واشنطن – أحمد عبدالله
دعا الجنرال الاميركي ديڤيد ماكيرنان قائد قوات حلف شمال الاطلسي (الناتو) في افغانستان الى اشراك القبائل في عملية اعادة السلام ولم يستبعد مصالحة مع زعيم حركة طالبان الملا محمد عمر الذي طرد من السلطة.
من جهة اخرى اكد ماكيرنان ان التحالف يحتاج الى مزيد من القوات لمواجهة «القتال الضاري» في شرق افغانستان وجنوبها.
واضاف ماكيرنان في ايجاز للصحافين بالپنتاغون اول من امس «ان الاغلبية الساحقة من ابناء الشعب الافغاني لا يريدون ان تعود حركة طالبان الى الحكم الا ان تقدم القوات المناوئة لطالبان في افغانستان يتسم بالتباين عند تقييمه كما يحدث الآن».
واضاف الجنرال «بالنسبة للقوات والمعدات الاضافية التي طلبناها فإننا نحتاج اليها بأسرع ما يمكن وليس هذا من جهة القوات وحدها ولكن بالنسبة للتجهيزات ايضا».
وحدد ماكيرنان طلبه من القوات بثلاث كتائب «على الاقل» بالاضافة الى المعدات التي تتضمن حسب قوله مروحيات وقدرات استخبارية واستطلاعية وامدادات ووسائل نقل واضاف «منذ ان ذهبت الى افغانستان قبل اربعة شهور وجدنا انفسنا في معارك اكبر مما توقعنا، ولذا فقد طلبت ارسال قوات فورا للقيادة الاقليمية في المنطقة الشرقية وهي الكتيبة التي تقرر بالفعل ارسالها في شهر يناير المقبل تقريبا واذا جمعنا القوات المطلوبة فانها ستصل الى اربع كتائب اي ثلاث بالاضافة الى الكتيبة التي ستصل في يناير».
الاتصال بالقبائل
وبينما رفض الجنرال الاميركي اي مقارنة بين وجود القوات الدولية في افغانستان والاحتلال السوفييتي لاراضي ذلك البلد فانه قارن بين تشكيل القبائل العرقية للجان الصحوة وامكانية تكرار تلك التجربة في افغانستان.
فقد قال الجنرال ردا على سؤال بهذا الشأن «ان وجه التشابه بين التجربة العراقية وما يحدث في افغانستان هو حاجتنا الى العمل مع القبائل الافغانية بصورة مباشرة.
اما وجه الاختلاف فان ما رأيته حين كنت في العراق من زاوية التشكيل القبلي العراق يختلف تماما عما أراه الآن في افغانستان.
فالخريطة القبلية الافغانية تختلف في اوجه جوهرية عن العراق اذ انها اكثر تعقيدا بكثير اذ ان هناك اكثر من 400 شبكة قبلية مختلفة في افغانستان هي قبائل تركت فيها 30 عاما من الحروب آثار بالغة العمق».
بيد ان ماكيرنان اشار الى ضرورة الاتصال بالقبائل والعمل معها كلما امكن ذلك لتطوير القدرة على حكم مناطقها واحلال قدر من الامن فيها.
ووصف الجنرال ذلك بانه «مفهوم» مهم للغاية للتحرك في المرحلة المقبلة في افغانستان.
رغم ذلك فان الجنرال ترك انطباعا بانه غير مقتنع تماما بامكانية تكرار تجربة مجالس الصحوة العراقية في افغانستان.
المصالحة
وسئل ماكيرنان عن رايه في تصريحات الرئيس الافغاني حامد كرزاي بامكانية التفاوض بين الحكومة الافغانية وقوات طالبان بواسطة سعودية فقال «ان فكرة المصالحة ينبغي ان تكون مبادرة افغانية واعتقد ان الحل في افغانستان سيكون حلا سياسيا وليس حلا عسكريا».
وردا على سؤال عن احتمال اجراء مفاوضات مع الملا محمد عمر، قال ماكيرنان »اعتقد ان هذا قرار سياسي يجب ان تتخذه القيادة السياسية في نهاية المطاف».
كما سئل ماكيرنان عما قاله وزير الدفاع روبرت غيتس من انه يعتقد ان الحل في افغانستان لن يكون بزيادة قوات ناتو وانما بزيادة قدرات القوات الافغانية وما اذا كان الطلب بزيادة القوات يشكل خلافا مع الوزير فقال انه وغيتس يريان الامر من زاوية مشتركة وانهما متفقان تماما حول ان من الملح على المدى العاجل زيادة القوات والعمل في نفس الوقت بجهد اكبر وبمساهمة دولية كبيرة على دعم قدرات الجيش الافغاني واضاف «لقد تحدثنا سويا، الوزير غيتس وانا ولم ألمس اي خلاف في الرؤية بيننا».
وكرر الجنرال ما تردد في واشنطن من ان الولايات المتحدة تعمل على التقريب بين مواقف باكستان وافغانستان تجاه مشاكل الحدود المشتركة وانتشارالمسلحية فيها والعمل على نحو يصل الى تشكيل دوريات مشتركة بين البدين وتنسيق العمليات العسكرية بين قواتهما في تلك المنطقة.
وسئل الجنرال عن صحة التقاريرالتي افادت بموت بيعة الله محسود قائد قوات طالبان في باكستان فقال انه رأى تلك التقارير ولكنه لا يستطيع ان يؤكد صحتها.