بيروت – عمر حبنجر
الحركة السياسية الداخلية استمرت على جمودها المتصل بعطلة عيد الفطر، وهذا ما افسح في المجال لمواصلة الحراك السياسي والاعلامي على محور تصريحات الرئيس السوري بشار الاسد حول الوضع الخطير في شمال لبنان، وحول تعاظم المطالبة بتفعيل حركة التنسيق الأمني بين سورية ولبنان، والذي هو مطلب لبناني ايضا شرط الا يتجاوز ضبط الحدود الى الداخل، كما يقول نواب الاكثرية في الوقت الذي نقل فيه عن الوزير الياس سكاف ان الدخول العسكري السوري، في حال حصوله، لن يقترن بالبقاء، انما لتنفيذ مهمات وحسب.
سورية طلبت التنسيق الأمني رسمياً
وكانت وسائل اعلام عربية ذكرت امس ان سورية طلبت تنسيقا أمنيا مع لبنان لضبط الحدود بين البلدين، وذلك من خلال التفاهم على عدد من التدابير والاجراءات لمكافحة الارهاب ووقف التهريب على الحدود في الشمال والبقاع.
وقالت ان سورية تقدمت بطلب رسمي الى لبنان بشأن التنسيق الأمني قبل اسابيع من الانفجار الذي وقع في دمشق السبت الماضي وان الرئيس بشار الاسد اثار هذه المسألة مع الرئيس ميشال سليمان في لقائهما بدمشق في 13 اغسطس، والذي جاء بعد ساعات من الانفجار الذي استهدف حافلة نقل عسكريين في ساحة التل بطرابلس.
الشيخ قبلان يؤكد على التنسيق
ولوحظ انه لم يصدر اي رد او تعليق في بيروت حول هذا الموضوع، الا ان نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبدالامير قبلان تطرق الى ضرورة التنسيق الأمني بين البلدين، في خطبة عيد الفطر، يؤشر على ان هذه المسألة مطروحة جديا.
وقال الشيخ قبلان: ان ما جرى في دمشق وفي طرابلس من اعمال ارهابية يكشف عن محاولة لاعادة ادخال المنطقة في دائرة الفوضى الهدامة التي تستدعي لمواجهتها رفع مستوى التنسيق والتعاون الأمني بين لبنان وسورية واعتبار الاعتداء على سورية اعتداء على لبنان والاعتداء على لبنان اعتداء على سورية.
واشارت مصادر لبنانية رسمية الى ان الطلب السوري بالتنسيق الأمني هو موضع تشاور داخل الحكومة اللبنانية، وان بعض الوزراء يتوجسون من عودة «الجهاز الأمني المشترك» من باب التنسيق المطلوب، لذلك فان الفريق الذي يمثله هؤلاء الوزراء، يفضل ان يتم التنسيق عبر الطرق الديبلوماسية التقليدية ومن خلف الحدود، وكل من فوق حدوده.
التنسيق
ولوحظ تزامن اثارة موضوع التنسيق مع نفي دمشق للاخبار المتداولة عن عزمها العودة عسكريا الى لبنان تحت عنوان مواجهة خطر الاصولية الاسلامية المتطرفة في شمال لبنان، وقد ترافق هذا النفي مع ردود فعل اميركية وفرنسية رافضة لأي عودة سورية عسكرية الى لبنان.
بيد ان مصادر في قوى 14 آذار اعتبرت ان ما يجري من لغط حول التطرف الاسلامي في شمال لبنان، يهدف الى استكمال حلقة الحصار الأمني وبالتالي السياسي، لأهل السنة والجماعة في طرابلس والضنية وعكار، حيث الخزان الرئيسي لهؤلاء، والذي بدأ عمليا في بيروت مطلع مايو الماضي.
سكاف: الأسد لن يدخل ليبقى
على انه نقل عن الوزير اللبناني الياس سكاف الذي التقى الرئيس بشار الاسد في 14 سبتمبر الماضي قوله خلال لقاء مع الوزير السابق البير منصور، «ان الرئيس الاسد لم يكن يمزح عندما قال انه عائد الى لبنان، ثم استدرك قائلا ان الاسد لم يشر الى انه سيدخل ليبقى، بل من اجل انجاز مهمة ملحة وهي القضاء على اوكار الارهاب في الشمال عموما وفي طرابلس خاصة».
سليمان: الانتشار السوري متفاهم عليه
وواضح ان موضوع التنسيق الأمني مع سورية، حاضر في الذهن اللبناني الرسمي، وقد اثاره وزير الداخلية زياد بارود، بعد لقائه الرئيس ميشال سليمان في منزله العائلي بـ «عمشيت» يوم الاربعاء، ونقل عن الرئيس في هذا الاطار ان انتشار الجيش السوري على الحدود الشمالية يندرج في اطار تفاهم مع الجانب السوري على تحصين الحدود، منعا لأي مشاكل.
الوزير جان اوغاسبيان (المستقبل) قال ان موضوع التنسيق بحث في آخر قمة بين الرئيسين في دمشق، وفي البيان الختامي لحظ اتخاذ الاجراءات لضبط الحدود ومنع كل انواع التجاوزات كمرور المسلحين والذخائر والمتفجرات وهناك لجنة ارتباط عسكرية لبنانية - سورية مهمتها التنسيق بين الجيشين.
واشار اوغاسبيان الى ان التصريحات الاخيرة للرئيس الاسد اعطت الموضوع الضجة التي نرى واللغط الحاصل، لكن لا الوضع الدولي ولا الوضع الاقليمي يسمحان بدخول الجيش السوري إلى لبنان مجددا.
وقال اوغاسبيان في حديث اذاعي: هذا الأمر محسوم نهائيا، وكل الاطراف في لبنان اكدوا على ذلك وسورية تعلم ذلك جيدا، الا ان التنسيق لضبط الحدود هو مطلب لبناني قديم.
نعم للتنسيق لا للتدخل
النائب الاكثري عمار حوري اكد بدوره ان التنسيق لضبط الحدود مع سورية هو مطلب لبناني شرط الا يكون مقدمة للتدخل، وهو ما دعا اليه اللبنانيون منذ مؤتمر الحوار الاول في العام 2006، ويفترض ان يكون مطلبا سوريا ايضا.
لان ضبط الحدود يريح البلدين شرط الا يتجاوز ذلك الى محاولة التدخل في الشؤون اللبنانية.
وعن موعد لقاء النائب سعد الحريري رئيس تيار المستقبل مع السيد حسن نصر الله الامين العام لحزب الله، قال حوري: القرار باللقاء قد اتخذ، تبقى الامور التحضيرية بجوانبها الامنية والتفصيلية بحاجة الى بعض الاعداد.
الجميل: طرابلس ليست «قندهار»
الرئيس امين الجميل رفض في تصريح لقناة «اخبار المستقبل» ان تكون طرابلس «قندهار جديدة» بحسب ما يريد ان يوحيه البعض، واعرب عن تخوفه من محاولة بلقنة لبنان واصفا الانتشار السوري على الحدود الشمالية للبنان بغير البريء.
وعن كلام الرئيس الاسد قال الجميل: ان هذا الكلام ليس عابرا، وليس زلة لسان، وقد بدأ بكلامه للرئيس سليمان في دمشق حيث دعاه لارسال الجيش الى الشمال لان هناك مشاكل في الشمال، ثم قال امام النقيب ملحم كرم ان الشمال بؤرة اصولية وارهاب، وكأنه قندهار، وكل هذه التصريحات تدل على مشروع معين.
ووصف الجميل المصالحات التي جرت بفك الاشتباك، مؤكدا انها ليست مصالحات حقيقية والمستفيد الأكبر منها حزب الله.
الأيدي الشريرة لاتزال تعمل
النائب سمير الجسر وصف التفجير الاخير في طرابلس بالخطير والذي يؤشر على ان الايدي الشريرة لاتزال تعمل مشددا على ضرورة مواجهة هذه الايدي عبر تكثيف حضور الدولة في الشمال.
وتطرق الجسر الى محاولة تظهير حالة سلفية والايحاء بانها تقبض على الوضع الامني والسياسي في طرابلس منبها الى محاولات وضع المدينة في مواجهة الدولة والجيش مستبعدا دخولا عسكريا سوريا الى لبنان بسبب عدم توفر الظروف الداخلية والغطاء الدولي لذلك.
تغطية خاصة في ملف ( pdf )