اعلن في اسرائيل رسميا امس ان وزيرة الخارجية تسيبي ليڤني فازت بقيادة حزب «كاديما» في الانتخابات التي جرت يوم امس الأول لتخلف رئيس الحكومة الحالي ايهود اولمرت.
وحسب الاذاعة العبرية فقد اعلنت اللجنة الانتخابية في الحزب رسميا ان ليڤني فازت في الانتخابات التمهيدية لرئاسة حزب «كاديما» حيث تغلبت على منافسها الرئيسي وزير النقل شاؤول موفاز بفارق ضئيل يبلغ 1.1%.
وذكرت اللجنة في بيان لها «ان ليڤني حصلت على 43.1% من اصوات المقترعين بينما حصل موفاز على 42% من هذه الاصوات كما حصل الوزير مئير شطريت على 8.5% من الاصوات ووزير الامن الداخلي افي ديختر على 6.5% من الاصوات».
واعلنت لجنة الانتخابات المركزية في حزب «كاديما» ان نسبة التصويت بين منتسبي الحزب في هذه الانتخابات بلغت 53.7% من عدد الناخبين الفعلي الذي يقدر بــ 74 الف مقترع في مختلف انحاء اسرائيل.
وفور اعلان فوزها في الانتخابات شددت ليڤني وهي من مواليد العام 1958 على «وجوب رص الصفوف في كتلة «كاديما» والعمل معا في مسعى للتعامل مع التهديدات التي تحدق باسرائيل».
كما دعت الى التوحد من اجل مواجهة القضايا الملحة وفي مقدمتها سوء الاستقرار الاقتصادي.
وخاطبت ليڤني في حديث بثته وسائل الاعلام الاسرائيلية المختلفة مؤيديها الذين اوصلوها الى رئاسة الحزب بالقول «لقد كنتم مذهلين وفاز الاصلح وانا لن اخيب آمال احد وسأعمل الشيء الصحيح كما تنتظرون مني».
وحسب الاذاعة الاسرائيلية «فقد تلقت ليڤني مكالمة تهنئة من رئيس الحكومة ايهود اولمرت الذي وعد بالتعاون معها حيث اتفقا على اللقاء قريبا».
ولم تشر ليڤني في أول تصريحات لها بعد الفوز الى مفاوضات السلام التي كانت تقودها مع الفلسطينيين على مدى عام.
وفي مواجهة محادثات معقدة مرجحة مع الشركاء السياسيين المحتملين بدأت ليڤني منذ اليوم الأول بعد انتخابها لقاء ممثلي الفئات حتى «يمكننا سريعا تشكيل حكومة ائتلافية يمكنها معالجة كل هذه التحديات التي تنتظرنا».
كما تعهدت ليڤني بمعالجة الانقسامات التي خلفتها انتخابات الزعامة في حزب كاديما والتي وصلت الى حد محاولة معسكر موفاز التشكيك في الفرز.
وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات لرويترز «ان ليڤني كانت منغمسة في عملية السلام فاننا نعتقد انها ستتابع مساعي السلام معنا»، واضاف «نحن نرحب باختيار الشعب الاسرائيلي».
وقال المحلل السياسي شموئيل ساندلر «يصعب التنبؤ هل ستكون رئيسة وزراء قوية أم لا»، واستدرك مشيرا إلى روابطها الشخصية بوزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس وقال «في واشنطن سيسعدون كثيرا بهذه النتيجة فهي صديقة حميمة لكوندوليزا».
وأشار معلقون في الصحف الاسرائيلية الكبرى الى ان ليڤني انتخبت زعيمة لكاديما بأصوات تقل عن 20 الف ناخب اي نصف في المائة من سكان اسرائيل مشككين في أحقيتها في الحصول على تفويض عام من الاسرائيليين.
وتحتاج ليڤني وهي ابنة لابوين من النشطاء الصهاينة في اوائل الاربعينيات لروح قتالية وحاسة سياسية لدعم هدفها في ان تصبح ثاني رئيسة وزراء اسرائيلية بعد غولدا مائير في السبعينيات.
وكان أولمرت الذي حادث ليڤني هاتفيا لتهنئتها قال انه سيستقيل حالما يختار حزب كاديما زعيما جديدا لكن رئيس الوزراء الذي من المحتمل توجيه تهم اليه في فضيحة فساد تعهد ايضا بان يمارس حقه في البقاء في منصبه رئيسا لحكومة تصريف اعمال حتى تقوم ليڤني بتشكيل حكومة ائتلافية جديدة.
وتلك العملية التي تتضمن مفاوضات وصفقات صعبة مع زعيم حزب العمل الطموح ايهود باراك في اليسار ومع الاحزاب اليهودية الدينية في اليمين قد تستغرق اسابيع او شهورا.
ويرى كثيرون انه قد تجرى في نهاية الامر انتخابات برلمانية مبكرة تظهر استطلاعات الرأي ان حزب الليكود اليميني الذي يتزعمه بنيامين نتنياهو سيفوز فيها.