بضغط الجيش من جانب وبدافع الشعور بالانتقام من مقاتلي طالبان والقاعدة من جانب آخر، ثار أبناء القبائل الباكستانية ضد المتشددين في بعض اجزاء المنطقة القبلية بمحاذاة الحدود الافغانية وغيرها من المناطق.
وشكلت ثلاث قبائل من البشتون في منطقة باجور - هي سلارزاي وتارخاني واوتمانخيل- جيشا خاصا من نحو 10 آلاف رجل من تلك القبائل لطرد طالبان من مناطقهم بعد أسابيع من القتال الضار بين قوات الأمن والمتشددين أدى لخسائر فادحة في صفوف المدنيين وفي الممتلكات.
وقال الزعيم القبلي فضل كريم الذي يقود الجيش الخاص: «لقد أبلغتنا السلطات بمنتهى الوضوح أن الطريقة الوحيدة لتفادي الخسائر المصاحبة هي أن نطهر مناطقنا من طالبان وان نعيد لها الاستقرار». وأضاف كريم الذي حرر مقاتلوه نحو 90% من منطقة سالارزاي: «ما الذي جلبته هذه العصابات من المجرمين وقطاعي الطرق باسم الإسلام سوى الهمجية».
الى ذلك طلبت السلطات الباكستانية من نحو 60 ألف لاجئ أفغاني مغادرة منطقة القبائل في شمال غرب البلاد قرب الحدود الافغانية حيث يتواجه الجيش الباكستاني مع حركة طالبان ومقاتلي القاعدة، حسب ما اعلن مسؤولون امس.
ومنحت السلطات الباكستانية اللاجئين الافغان مهلة حتى الاحد المقبل للعودة الى بلادهم ومغادرة منطقة باجور التي تشهد عملية عسكرية واسعة منذ شهرين.
وقال المسؤول الحكومي عبدالحسيب: «عملا بأوامر وزارة الداخلية، اتخذنا اجراءات فاعلة ضد اللاجئين الافغان الذين لم يغادروا المنطقة بعد».
وأوضح المسؤول ان غالبية اللاجئين غير الشرعيين بعد ان عبروا الحدود التي يتعذر مراقبة نقاط كثيرة فيها واعيد اللاجئون الى افغانستان قبل عامين في اطار برنامج للأمم المتحدة من اجل العودة.
واضاف «افادت بعض المعلومات ان اللاجئين الافغان متورطون في اعمال مسلحة او تهديد اجتماعي، لذلك تم طردهم».
إلى ذلك، أعلنت قوات حلف شمال الأطلسي «الناتو» التي تقودها الولايات المتحدة في أفغانستان تأييدها لفكرة إجراء محادثات بين الحكومة الافغانية وحركة طالبان.
ونقلت هيئة الاذاعة البريطانية «بي.بي.سي» امس عن البريجادير «ريتشارد بلانشيت» قوله «إنه لا يوجد حل عسكري للنزاع في أفغانستان».
وفي نفس السياق، قررت الحكومة الألمانية امس خلال جلسة وزارية برئاسة المستشارة الألمانية انغيلا ميركيل تمديد مهمات وحدات الجيش الألماني (بوندسفير) العاملة ضمن قوات الحماية الدولية في افغانستان (ايساف) لمدة 14 شهرا.
كما قررت حكومة برلين زيادة عدد الجنود الألمان العاملين في ايساف من 3500 حاليا الى 4500 جندي.