خلافا لما اعلنه مسؤولون مصريون وسودانيون قال ايطاليون كانوا من ضمن الرهائن الـ 19 المفرج عنهم أمس الاول انهم لم يشهدوا عملية انقاذ بل تركهم خاطفوهم وقادهم مرشدوهم المصريون إلى بر الامان.
وفيما يتعارض فيما يبدو مع تصريحات سابقة من جانب مسؤولين عن «خطة انقاذ» وإطلاق نار قال الرهائن الايطاليون المفـــرج عنهم إنهم لم يسمعوا طلقة واحدة بل ان الخاطفين أعادوا لهم سيارة جيب وجهازا للتوجيه في الصحراء يعمل بالاتصال بالأقمار الاصطناعية وقالوا لهم انهم أحرار.
وقالت ميري دي جيولي (70 عاما) للصحافيين لدى وصولها إلى مدينتها تورينـو «طلقات؟ لم نسمع شيئا». وأضافت «وضعنا ثقتنا في الله وقدنا في الصحراء لخمس او ست ساعات دون إطارات احتياطية وبقليل من الماء.
لو ارتكبنا خطأ واحدا لمتـــنا».
وتمكنوا من العودة إلى مصر ورصدوا رجلين مسلحين، وقال ولتر باروتو (68 عاما) «في بادئ الأمر خشينا ان يكونا خاطفين آخرين لكن لحسن الحظ كانا جنديين مصرييون وادركنا ان المسألة انتهت أخيرا».
ويبدو ان رواية الرهائن عن كيفية انتهاء محنتهم تتعارض مع تقارير في السودان ومصر عن قتل ستة من الخاطفين في معركة. وأورد مسؤولون في مصر روايات مقتضبة وتفاصيل متعارضة عن افراج عن الرهائن.
وقال رهينة مصري مفرج عنه إن الخاطفين تركوا المجموعة التي جاءت القوات المصرية «بعد لحظات» لانقاذها.
وابلغ وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني محطة إذاعة محلية أمس انه لم يكن هناك عملية انقاذ مسلحة ولم تدفع فدية.
وقال فراتيني إن الخاطفين أطلقوا سراح الرهائن عندما أدركوا حجم عملية الانقاذ الدولية.
وأضاف «التعاون الدولي الكبير بين ايطاليا وألمانيا وأجهزة المخابرات السودانية والمصرية مكن من رصد حركة الخاطفين».
وقال الرهائن انهم لم يتعرضوا للعنف وأشادوا بمرشديهم المصريين الذين اختطفوا معهم. وأضافت أن النساء في المجموعة كن خائفات بشكل خاص.
وقال السائح والتر باروتو (68 عاما) بعد وصوله إلى مدينة تورينو الايطالية: «مررنا بفترة اعتقدنا خلالها أن هذه هي النهاية بالنسبة لنا».
وقالت جيوفانا كواجليا (52 عاما) إن الخاطفين كانوا يوزعون الطعام والشراب عليهم بشكل مقنن كما أن درجات الحرارة خلال فترات النهار كانت تصل إلى نحو 60 درجة مئوية.
وأضافت السائحة: «لم يضربنا الخاطفون مطلقا ولكنهم كانوا يتسمون بالصرامة الشديدة معنا نحن النساء.
كنا نضطر لتغطية وجوهنا طوال الوقت والنظر إلى الأرض دائما».
وقالت كواجليا إن الخاطفين أرغموهم على الاختباء تحت سيارات رباعية الدفع (جيب).
وأثنت السائحة الايطالية على سلوك المرشدين السياحيين المصريين الذين اختطفوا معهم وقالت إنهم كانوا دائما بمثابة عون لهم خلال تلك الفترة.
بدورها نفت تشاد ماتواتر من معلومات بأنها كانت مسرحا للعملية التي أدت الى الافراج عن 11 سائحا أوروبيا ومرافقيهم المصريين الثمانية بعد احتجازهم في 19 سبتمبر الماضي ونسبت قناة العربية الاخبارية الى المتحدث باسم الحكومة التشادية محمد حسين قوله أمس «لم يحصل شيء في تشاد، لا علاقة لتشاد بهذه القضية، تشاد لم تر شيئا لقد تابعنا كل ما حصل عبر وسائل الإعلام».
النفي التشادي جاء متزامنا مع إعلان مصدر أمني ان السياح الألمان الخمسة الذين كانوا بين الرهائن، غادروا القاهرة في ساعة مبكرة من صباح أمس على متن طائرة ألمانية خاصة.
وأشار المصدر الى ان السفير الألماني بالقاهرة كان في وداع السائحين الألمان.
ووصل السياح الى برلين بصحة جيدة، كما أعلنت وزارة الخارجية الألمانية في بيان لها أمس.
وبحسب المصدر نفسه، فان أقرباء لهم كانوا ينتظرونهم لدى وصول طائرة الشركة الألمانية لوفتهانزا التي استؤجرت خصيصا للمناسبة.
وكان برفقة السياح الذين خطفوا مع ايطاليين ورومانية واحدة، أفراد من قوات التدخل الألمانية الخاصة «جي اس جي 9» وخبراء في الشؤون اللوجستية والقوات الخاصة في الجيش، كما أوضحت الوزارة.
وتمت تعبئة هذه القوات الخاصة لتقديم المساعدة في عملية الافراج عن الرهائن في حال الضرورة، لكنها لم تضطر الى التدخل، بحسب البيان.
وفي روما، كانت الحكومة أعلنت أيضا عن تعبئة عملاء سريين وعناصر من القوات الخاصة الايطالية للتدخل وانقاذ خمسة ايطاليين كانوا بين المخطوفين، ووصف هؤلاء السائحون عملية اختطافهم في الصحراء بـ«العصيبة للغاية».