نفى مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي في مستهل اجتماع لمجلس حكام الوكالة في ڤيينا امس امتلاكه اي مؤشر حتى الان يدل على ان موقع الكبر السوري الذي قصفته اسرائيل منذ اشهر هو موقع نووي كما تدعي تل ابيب وواشنطن.
وقال البرادعي ان الوكالة لاتزال تقيم عينات اخذت من موقع يشتبه في انه نووي في سورية «لكن ليس هناك اي اشارة حتى الان على وجود اي مواد نووية».
وقد نفت سورية مرارا إخفاء أي نشاط نووي عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية وقالت إن الموقع المستهدف كان مبنى عسكريا غير مستخدم.
وسمحت لمفتشين من الوكالة بزيارة الموقع الصحراوي النائي في يونيو الماضي.
وكرس مجلس حكام الوكالة الذرية اجتماعهم لمناقشة الملف النووي الايراني المثير للجدل ويبدو ان عودة كوريا الشمالية الى نشاطاتها النووية بعد ان تعهدت بتوقيفها اعاد ملفها النووي الى بؤرة الضوء من جديد.
طلب كوري
حيث كشف البرادعي عن تقدم كوريا الشمالية بطلب الى الوكالة الذرية لإزالة الاختام والكاميرات التي وضعتها الوكالة على منشأتها الذرية الرئيسية بينما قال ديبلوماسي بارز إن اختاما أزيلت بالفعل.
وقال البرادعي: «لاحظ مفتشو الوكالة إعادة بعض المعدات التي كانت كوريا الشمالية قد أزالتها في السابق خلال عملية تفكيك البرنامج النووي.
ولم يغير هذا وضع الاغلاق في المنشآت النووية في مفاعل يونغبيون».
وأوضح ديبلوماسيون أن إعادة التشغيل ستستغرق عدة شهور على الاقل.
وقال البرادعي في اجتماع ڤيينا «مازلت أتمنى أن يمكن توفير الظروف لتعود كوريا الشمالية إلى اتفاقية حظر الانتشار النووي في أقرب فرصة ممكنة وأن تستأنف إجراءات السلامة الشاملة».
وقبل ذلك ذكرت وكالة الانباء الكورية الجنوبية يونهاب امس ان كوريا الشمالية نزعت الاختام التي وضعتها الوكالة الذرية على المنشآت التي تعهدت بيونغ يانغ بتفكيكها.
وكانت بيونغ يانغ اكدت الجمعة انها تستعد لاعادة تشغيل مفاعل يونغبيون النووي الذي تعهدت بتفكيكه بموجب اتفاق دولي، وذلك ردا على رفض الولايات المتحدة شطبها من لائحة الدول المتهمة بدعم الارهاب.
تبريرات ايرانية
وفي الشان الايراني رفض البرادعي تعليل ايران بان التحقيق في برنامجها النووي يهدد امنها الوطني.
وقال إن الوكالة تعتقد ان ايران تحجب معلومات ضرورية تفسر ادعاءات مخابراتية «خطيرة» تفيد بانها تنفذ مشروعات لانتاج قنبلة ذرية».
وذكر البرادعي «لا نسعى للتطفل على انشطة عكسرية تقليدية او خاصة بالصواريخ.
من الواضح اننا نركز على مواد وانشطة نووية».
وتابع: «نحتاج جميع المعلومات ذات الصلة حتى يمكننا تأكيد عدم استخدام مواد نووية في اغراض تتعلق باسلحة نووية».
من جهته قال السفير الايراني لدى الوكالة الذرية علي اصغر سلطانية قبيل الاجتماع ان التقرير الاخير للبرادعي يؤكد ان «الوكالة استطاعت التحقق من عدم حدوث أي تحريف لمواد نووية معلنة في ايران».
واضاف سلطانية انه «لو قدر للوكالة ان تواصل عمليات التحقق والرصد وكتابة تقاريرها للسنوات العشر القادمة فان النتيجة لن تتغير حيث ستبقى الوكالة تؤكد انه لايوجد انحراف في اهداف البرنامج النووي الايراني المكرسة للاغراض السلمية».
دعم دول عدم الانحياز
وقال ردا على سؤال حول توقعاته من اجتماع مجلس محافظي الوكالة خصوصا انه يأتي في اعقاب نشر تقرير الوكالة السلبي عن الانشطة النووية الايرانية انه يعتقد بان مجلس المحافظين لن يزيد جديدا على ما اتى به التقرير الذي وزعه البرادعي يوم الاثنين الماضي على مجلس الامن ومجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
على صعيد متصل نوه سلطانية بالدعم المستمر الذي تتلقاه ايران من قبل مجموعة دول عدم الانحياز التي تمثل اكثر من 100 دولة.
وكشف عن ان مجموعة دول عدم الانحياز اعدت بيانا ستتلوه على اجتماع مجلس محافظي الوكالة تدعم فيه حق ايران في استخدام الذرة للاغراض المدنية.
واكد ان بيان الدعم الذي ستتلوه رئيسة مجموعة دول عدم الانحياز على المجلس «سيكون وثيقة هامة جدا تأتي في وقتها» موضحا انه سيكون بمثابة اشارة قوية الى كل الاطراف والدول التي «تسعى الى بث معلومات خاطئة ومضللة عن برنامج ايران النووي السلمي للكف عن بث هذه الممارسات والمغالطات».