دمشق ـ هدى العبود
أكد الرئيس السوري بشار الأسد على موقف بلاده من عملية السلام والذي يقضي باستعادة الأراضي المحتلة وتطبيق قرارات مجلس الأمن وفي مقدمتها القرار 242.
وقال الرئيس الأسد في مؤتمر صحافي عقده مع الرئيس الروماني باسيسكو في دمشق أمس: بحثنا التطورات في لبنان والعراق وعملية السلام، وكيف يمكن أن نحافظ على التقدم الذي حصل في تلك القضايا، مشيرا الى أن الاستقرار في الشرق الاوسط أساس الاستقرار في العالم، وأضاف: تحدثنا في الدور الأوروبي الذي بدأ يأخذ منحى أكثر إيجابية.
وأكد الرئيس الأسد أن الرئيس الروماني عبر عن دعمه لتوقيع اتفاقية الشراكة بين سورية والاتحاد الأوروبي، مضيفا أن آفاق العلاقة بين البلدين واسعة وليس لها حدود سواء في مجال العلاقات الثنائية أو بين سورية والاتحاد الأوروبي وأن رومانيا عضو.
وأشار الرئيس الأسد إلى وجود جالية رومانية في سورية وجالية سورية في رومانيا، وقال: الاستثمارات الرومانية في سورية وهي موجودة في القطاع العام منذ الثمانينيات، ولكن علينا أن نعززها في مجال القطاع الخاص.
وقال الرئيس الأسد: تحدثنا عن العلاقات الثنائية والاتفاقيات المطلوب توقيعها لفتح الأبواب أمام المزيد من التعاون بين رومانيا وسورية وتم الاتفاق على أن تجتمع اللجنة المشتركة العليا في أقرب وقت ممكن.
من جهته قال الرئيس الروماني باسيسكو: الرسالة التي أريد أن أبعثها للرئيس الأسد هي أن العلاقات القائمة بين سوريا ورومانيا قديمة ونريد أن نعززها ونطورها في المستقبل، مضيفا: أود أن أعبر عن تقديري لموقف سورية في المنطقة والذي ساهم بشكل رئيسي في إحلال السلام.
وعن الملف النووي الإيراني قال الرئيس الروماني: تناولنا الملف الإيراني، وموقف رومانيا هو أن من حق كل دولة أن تطور برامج نووية مدنية، وهذا الحق لإيران أيضا، ولكن على إيران أن تبدي شفافية في علاقاتها مع المجتمع الدولي في هذا الخصوص لإبعاد أي شكوك عن أن يكون البرنامج له أبعاد عسكرية.
وعن دور رومانيا في تسهيل توقيع اتفاقية الشراكة السورية الأوروبية أوضح باسيسكو أن رومانيا شريك فرنسا في المساعي الرامية لتحقيق هذا الاتفاق.
وفي رده على سؤال: إذا كانت سورية قد أوفت بالتزاماتها، فما الذي يؤجل التوقيع على الاتفاق، قال باسيسكو: للاتحاد الأوروبي آلية معقدة فيه 27 دولة، وللدول أولوياتها ولا تقبل أي دولة التدخل في سيادتها في مجال السياسة الخارجية، القرار في الاتحاد الأوروبي يتخذ على أساس الإجماع، والقرار الخاص بشأن اتفاقية الشراكة يحتاج إلى موافقة جميع الدول من هنا هذه الصعوبة في اتخاذ القرارات.
وقال الرئيس الروماني: التعاون الاقتصادي ممكن خاصة أن سورية يمر في أراضيها أنبوب الغاز من مصر إلى تركيا، ورومانيا من الدول التي ترى أن مشروع تايوكد يمكن تزويده بالغاز من إيران إلى مصر.
ولفت الرئيس الروماني إلى أنه تم البحث في موضوع رجل الأعمال السوري عمر هيثم.
ويشار إلى أن محكمة الاستئناف في بوخارست حكمت على رجل الأعمال السوري الروماني عمر هيثم بالسجن عشرين عاما بعد إدانته بتنظيم خطف ثلاثة صحافيين رومانيين في العراق ربيع 2005.
وكان الرئيس الروماني باسيسكو أكد في تصريح لدى وصوله إلى مطار دمشق أمس أهمية موقف سورية والدور الذي تؤديه في منطقة الشرق الأوسط، معربا عن تقدير بلاده لهذا الدور كونه يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
وقال الرئيس باسيسكو إننا نرغب في التعاون مع سورية في المجال السياسي وذلك من أجل خلق منطقة تنعم بالأمن والسلام موضحا أن سورية هي شريك مهم في مكافحة الإرهاب.
ووصف الرئيس الروماني العلاقات الثنائية بين سورية ورومانيا بأنها عريقة، معربا عن الرغبة في تنمية هذه العلاقات وتعزيزها في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية.