بيروت – زينة طبارة
رأى وزير الصحة د.محمد جواد خليفة ان الرئيس سليمان احسن الاداء لجهة توقيته موعد الجلسة الاولى من الحوار الوطني، بحيث جاءت في ظل وضع سياسي متشنج واحداث امنية وشعبية متنقلة واغتيالات سياسية مؤسفة، كما انها جاءت لتضع حدا فاصلا بين الحوار البناء واللاحوار الهدام من جهة ولتؤكد حرصه على تطبيق اتفاق الدوحة لخروج لبنان من ازماته السياسية من جهة ثانية، معتبرا ان انعقادها كان الركيزة الاساسية في تدعيم المصالحات التي سبقتها وفي اعادة التقارب بين الفرقاء السياسيين، فأدخلت البلاد في زمن التبادل الهادئ للهواجس والطروحات والتوجهات السياسية واخرجتها من دائرة المواجهات الاعلامية التي اوصلت البلاد الى المواجهات الشعبية التي لم يسلم من دمويتها اي فريق من الفرقاء.
واستغرب الوزير د.خليفة، في تصريح لـ «الأنباء»، خروج بعض القوى السياسية في تصاريحها واحـــاديثــها اليومية من دائرة التهدئة الاعلامية المطلــوبة والمتفـــق عليــها وذلك من خلال اصرارها على ان المعارضة تحاول اللعب على عامل الوقت واطالة الفترات الزمنية الفاصلة بين الجلسات الحوارية في انتظار نتائج المتغيرات والاستحقاقات الاقليمية والدولية المرتقبة التي رأى انها ستأتي لمصلحة الفريقين، معتبرا انه كان لابد من مقابلة الاحتقان السياسي والشعبي الذي كان سائدا على الساحة اللبنانية قبل انعقاد الجلسة الاولى للحوار، وبعدها بعمل سياسي آخر مثل لقاءات ثنائية وثلاثية بين الفرقاء المعنيين ولو على مستوى الصف الثاني من القيادات تعيد التواصل فيما بينهم وتؤهل الطريق امام لقاءات الصف الاول تحضيرا لاستئناف الحوار بجلسته الثانية، الامر الذي يتطلب المزيد من الوقت لاتمامه والذي على اساسه حدد موعد الجلسة الحوارية الثانية.
واعتبر الوزير د.خليفة ربط البعض من السياسيين لقاء امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله مع رئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري باعتذار يتقدم به الحزب المذكور من اهالي بيروت جراء احداث 7 مايو الماضي كلاما لا يستحق التوقف عنده او التعليق عليه، لافتا الى ان مثل تلك التصريحات تدور في الفلك الانتخابي الذي يسبح فيه لبنان واللبنانيين، ولا تهدف الا الى استنهاض الهمم والغرائز لاعتبار مطلقيها ان القواعد الشعبية الانتخابية مشدودة بمبدأ العصبيات المذهبية والمناطقية التي اوصلت البلاد الى ما وصلت اليه من مآس ومحن، معتبرا ايضا ان اصحاب التصاريح اعلاه لن يلاقوا آذانا صاغية بعد هذا الكم من الدماء التي اسيلت جراء السير وراء العصبيات والانصياع لها، خصوصا انها لم تأت بأي نتيجة ايجابية لمصلحة احد من الفرقاء باستثناء ايجابية واحدة وهي ادراك الجميع انه لا مناص من التلاقي على كلمة سواء بينهم للنهوض مجددا بلبنان القوي بوحدتهم، مؤكدا ان كل اللقاءات الثانوية التي جمعت بين مسؤولين من تيار المستقبل وحزب الله او بين هذا الاخير والحزب التقدمي الاشتراكي لم تتطرق لا من قريب ولا من بعيد الى اي كلام عن اعتذارات من هذا الفريق او من ذاك لهذه المنطقة من لبنان او لتلك.
وعن مدى استعداد الساحتين الشعبية والسياسية للتجاوب مع اجواء المصالحات، خصوصا بعد احداث بصرما الاخيرة، اكد الوزير د.خليفة ان المصالحات في لبنان وفي كل المناطق اللبنانية لن تكون صعبة المنال ولــن تصــطدم بأي عقبات مهما شهدت الساحة الشـــعبية شذوذا معيــنا محصورا بترددات الاحداث السابقة وبالتعبئة الاعلامية التي بــدأ الفرقاء السياسيون استدراكها، مشيدا بجهود الرئيس بري الذي عمل بخطى ثابتة نحو حوار يرعاه الرئيس سليمان ونادى به في عز الازمات السياسية وفي اوج المواجهات الشعبية انطلاقا من رفضه ورفض الجميع دون استثناء ما حصل في لبنان خلال السنوات الثلاث الماضية.
وعن شكل طاولة الحوار ومضمونها، ختم الوزير د.خليفة معتبرا انه من حق الجميع المشاركة بها وطرح المشاريع والعناوين الوطنية الكبيرة كونهم فرقاء لبنانيين معنيين مباشرة بالازمة اللبنانية، مستدركا انه مهما كان حجم الخلافات بين الفرقاء حول مضمون الحوار ولون المتحاورين يجب التوصل الى الحد الادنى من التفاهم فيما خص اعادة بناء مؤسسات الدولة، لاسيما الدستورية منها، كون الحوار وسيلة حضارية لتثبيت الدولة بمقوماتها الادارية والقضائية والعسكرية، محذرا من الانزلاق الى مستوى اعتبار الحوار مؤسسة دائمة وبديلة عن مجلسي النواب والوزراء والمرجع الوحيد للتباحث في كل شاردة وواردة امام كل مفترق امني وسياسي.