بيروت – عمر حبنجر
تمحورت جهود المصلحين امس حول تنفيذ ما اتفق عليه في لقاء رئيس كتلة المستقبل سعد الحريري ووفد حزب الله الذي اقر بازالة الشعارات والملصقات والصور والاعلام من شوارع بيروت الادارية مقدمة لازالتها في كل لبنان، دون اغفال السعي لفك الاشتباك النيابي المرتقب اليوم حول قانون الانتخابات والمهلة الواجبة على رؤساء البلديات الراغبين في الترشح للانتخابات النيابية، كي يقدموا استقالاتهم من المجالس البلدية.
الجلسة النيابية ستكون محل اختبار للمهدئات السياسية التي اشاعتها المصالحات وآخرها لقاء «قريطم» بين الحريري ووفد حزب الله بانتظار اللقاء بين الحريري والأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله.
رئيس الحكومة فؤاد السنيورة اكد بعد صلاة الجمعة امس التزام جميع الوزراء بالقيام بكل الترتيبات اللازمة لانجاز الاستحقاق الانتخابي، مشددا على ان المصالحات امر اساسي لتنظيم التباينات.
واعتبر السنيورة ان التعبير بالعنف امر غير مقبول ولا يوصل الى نتيجة، واشار الى ضرورة التعبير عن التباينات بالتواصل وقبول الرأي الآخر، وعدم ايصال هذه التباينات الى الشارع.
وحول تهديد النائب ميشال عون بالانسحاب من الحوار حال تعديل مهلة استقالة رؤساء البلديات قال السنيورة: لكل رأيه.
واضاف اننا وكل الوزراء نقوم بالترتيبات اللازمة لانجاز هذا الاستحقاق المهم.
الاحتلال الإسرائيلي جوهر المشكلة
في مجال آخر حدد رئيس الحكومة فؤاد السنيورة حرص لبنان على استقلاله وسيادته وعلى قراره الحر، وقدرته على التعاون مع جميع اصدقائه واشقائه في العالم.
السنيورة وامام وفد يوناني ضم القطاعات العمالية كافة، قال ان المشكلة الاساسة في الشرق الاوسط هي الاحتلال وعدم وجود حل للمسألة الفلسطينية وللشعب الفلسطيني.
واضاف: لقد عانى لبنان الكثير من ظلامات الاحتلال على مدى الاعوام الماضية ونجح بفضل تظافر الجيش اللبناني ومقاومة الشعب اللبناني وصمود اللبنانيين من اخراج الاحتلال العام 2000، مؤكدا اصرار لبنان على التطبيق الكامل للقرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن والطلب من إسرائيل تزويدنا بخرائط الألغام والقنابل العنقودية التي رمتها على لبنان خلال الحرب الأخيرة، وان لبنان يطالب اسرائيل بالتوقف عن اختراق أجوائه.
التشديد على المصالحات
السنيورة، وفي كلمة له تلاها الوزير جان اوغاسبيان نيابة عنه في افطار غرفة التجارة الدولية، شدد على السعي الى المصالحات في كل لبنان، وقال: نحن نتمسك بسيادة لبنان وديموقراطيته وحريته، كما نتمسك بحلفائنا وبالمحكمة الدولية وبمشروع الدولة الديموقراطية الحرة.
حزب الله: يدنا ممدودة وقلوبنا مفتوحة
بدوره رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد، جدد الإعلان عن مد اليد وفتح القلوب والعقول من أجل محاورة الآخرين أملا في التوصل الى قناعات، وندرك بأن الاستقرار الداخلي أمر حيوي ومطلب، ولا نقبل ولا نريد ان نخرج عن السلم الأهلي. وقال: ان سلاح المقاومة يدافع عن نفسه.
من جانبه النائب أحمد فتفت (تيار المستقبل) أوضح أمس سعي التيار لدرء الفتنة والتصالح، لكن هذا لا يعني التخلي عن أي بند من بنود ثورة الأرز.
واضاف: ان المصالحة هي من أجل السماح للحياة السياسية في لبنان بأن تأخذ مجراها الطبيعي، وهذا لا يعني اننا نسينا ما حصل في مايو، لكن ردنا على ما حصل في مايو 2008 سيكون في صناديق الاقتراع في مايو 2009.
«المصالحة المسيحية» راوح مكانك
الرابطة المارونية واصلت جولتها على القيادات المارونية وزارت أمس النائبة نايلة معوض، التي قالت ان الخلافات السياسية المسيحية كبيرة، لكن علينا تخطي هذه الخلافات والمصالحة مع بعضنا البعض، وقالت معوض ان حماية المسيحيين تكمن بالاحتماء بمؤسسات الدولة.
منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار فارس سعيد، لاحظ انه لم تحصل أحداث في الوسط المسيحي كما حصل في 7 مايو في المناطق الإسلامية، حتى يصار الى مصالحات مماثلة في الوسط المسيحي، مؤسف تماما ما حصل في «بصرما» ويجب ألا يتكرر.
واضاف سعيد: ان معايير المصالحة المسيحية سياسية بالتأكيد لكن لا أحد سيبدل رأيه حول سلاح حزب الله نحن نقول بحصرية السلاح بيد الجيش اللبناني وهم يعتبرون سلاح حزب الله نقطة قوة لبنان، وهذا خلاف كبير، فضلا عن انه لا مجال لمصالحة مسيحية مادام هناك من يتهجم على البطريرك الماروني، وخاصة ما قاله الوزير السابق سليمان فرنجية أخيرا وهو معيب.
هذا وكان الوضع الأمني محور لقاء جمع البطريرك الماروني نصرالله صفير بالمدير العام للأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي الذي أبدى ارتياحه للوضع العام في لبنان.
الصفحة في ملف ( pdf )