كشف استطلاع عالمي للرأي أنه بعد 7 سنوات من وقوع هجمات 11 سبتمبر على الولايات المتحدة مازال هناك انقسام عالمي حول مرتكبيها ومدبريها.
فقد أشار الاستطلاع إلى أن 46% ممن سئلوا «دون عرض خيارات عمن يعتقدون أنه يقف وراء الهجمات»، قالوا ان القاعدة هي الفاعل بينما رأى 15% منهم أن الحكومة الأميركية هي التي دبرتها، و7% قالوا إنها إسرائيل و7% أشاروا إلى فاعلين آخرين.
واوضح الاستطلاع «الذي أجرته شبكة وورلد بابليك أوبينيون في 17 دولة» أن الأغلبية البسيطة في 9 منها فقط تعتقد أن تنظيم القاعدة هو الذي نفذ هذه الهجمات.
وحتى في الدول الأوروبية فإن أغلبية بسيطة ممن سئلوا يعتقدون أن القاعدة هي التي نفذت الهجمات.
وبلغت نسبة أولئك في بريطانيا 56%، و63% في فرنسا، و64% بألمانيا.
وأشار 43% ممن شملهم الاستطلاع في مصر إلى أن إسرائيل هي التي دبرت هذا العمل، «وهي أعلى نسبة بين الشعوب تتهم الدولة العبرية»، واتفق معهم 31% من الأردنيين و19% من الفلسطينيين.
أما في تركيا فقد اتهم 36% ممن استطلعت آراؤهم الولايات المتحدة بتدبير الهجمات واتفق معهم 27% من الفلسطينيين.
وتراوحت نسبة من اتهموا القاعدة بالمسؤولية عن هذه الهجمات من شعوب الشرق الأوسط ما بين 11% في الأردن إلى 42% في الأراضي الفلسطينية.
وفي الاتجاه نفسه، شدد مفكرون معظمهم من الأميركيين على «زيف» الرواية الرسمية الأميركية عن هجمات 11 سبتمبر 2001.
ويقول ديڤيد راي جريفين وبيتر ديل سكوت محررا كتاب «الحادي عشر من سبتمبر الإمبراطورية الأميركية» إن باحثين لا ينتمون إلى التيار السائد توصلوا إلى أدلة تفند الرواية الرسمية «بشأن المسؤول النهائي عن تلك الهجمات التي أصبحت بمنزلة الأساس المنطقي وراء ما يقال إنها حرب عالمية على الإرهاب استهدفت حتى الآن كلا من أفغانستان والعراق وبمنزلة المبرر وراء التدني المسرف في سقف الحريات الممنوحة للشعب الأميركي اكتشاف أن الرواية الرسمية حول أحداث 11 سبتمبر كانت رواية زائفة يصبح أمرا غاية في الأهمية».
ويرى المحرران أن هناك تجاهلا لأدلة يقدمها باحثون مستقلون بحجة أنهم «أصحاب نظرية المؤامرة» ويبديان دهشة من كيفية اتفاق أكاديميين وديبلوماسيين في نظرية المؤامرة ولا يستبعدان أن تكون «الرواية الرسمية حول 11 سبتمبر هي في حد ذاتها نظرية للمؤامرة فهي تزعم أن الهجمات تم تنظيمها بالكامل على أيدي أعضاء عرب مسلمين في تنظيم القاعدة بإيعاز من زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن القابع في أفغانستان»، حيث كانت تؤويه جماعة طالبان التي كانت تحكم أفغانستان حتى نهاية 2001.
وتقع ترجمة الكتاب العربية في 256 صفحة كبيرة القطع وصدر عن «نهضة مصر» في القاهرة وشارك فيه 11 شخصا بارزا لا يمكن -حسب محرري الكتاب – أن يكونوا «بالمعنى السلبي للمصطلح» من أصحاب نظرية المؤامرة.
فيقول مورغان رينولدز الأستاذ بجامعة تكساس والعضو السابق بإدارة الرئيس الأميركي جورج بوش «أحداث الحادي عشر من سبتمبر كانت عملية زائفة أكذوبة كبيرة لها علاقة بمشروع الحكومة الأميركية للهيمنة على العالم».
وعن فكرة الهيمنة العالمية يقول أستاذ القانون ريشارد فوولك وهو رئيس «مؤسسة سلام العصر النووي» إن «إدارة بوش يحتمل أن تكون إما سمحت بحدوث هجمات الحادي عشر من سبتمبر وإما تآمرت لتنفيذها لتسهيل ذلك المشروع»، مضيفا أن هناك خوفا من مناقشة حقيقة ما حدث ذلك اليوم حتى لا تكتشف أسرار يصفها بالسوداء.
ويشدد أستاذ الفلسفة جون ماكمورتري على أن «زيف الرواية الرسمية جلي لا شك فيه» مستشهدا على استنتاجه بأن الحروب التي أعلنت عقب الهجمات انطلقت من أسباب استراتيجية فما وصف بحرب «تحرير العراق خير مثال على ما يسميه القانون الدولي الجريمة العظمى».
ويقول المحرران إن المساهمين في الكتاب يحظون بكثير من الاحترام فعشرة منهم يحملون درجة الدكتوراه وتسعة أساتذة في جامعات عريقة وكان أحدهم ضابطا في وزارة الدفاع الأميركية (الپنتاغون)، إضافة إلى بيتر فيليبس مدير مشروع «مراقب» وهو محرر كتاب «الرقابة والتعتيم في الإعلام الأميركي.. أهم 25 قصة إخبارية خضعت للرقابة».
ولعب دور البطولة في هجمات 11 سبتمبر 19 شخصا من تنظيم القاعدة والذين خطفوا اربع طائرات مدنية اميركية صدمت اثنتان منها برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك مما ادى الى انهيارهما وصدمت الثالثة جزءا من مبنى الپنتاغون في واشنطن بينما تحطمت الرابعة قبل ان تصل الى هدفها في حقل بولاية بنسلڤانيا.
الهجمات خلفت نحو 3000 قتيل وخسائر مادية فادحة، الا ان الاثر النفسي كان هو الاعمق فلطالما احس الاميركيون بالامان استنادا الى موقع بلادهم الجغرافي البعيد وقدراتها العسكرية المتفوقة، وسرعان ما تبخر كل ذلك في ثوان معدودة عندما نجحت مجموعة صغيرة من الشباب بقليل من الامكانيات في ان تسبب اكبر الاضرار لهيبة واقتصاد اعتى الدول فلم يكن هناك عاقل في العالم يتخيل ان يأتي اليوم الذي يشاهد فيه الولايات المتحدة وهي تضرب في عقر دارها وليس في اي مكان وانما في مؤسستها العسكرية الپنتاغون وفي اكبر معلم اقتصادي في العالم وهو برجا مركز التجارة العالمي وسط تقارير حول ان الطائرة الرابعة التي تحطمت في بنسلڤانيا كانت متجهة الى البيت الابيض لضرب اكبر رمز للسيادة الاميركية.
وتصادف الذكرى السابعة لأحداث الحادي عشر من سبتمبر الاستعدادات النهائية لانتخابات الرئاسة الاميركية، فنحى الحزبان الديموقراطي والجمهوري منافساتهما جانبا واعلن المرشحان لخوض سباق الانتخابات الرئاسية الاميركية المقبلة الجمهوري جون ماكين والديموقراطي باراك اوباما، انهما سيظهران معا في مدينة نيويورك بمناسبة احياء الذكرى السنوية لهجمات الحادي عشر من سبتمبر عام 2001.
ونقلت هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) عن كل من ماكين واوباما انهما سيشاركان في التجمع الذي سينظم في ذكرى 11/9 في موقع برجي مركز التجارة العالمي اللذين انهارا جراء الهجمات عليهما بطائرات مختطفة.
وقال المرشحان انهما سينحيان السياسة جانبا تكريما لذكرى نحو ثلاثة آلاف شخص قضوا في انهيار البرجين جراء ارتطام طائرتين مخطوفتين بهما.
وجاء في بيان مشترك اصدره كل من السيناتورين اوباما وماكين: لقد توحدنا جميعا معا في 11/9 ليس كديموقراطيين وجمهوريين، بل كأميركيين.
تغطية خاصة في ملف ( pdf )