبرا ان الوضع في لبنان مشوب بالحذر والقلق والخوف، منبها للأعاصير والمؤامرات والتحركات المعادية للبنان، مشيرا الى ان البلد على مفترق طرق.
وكشف قبلان عن لقاء سيد عوالييه في 17 الحالي حول مائدة افطار للعلماء السنة بمن فيهم السلفيون والشيعة والمسيحيون للتفاهم على مصلحة لبنان.
الصفحة في ملف ( pdf )