Note: English translation is not 100% accurate
صراع داخل الإدارة الأميركية بين جناح الانفتاح الفوري على سورية وجناح «ليس الآن»
الأربعاء
2006/11/1
المصدر : الانباء
المحور الذي يتبنى سياسة «ليس الآن» يبدأ من نائب الرئيس ديك تشيني مرورا الى مسؤول بارز لا يحب الظهور الاعلامي كثيرا ـ يحدد امورا بالغة الأهمية في سياسة الولايات المتحدة تجاه الشرق الأوسط، ذلك هو ايليوت ابرامز المسؤول في مجلس الامن القومي عن شؤون الشرق الاوسط، ويضم فريق تشيني ـ ايليوت اسماء اخرى منهم جون هانا المسؤول عن الامن القومي في مكتب نائب الرئيس، ومسؤول الشرق الاوسط في المكتب ديفيد ورمسر وآخرون.
ولا يخلو ما يقول هؤلاء من منطق، على الاقل من زاوية النظر الاميركية، ذلك ان سورية ـ في تقديرهم ـ تقف الآن موقفا قويا نسبيا، فقد راهنت على فوضى العراق، وحدثت، وراهنت على ثبات حزب الله، وثبت، وراهنت على دور حماس وصعودها، وها هي تشكل اغلبية المجلس التشريعي وتترأس الوزارة.
ويقول هؤلاء ان التفاوض مع دمشق اثناء تمتعها بهذا القدر من القوة التفاوضية، لن يكون قراراً صائباً من الوجهة التكتيكية، الا ان من يعارضون ذلك ـ لا سيما في وزارة الخارجية وفي صفوف التيار الجمهوري الواقعي ـ يرون ان اهمية الملفات التي تواجهها واشنطن تستدعي فتح قنوات التفاوض مع دمشق، خاصة ان الاسرائيليين لا يعارضون ذلك بل يطالبون به.
ويضيف المعارضون للانفتاح على سورية الى ترسانة حججهم حجة اخرى مفادها ان دمشق باتت مرتبطة بايران، بل ومعتمدة عليها، ثم يضيفون حجة ثالثة مفادها ان الوضع في سورية دخل مرحلة الحرج، الا ان معارضيهم يرفضون ذلك. ويقول مستشارالرئيس كلينتون السابق ومبعوثه الى الشرق الاوسط دنيس روس «لا اعتقد ان الوضع في سورية ضعيف ولا ارى ما يدعوني الى الاعتقاد بذلك، النظام هناك متماسك وبامكاننا الحديث معه اذا كان هناك قرار سياسي بذلك».
اما فلينت ليفريت المسؤول عن شؤون الشرق الاوسط في مجلس الامن القومي ابان رئاسة بيل كلينتون فقد قال «سأظل مقتنعا دائما بأن الرئيس بشار الاسد يريد حوارا جادا مع الولايات المتحدة وان العلاقات بين سورية وايران علاقات تكتيكية من زاوية النظر السورية واعتقد ان علينا ان نفتح حواراً واسع النطاق مع الاسد بهدف اعادة بناء التعاون الاميركي السوري مع تعهد بأن نضع ما يهم سورية ايضا على الطاولة، اي الا يقتصر الحوار على ما يهمنا نحن وحدنا».
مسؤولو وزارة الخارجية الذين يرون الامر نفسه لا يرغبون في الادلاء بتصريحات موقعة بأسمائهم، ولكنهم يقولون انهم ـ وكثيرين في الوزارة ـ مقتنعون بأهمية فتح حوار شامل مع السوريين، وعند سؤالهم عن سبب عدم حدوث ذلك حتى الآن فانهم يلوذون بالصمت ذلك ان السبب واضح، فالقرار النهائي في هذا الامر لايزال في ايدي المجموعة التي ترفض الحوار، ولكن السؤال المحوري هنا هو: اذا كانت زيارة وليد جنبلاط لواشنطن قد جرت على هذه الخلفية، فهل يعني ذلك ان من التقوا به كانوا يستطلعون رأيه وكل يرغب في التقاط المزيدمن الحجج لدعم ما يقول؟
ام انه كان ابلاغاً مبكراً بأن واشنطن قررت اخيراً ان تفعل ما دأبت على رفضه، اي فتح قنوات الحوار مع سورية؟ ليست ثمة مؤشرات بعد تفيد بأن واشنطن قررت تعديل سياستها تجاه سورية، وفي نطاق التكهنات فإن واشنطن تزدحم بمن يقولون رأيا ما ومن يقولون بعكسه تماما، بيد ان الكفة ترجح لحساب من يقولون ان دعوة جنبلاط، واجتماعه مع تشيني ورايس ليس بلاغاً مبكرا باعتزام ادارة الرئيس بوش فتح قنوات للاتصال مع سورية، وانما هو محاولة «للخصم» من الاوراق المتماسكة التي تمتلكها.
بعبارة اخرى يقول البعض ـ في معرض التوقعات فحسب ـ ان زيارة جنبلاط تهدف الى الوصول لفهم افضل لكيفية انتزاع بعض الاوراق اللبنانية من السوريين، واذا صح هذا الافتراض فإن ذلك يعني ان موقف تشيني ـ ابرامز لايزال ممسكا بعصا المايسترو في هذا المجال.
اقرأ أيضاً