قال وزير خارجية المملكة العربية السعودية الأمير سعود الفيصل أمس الأول ان إسرائيل تتمادى بسياساتها العدوانية وتتهرب من استحقاقات عملية السلام وتكثف بناء المستوطنات سعيا الى تغيير الأوضاع على الأرض.
وأضاف الفيصل في كلمة أمام الدورة الـ 130 لمجلس وزراء الخارجية العرب ان اسرائيل تعمل على افراغ المفاوضات من مضمونها وجدواها، مشيرا الى ان بلاده تقدمت وبالتنسيق مع السلطة الفلسطينية بمشروع قرار لتقدمه المجموعة العربية في نيويورك الى مجلس الأمن يتضمن طلب عقد اجتماع وزاري للمجلس لبحث قضية المستوطنات.
وحول الخلاف الفلسطيني - الفلسطيني اشار الى ان العالم العربي بادر الى محاولة رأب الصدع وتجاوز الانقسام بين الأشقاء الفلسطينيين، مشيدا بالمبادرات والجهود السابقة في هذا الشأن من مبادرة مكة الى صنعاء ثم القاهرة.
ورحب الفيصل بما شهده العراق خلال الفترة الماضية من تطورات أمنية ايجابية في مواجهة الإرهاب والميليشيات، مشيدا بتنامي قدرات المؤسسات العسكرية الوطنية هناك.
مشيرا الى مؤشرات ايجابية للحراك السياسي، ومعربا عن امله في ان يتطور ويتوسع في تحقيق المصالحة الوطنية الشاملة.
وجدد تأكيده على اهمية الامتناع عن التدخل في شؤون العراق الداخلية، معربا عن قلقه تجاه تواتر الأنباء التي تشير الى استمرار تقديم بعض الدول الدعم المادي والعسكري لبعض الميليشيات في انتهاك واضح لسيادة العراق.
وحول الوضع في لبنان اعرب الفيصل عن ترحيبه مجددا باتفاق الدوحة بين القيادات اللبنانية آملا طي صفحة استخدام السلاح بين اللبنانيين والإسراع في جهود عقد حوار وطني وبسط الحكومة سلطتها على جميع الأراضي بنجاح.
وأشاد بالاتفاق بين لبنان وسورية على تبادل التمثيل الديبلوماسي وترسيم الحدود وتصحيح العلاقات بينهما.
واكد الفيصل على اهمية خلو منطقة الشرق الأوسط برمتها بما فيهما منطقة الخليج من الأسلحة النووية، مؤيدا حق جميع الدول في الاستخدام السلمي للطاقة النووية.
وفي مؤتمر صحافي في ختام الاجتماع، اكد الامير سعود الفيصل والامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى ان الدول العربية لن تقف مكتوفة الايدي امام استمرار الانقسام الفلسطيني الداخلي.
واوضحا ان الاقتتال الفلسطيني اضر كثيرا بالقضية الفلسطينية.
واكد وزير الخارجية السعودي في هذا الاطار ان الدول العربية وقفت بجانب الفلسطينيين ولم تقصر معهم ودعمتهم، مشددا على عدم القبول بالاقتتال الفلسطيني – الفلسطيني «أيا كانت المبررات سواء كانت ايديولوجية او سياسية».
وقال «ان لهم قضية ويجب ان يركزوا على قضيتهم» مضيفا: ان الموضوع ليس صراعا على السلطة، ولكن الوصول الى اهداف بطريقة ممكنة ووضع استراتيجية محكمة لتحقيق هذه الاهداف باعتبار ذلك الذي ينقذ الساحة الفلسطينية.
وحول احتلال ايران للجزر الاماراتية الثلاث وفكرة الذهاب الى محكمة العدل الدولية قال سعود الفيصل «مازلنا نأمل ان تستجيب ايران لدعوة الامارات كما نأمل الخير لطهران باعتبارها دولة جارة مسلمة وبالتالي نريد حلا لأي مشاكل بالطرق السلمية».
واوضح: ان هذه الجزر اماراتية وان هذا امر مفروغ منه واحتلال الجزر معروف بالتاريخ واليوم والساعة والدقيقة.
معربا عن الامل أن يحل النزاع سلميا، لافتا الى ان الدول العربية لم تقصر ومستمرة في دعم الموقف الاماراتي.
من جانبه، اكد موسى ضرورة ان تكون المصالحة الفلسطينية خلال فترة زمنية محددة، وانه لا يحتاج الى ان يذكر احد الفلسطينيين تداعيات الانقسام الجاري، مؤكدا ان ما تقوم به مصر في موضوع المصالحة يحظى بدعم من مجلس الجامعة.
وشدد على ان الجامعة العربية تقف على مسافة واحد من كل المنظمات الفلسطينية مبديا عدم رضا الجامعة منها قائلا: نحن ننطلق من هذه الزاوية ان هناك تدميرا للموقف الفلسطيني تسهم فيه المنظمات الفلسطينية.
وكان الوزراء ناقشوا طلبا سوريا بشأن الحصار المفروض على سورية فيما يتعلق بشراء أو استئجار الطائرات وقطع الغيار ونتائج هذا الحصار التي تهدد سلامة وامن الطيران المدني السوري والسوداني.
واكد المجلس رفض الحظر المفروض على سورية والسودان في شراء واستئجار الطائرات واعتباره انتهاكا للاتفاقيات الدولية الخاصة بالطيران المدني ودعوة جميع الدول العربية الى السعي لدى جميع الجهات المعنية بالطيران المدني لرفع هذا الحظر الذي يؤثر على امن وسلامة الطيران المدني السوري والسوداني.
وحول السودان عبر المجلس عن القلق البالغ تجاه الآثار المترتبة على طلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية توجيه الاتهام للرئيس السوداني لما قد يؤدي اليه من زعزعة الاستقرار في السودان.