خلافا لما كان متوقعا، حققت المناظرة التلفزيونية بين المرشحين الأميركيين للرئاسة الديموقراطي باراك أوباما والجمهوري جون ماكين نسبة مشاهدة ضئيلة، وذكر موقع هوليوود ريبورتر انه على عكس ما توقع الرئيس المساعد للجنة المناظرات الرئاسية فرانك فاهرنكوبف بأن المناظرة ستحقق نسب مشاهدة عالية في حين أظهرت الأرقام الأولية ان 21% من الأسر الأميركية فقط شاهدت الحدث التلفزيوني.
وكان فاهرنكوبف قال في تصريح سابق: «من المتوقع أن يشاهد المناظرة 80 مليون شخص في الولايات المتحدة وربما أكثر.
أعتقد انها ستكون المناظرة التي تحقق أعلى نسبة مشاهدة في التاريخ».
ولكن الأرقام جاءت لتنسف توقعات فاهرنكوبف، إذ تبين ان 21% من الأسر الأميركية فقط استبدلت ما كانت تشـــــاهده على التلفزيون لتتابع المناظرة.
يشار إلى ان أعلى نسب مشاهدة للمناظرات الرئاسية تحققت في العام 1980 بين المرشحين آنذاك رونالد ريغان وجيمي كارتر.
الا ان أعضاء حملة أوباما يعتقدون أنه سيفوز بفارق كبير على منافسه الجمهوري جون ماكين.
ونقلت صحيفة دايلي تلغراف البريطانية عن مصادر لم تكشف عن هويتها ان كبار مساعدي أوباما يستندون إلى نتائج استطلاعات خاصة للرأي وإلى إيمان راسخ بقدرتهم على انتزاع التأييد الشعبي لهم في الولايات الرئيسية.
وكشفت الصحيفة ان أوباما نفسه مقتنع أيضا بأنه سيحقق فوزا ساحقا في الانتخابات الرئاسية وهو السبب وراء هدوئه الدائم وابتعاده عن الانفعال، فهو مقتنع أن وسائل الإعلام الأميركية والحزب الجمهوري يسيئان تقدير قوته بين الناخبين الجدد في الولايات الرئيسية.
وعلى الرغم من الانتقادات اللاذعة التي وجهها عدد من الديموقراطيين إلى أوباما بأنه لم يبذل ما يكفي من الجهود لكسب تأييد مناصري المرشحة الديموقراطية السابقة السيناتور هيلاري كلينتون، إلا ان كبار مساعدي أوباما مقتنعون أن لديه فرصة كبيرة للفوز في الولايات التسع التي صوتت للرئيس جورج بوش في العام 2000.
وهذه الولايات تتضمن نورث كارولاينا وفرجينيا وحتى إنديانا التي لم تصوت لمرشح ديموقراطي منذ الستينيات من القرن الماضي.
وكان المرشح الديموقراطي قد اتهم منافسه الجمهوري مكين باللعب بالسياسة مستخدما الأزمة المالية في الوقت الذي حاول فيه خصمه الجمهوري إظهار القيادة بالعودة إلى واشنطن التي هرع إليها أعضاء الكونغرس للتوصل لاتفاق بشأن خطة للانقاذ المالي.
وبعد أول مناظرة بينهما شهدت تصادما حادا بين الرجلين الطامحين للوصول إلى البيت الابيض، عاد اوباما إلى حملته الانتخابية، في حين أسرع ماكين إلى واشنطن حيث يبدي بعض الديموقراطيين مخاوفهم من أنه قد يعرقل مفاوضات دقيقة بشأن خطة الانقاذ.
وفي أول تجمع حاشد مشترك منذ تعيينهما مرشحين عن الحزب الديموقراطي، انتقد اوباما وجو بايدن الذي يخوض الانتخابات معه لمنصب نائب الرئيس ماكين وتركزت الانتقادات في الغالب على الاقتصاد وعلاقات ماكين بالرئيس جورج بوش الذي لا يحظى بشعبية.
كما انتقدوا خروجه عن مسار الحملة الخميس الماضي للمشاركة في محادثات بشأن خطة الانقاذ المالي في خطوة وصفها البعض بأنها مغامرة سياسية قبل أقل من ستة اسابيع من الانتخابات الرئاسية في الرابع من نوفمبر.
وقال «جورج بوش وضعنا في حفرة عميقة.
كان جون ماكين يحمل المجرفة.
سيستغرق الامر وقتا حتى نخرج انفسنا منها».
واضاف «ترون على ما اعتقد ان السيناتور ماكين لا يفهم هذا. إنه لا يفهم أن هذه الازمة في وول ستريت، ضربت الشارع الرئيسي منذ فترة طويلة.
بدوره، توجه ماكين مباشرة الى واشنطن قادما من مسيسبي بعد انتهاء المناظرة لكن على النقيض مما حدث الخميس الماضي عندما توجه إلى مبنى الكونغرس والبيت ابيض للمشاركة في المفاوضات التي تحظى بتغطية اعلامية كبيرة قام سيناتور اريزونا باجراء اتصالات هاتفية من خلف الستار.