بيروت ـ عمر حبنجر
استيقظت مدينة طرابلس على تفجير ارهابي جديد، استهدف هذه المرة أيضا حافلة عسكرية كانت تقل جنودا من بلدة اكروم في عكار، باتجاه بيروت وجبل لبنان، ما أفضى الى استشهاد 5 وجرح 35، بينهم مدنيون تصادف مرورهم لحظة الانفجار.
وكان تفجير مماثل حصل في 13 اغسطس في إحدى ساحات طرابلس استهدف حافلة عسكرية كذلك وأفضى الى استشهاد 10 جنود و7 مدنيين.
رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان شدد على ان «مواجهة الارهاب والتصدي له تكون بتوحيد الصفوف والاسراع في تحقيق المصالحات الوطنية»، لافتا الى ان «الارهاب الذي يضرب وخصوصا في اتجاه العسكريين لن يلوي ذراعنا لا بل يزيدنا اصرارا على التصدي له ويدفعنا أكثر الى توحيد صفوفنا واتمام المصالحات ومتابعة الحوار الصادق لوضع استراتيجية وطنية».
واتهم مفتي طرابلس الشيخ مالك الشعار «الأيادي الخارجية الشريرة» بالتفجير الجديد، مشددا على تمسك أهالي المدينة والشمال عموما بخيار الدولة.
الانفجار حصل في السابعة و44 دقيقة صباحا، أثناء وصول الحافلة المخصصة لنقل العسكريين الى محلة البحصاص، وهي تأخذ الطريق الى بيروت ما أدى الى قذفها مسافة 12 مترا.
وتبين توا ان الشحنة الناسفة كانت مزروعة بسيارة رينو 12 وهي على غرار سابقاتها محشوة بالكرات المعدنية لقتل المزيد من الناس، وان التفجير تم بواسطة التحكم عن بعد، مستهدفا الجزء الأمامي من الحافلة.
«اعتقال» صاحب السيارة الملغومة
وسارعت أجهزة الجيش والأمن الداخلي وقضاة المحكمة العسكرية الى المكان وباشروا تحقيقاتهم في مسرح الجريمة بعدما تم نقل القتلى والجرح الى المستشفيات، واعتقلت صاحب السيارة الرينو فواز عبدالسلام صبرة من طرابلس الذي سلم نفسه بنفسه، معلنا انه أوقف سيارته منذ لحظات دون ان يدري بأن ثمة من سيضع المتفجرة تحتها.
وسخرت مصادر أمنية من محاولة ربط هذه الجريمة، وجريمة ساحة التل التي سبقتها بأعمال ثأرية من جانب «فتح الإسلام» وقالت ان هذا التنظيم اختراع معروف الحسب والنسب، وان المقصود من مسلسل الأعمال التخريبية منذ ظهور «فتح الإسلام» في مخيم البارد، ضرب عصب الدولة الذي هو الجيش والأمن الداخلي، لإظهار عجز هذه الدولة عن الوقوف على رجليها.
المصادر قالت انها كانت تتوقع عملا ارهابيا منذ بضعة أيام، لكن ليس بهذه السرعة، ولا باتجاه الهدف عينه الذي استهدف يوم 13 اغسطس، مما يؤكد ان توحد اللبنانيين حول الجيش والدولة، لأول مرة منذ زمن بعيد، وتحت مظلة المصالحات المتسعة، أمر يثير الغيظ من جانب جهات محددة.
واعتبر مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني ان يد الإجرام مهما فجرت حقدها ستبقى وحدة اللبنانيين هي الرد الأقوى على مواجهة كل من يحاول العبث بأمن لبنان واللبنانيين.
واعتبر المفتي قباني ان الجريمة النكراء موجهة لكل اللبنانيين ومصالحاتهم التي تكللت بالنجاح لإجهاضها وللنيل من الثقة الكبيرة بالجيش اللبناني وقيادته الوطنية في التصدي للمخططات الإجرامية والإرهابية.
بري: لنجعل تسليح الجيش أولوية
واستنكر رئيس المجلس نبيه بري جريمة طرابلس وقال في تصريح له أمس: مرة جديدة يكون لبنان الذي يستعد لالتماس هلال العيد ضحية الارهاب الذي يغتال فرحته وينغص عليه نعمة الاستقرار ويحاول ان يتطاول على المصالحات والمصافحات والمصارحات وعلى الحوار الوطني وعلى عودة لبنان للعب دوره العربي والدولي.
واضاف: ومرة جديدة يكون جيشنا الباسل وأبناؤنا الجنود الأبطال بصفة خاصة والمدنيون اللبنانيون عامة هدفا لهذا الارهاب الذي يحاول الانتقام من قوة عناصر وحدتنا الوطنية والانتقام من جيشنا كونه عصب البلاد وعموده الفقري.
وتقدم بأحر العزاء الى قيادة الجيش وذوي الشهداء العسكريين والمدنيين وقال: اسأل الله سبحانه وتعالى الشفاء للجرحى وادعو مؤسسات الدولة ومختلف القوى السياسية الى اعتبار زيادة عديد الجيش وتسليحه أولوية وطنية كما نؤكد على دعم القرارات والخطوات التي تتخذ لمجابهة هذا التحدي الوحشي الدموي وإلى تعزيز التعاون مع الأطر العربية والدولية الخاصة بمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة.
الحريري للتضامن مع الجيش
بدوره دان رئيس كتلة «المستقبل» النيابية النائب سعد الحريري جريمة التفجير الارهابية التي وقعت في طرابلس، وقال ان هذا التفجير، يدل على ان لبنان لايزال معرضا لأخطار من جهات لا تريد لهذا البلد ان يتمكن من ادارة شؤونه بنفسه وان ينعم بالأمن والاستقرار.
وقال: من هنا نلاحظ ان كل اعمال التفجير تتركز على محاولة اضعاف دور السلطة اللبنانية واستهداف الجيش اللبناني الذي يدفع ضريبة الدم من خلال هذه التفجيرات الارهابية الى جانب المدنيين وهي ضريبة قاسية لمواجهة هذا المخطط الارهابي.
كرامي: استهداف للسلم الأهلي
من جانبه، شدد رئيس الحكومة السابق عمر كرامي على ان استهداف الجيش هو استهداف للسلم الأهلي، وقال في بيان: مرة أخرى تتعرض طرابلس لهجوم يستهدفها ويستهدف الجيش فيها، واننا اذ ندين بأشد عبارات الاستنكار هذا التفجير الارهابي، نتوجه بالعزاء الخالص الى أهالي الشهداء البررة ونتمنى الشفاء للجرحى على أبواب عيد مبارك هو عيد الفطر.
واضاف: اننا نرى في استهداف الجيش اللبناني هذه المؤسسة الضامنة لوحدة البلاد، استهدافا للسلم الأهلي في كل لبنان، ولكل المساعي والجهود التي تبذل في سبيل استقرار البلاد تمهيدا لاجراء انتخابات نيابية تعيد تكوين السلطة، داعيا كل الأجهزة الأمنية الى اليقظة وتكثيف جهودها والتعاون مع كل اللبنانيين من أجل حفظ الأمن والاستقرار في لبنان.
ميقاتي: عمل ثأري
وعلّق رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي على عملية التفجير، فرأى ان الجيش اللبناني يتعرض لأعمال ثأرية لما حصل في مخيم نهر البارد، داعيا الجيش الى اتخاذ الاجراءات اللازمة لتحصين نفسه بعد تكرار العمليات ضده. معتبرا ان ما حصل لا علاقة له بالمصالحات.
سكاف: وجه آخر لجريمة دمشق المستنكرة
ودان وزير الزراعة الياس سكاف الاعتداءات المتكررة على الجيش اللبناني.
وقال: تأتي مجزرة البحصاص الآثمة كوجه آخر لجريمة دمشق المستنكرة، هدفها تسعير الاقتتال المذهبي بديلا عن المصالحات، وخدمة لإسرائيل ومخططاتها المدمرة.
لحود يتهم الأوساط الأصولية
الرئيس السابق اميل لحود اتهم الارهاب «المرتبط بأوساط أصولية» وقال ان هذا الارهاب بات يشكل خطرا على لبنان والمنطقة، وانه بات من الضروري التكاتف لمواجهته، مذكرا بأحداث الضنية عام 2001 ونهر البارد عام 2007.
تغطية خاصة في ملف ( pdf )